من باريسا حافظي
دبي (رويترز) - أشاد الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي في بث مباشر بمناسبة السنة الفارسية الجديدة بالتضحيات "المبهرة" التي قدمها الإيرانيون في التصدي لفيروس كورونا في إيران، البلد الأكثر تضررا من الفيروس في الشرق الأوسط.
وقال إن العام الماضي كان صعبا على الإيرانيين الذين واجهوا العقوبات الأمريكية والسيول وتفشي فيروس كورونا الذي أودى بحياة أكثر من 1400 شخص وأصاب نحو 20 ألفا.
وقال خامنئي "هذه التضحيات قدمتها أطقم الأطباء والتمريض والمعالجون والمساعدون والعاملون في المستشفيات".
وبدا الزعيم الإيراني الأعلى في صحة جيدة على الرغم من شائعات تحدثت عن إصابته بفيروس كورونا الذي أودى بحياة 1284 شخصا في إيران.
ونفى مسؤولون مقربون من خامنئي هذه الشائعات عندما اتصلت بهم رويترز يوم الأربعاء.
وألقى تفشي فيروس كورونا بظلاله على احتفالات السنة الفارسية الجديدة، حيث تتجمع العائلات وتتبادل الهدايا.
وذكر خامنئي أن العام الماضي "كان عاما صعبا بدأ بالسيول وانتهى بكورونا"، لكنه تابع أنه من الممكن مواجهة الصعوبات بالوحدة.
وأطلق على السنة الإيرانية الجديدة "عام النهضة الإنتاجية".
وفي رسالة منفصلة بمناسبة السنة الإيرانية الجديدة قال الرئيس حسن روحاني إن الإيرانيين سيواجهون تفشي فيروس كورونا بالوحدة وأشاد بأطقم الأطباء والممرضين لشجاعتهم في مكافحة المرض.
والتزم ملايين الإيرانيين منازلهم خلال احتفالات السنة الجديدة. لكن الشرطة قالت إن الكثيرين تحدوا تحذيرات مسؤولي الصحة بضرورة البقاء في المنازل والابتعاد عن الزحام وتوجهوا لساحل البلاد المطل على بحر قزوين وهي منطقة تلقى رواجا في عطلة السنة الجديدة.
* خطبة فريدة من نوعها
وبخلاف خطبه النارية المعتادة امتنع خامنئي عن مهاجمة الولايات المتحدة، عدو إيران اللدود في كلمته بمناسبة السنة الجديدة.
وقال "استفادت إيران من العقوبات الأمريكية. لقد جعلتها مكتفية ذاتيا في كافة المجالات".
وزاد الخلاف بين طهران وواشنطن منذ 2018 بعدما انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع ست قوى عالمية وأعاد فرض عقوبات خنقت اقتصادها.
وأصدرت إيران يوم الخميس عفوا صحيا عن الأمريكي مايكل وايت المسجون منذ القبض عليه في 2018. لكن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قال إن إطلاق سراحه كان بشرط أن يبقى في إيران.
ولم يتضح عدد الأمريكيين الذين تحتجزهم إيران لكن واشنطن حذرت طهران من أنها ستحمل الحكام الإيرانيين المسؤولية المباشرة عن وفاة أي أمريكي خلال تفشي كورونا هناك.
لكن الاستياء المتزايد من المصاعب الاقتصادية، إلى جانب تأثير تفشي الفيروس قد يجبران إيران على اختيار الدبلوماسية بدلا من المواجهة مع الولايات المتحدة.
وقال مسؤول إيراني في طهران طلب عدم ذكر اسمه "نعم.. كانت خطبة فريدة من نوعها للزعيم. لهجته مختلفة ونبرته مختلفة ولم تكن عدائية تجاه أمريكا".
وردا على سؤال بشأن ما إن كان البلدان يحاولان تخفيف التوتر المتصاعد قال "يعلم الأمريكيون ما عليهم فعله. أولا يتعين رفع العقوبات أو على الأقل بعضها ثم سنرى".
(تغطية صحفية باريسا حافظي - إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير سها جادو)