من أحمد رشيد وأحمد أبو العينين
بغداد (رويترز) - قال الجيش العراقي إن عددا من جنود الدفاع الجوي أصيبوا بجروح خطيرة إثر سقوط عدة صواريخ على قاعدة عسكرية تضم قوات للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في ثاني ضربة من نوعها خلال أسبوع.
وأعلن متحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بيان إصابة ثلاثة من قواته وجنديين عراقيين في الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي العسكرية في العراق.
وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيانها "تعرض معسكر التاجي إلى عدوان سافر آخر بعد سقوط 33 صاروخا نوع كاتيوشا على وحدات الدفاع الجوي العراقي وقرب بعثة التحالف الدولي، وقد عثرت قواتنا على سبعة منصات تم إطلاق الصواريخ منها في منطقة أبو عظام قرب التاجي شمالي العاصمة بغداد، ووجدت فيها 24 صاروخا جاهزا للإطلاق، حيث عملت على إبطال مفعولها".
وأضاف الجيش أنه سيلاحق منفذي الهجوم ويلقي القبض عليهم.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي نفذ في وضح النهار على خلاف هجمات أخرى مماثلة وقعت في الآونة الأخيرة.
وقال ضابط عراقي داخل القاعدة لرويترز في وقت سابق إنه سمع دوي سقوط صواريخ على القاعدة وإنه سمع صفارات الإنذار.
ووقع هجوم مماثل على قاعدة التاجي، التي تبعد 20 كيلومترا إلى الشمال من بغداد، يوم الأربعاء أسفر عن مقتل جنديين أمريكيين وجندي بريطاني ودفع واشنطن للرد بضربات جوية يوم الخميس أودت بحياة ستة عراقيين.
وتتهم الولايات المتحدة كتائب حزب الله العراقية التي تدعمها إيران بالمسؤولية عن هجوم الأربعاء، وقالت إن ضرباتها الجوية استهدفت هذه الجماعة. لكن البيانات الرسمية العراقية عن القتلى كشفت أن الهجوم أدى لمقتل ثلاثة عراقيين واثنين من أفراد الأمن ومدني ولم يسفر عن سقوط أي مسلحين.
وقال الجيش العراقي يوم السبت إنه لا يجب استغلال الولايات المتحدة أو القوات الأجنبية لهذا الهجوم الأخير كذريعة لتنفيذ عمل عسكري دون موافقة العراق.
وأضاف البيان "نرفض أن تقوم القوات الامريكية أو غيرها بأي عمل دون موافقة الحكومة العراقية والقائد العام للقوات المسلحة، كما فعلت صباح 13 مارس 2020. فهي بذلك لا تحد من هذه الأعمال بل تغذيها وتضعف قدرة الدولة العراقية وتوقع المزيد من الخسائر بالعراقيين وغيرهم مما يستوجب المسارعة بتطبيق قرار مجلس النواب الخاص بموضوع الانسحاب" في إشارة لتصويت البرلمان في يناير كانون الثاني بالتأييد لخروج القوات الأجنبية.
واستنكر العراق الضربات الجوية الأمريكية يوم الجمعة وقال إنها انتهاك للسيادة واعتداء على قواته العسكرية النظامية.
واتخذ العداء القائم منذ فترة طويلة بين الولايات المتحدة وإيران من الأراضي العراقية مسرحا له في الأشهر الماضية.
وأطلقت جماعات مسلحة تدعمها إيران صواريخ وقذائف على قواعد في العراق تستضيف قوات أمريكية إضافة لاستهداف المنطقة المحيطة بالسفارة الأمريكية في بغداد.
ونفذت الولايات المتحدة بدورها العديد من الضربات داخل العراق من بينها ضربة قتلت القائد الإيراني العسكري البارز قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي والمؤسس لكتائب حزب الله العراقية أبو مهدي المهندس وذلك في يناير كانون الثاني.
ويقول الكثير من العراقيين إنهم يدفعون الثمن الأكبر للتوتر الأمريكي الإيراني ودعا بعضهم، من بينهم رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي، القوات الأمريكية للانسحاب من البلاد.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)