من أنجوس مكدوال وايدن لويس
تونس/القاهرة (رويترز) - قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا يوم الاثنين إن شحنة من وقود الطائرات نُقلت إلى شرق ليبيا من الإمارات في الآونة الأخيرة في انتهاك لحظر السلاح وللاتفاقات الدولية الأخرى.
ولا توجد في ليبيا سلطة مركزية مستقرة منذ الإطاحة بمعمر القذافي على أيدي مقاتلين مدعومين من حلف شمال الأطلسي عام 2011. وأراضيها منقسمة منذ أكثر من خمس سنوات بين حكومة مقرها طرابلس في الغرب وحكومة أخرى منافسة في بنغازي بالشرق.
وتحاول قوات من شرق ليبيا موالية للقائد العسكري خليفة حفتر منذ عام تقريبا انتزاع السيطرة على طرابلس حيث مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
ومنعت قوات الشرق أيضا في الشهور الأخيرة صادرات النفط مما أنهك موارد حكومة الوفاق الوطني المالية وشكل اختبارا للمجتمع الدولي بخصوص تمسكه بدور المؤسسة الوطنية للنفط كمصدّر شرعي وحيد للنفط في ليبيا.
وقالت المؤسسة في بيان أن هذه الشحنة جاءت من دولة الإمارات العربية إلى بنغازي على ظهر سفينة تسمى جلف بتروليوم 4 وموجودة في ميناء بنغازي منذ عدة أيام.
وتحظى قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر بدعم عسكري من الإمارات ومصر، التي نفذت ضربات جوية، بينما تدعم تركيا حكومة الوفاق الوطني.
وأضافت المؤسسة الوطنية للنفط أنها أبلغت الأمم المتحدة وأيضا حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وحكومات أخرى. وقال دبلوماسي غربي يعمل في الشأن الليبي إن من شأن جلب وقود طائرات إلى بنغازي أن ينتهك حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا منذ 2011.
ولم يرد مسؤولون في الحكومة الموازية التي تدير شرق ليبيا على طلبات للتعليق.
ولم يتسن الوصول لمسؤولين بالأمم المتحدة للحصول على تعليق بينما لم يرد المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات خارج ساعات العمل.
وانتقد مبعوث الأمم المتحدة الخاص بليبيا غسان سلامة علنا انتهاكات حظر السلاح قبل أن يستقيل الأسبوع الماضي. ولم يتم تعيين خلف له بعد ويبدو أن الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهاء الصراع قد توقفت في الوقت الراهن.
وتقول المؤسسة الوطنية للنفط إنه إضافة إلى انتهاك حظر السلاح المفروض على ليبيا، فإن الشحنة تنتهك أيضا اتفاقا دوليا وقعته الإمارات يعترف بأن المؤسسة هي المستورد الوحيد للوقود في ليبيا.
وبالرغم من أن المؤسسة الوطنية للنفط تتخذ من طرابلس مقرا، فإنها تدير حقول النفط في أنحاء البلاد وتُستخدَم إيرادات صادرات الطاقة في دفع رواتب الموظفين الحكوميين في غرب وشرق ليبيا.
وتغلق القوات التي تتمركز في الشرق منذ يناير كانون الثاني موانئ النفط الرئيسية في البلاد وتمنع الصادرات.
ونقل البيان عن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله قوله إنها "تمكنت من توفير كميات كافية من الوقود لجميع أنحاء ليبيا بما فيها المناطق الشرقية من أجل تلبية جميع الاحتياجات المدنية، بما في ذلك الطيران المدني".
وقال دبلوماسيون إن شحنة وقود الطائرات التي تتحدث عنها المؤسسة تهدد بتقويض دورها كمصدر شرعي وحيد للنفط الليبي. وقال دبلوماسي "إنها أول طلقة تحذيرية. التالية ستكون صادرات الخام".
(تغطية صحفية أنجوس مكدوال من تونس وايدن لويس من القاهرة - دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)