من إيجي إركويون
اسطنبول (رويترز) - في الوقت الذي كان فيه فيروس كورونا المستجد يعزز وجوده ويرسخ أقدامه، اتخذت دويجو يوسيلين، مثلها مثل آلاف من زملائها الأتراك، قرار العودة إلى الوطن لتقضي شهر رمضان مع عائلتها بدلا من الصيام في الخارج.
لكنها عادت في ظروف جعلتها تصوم الآن منعزلة في نُزل للطلاب، ولا تزال بعيدة عن أحبائها.
وقالت من الحجر الصحي في بنجول، على بعد 900 كيلومتر إلى الشرق من منزل عائلتها في أنقرة "تعلمت السعادة بمفردي في الغرفة. ستكون هناك أوقات نتذكرها من هذا العام، وهذه التجربة الفريدة التي أعيشها الآن".
ويوسيلين مهندسة كيميائية كانت تجرى أبحاثا للدراسات العليا فى بودابست، وهي واحدة من بين ما يصل إلى 25 ألف شخص تم نقلهم جوا من حوالى 70 دولة فى أكبر عملية إعادة للوطن تقوم بها تركيا على الاطلاق. ويجب أن يقضوا جميعا بعد وصولهم أسبوعين في الحجر الصحي في واحدة من بين 77 مدينة.
وتم تسكين يوسيلين البالغة من العام 28 عاما في غرفة كبيرة (عنبر)، بأربعة أسرة وأربعة مكاتب صغيرة.
وتسببت إجراءات العزل العام بسبب فيروس كورونا المستجد في قدر كبير من التغيير يشعر به المسلمون هذا العام وخاصة فيما يتعلق بالقيود على التجمعات العامة الكبيرة.
وتقابل يوسيلين والديها عبر الإنترنت كل مساء لتناول وجبة الإفطار.
وقالت يوسيلين التي لا يزال أمامها أسبوع في الحجر "كنت أشعر بالحزن لأن يفطر والداي بمفردهما". وسوف تقوم حافلة تابعة للحكومة بنقلها للمنزل بعد انقضاء مدة الأسبوعين. وسجلت تركيا نحو 117 ألف حالة إصابة، وهي سابع أعلى حصيلة في العالم.
وقالت الحكومة إن عملية الإعادة تهدف إلى لم شمل الأسر في شهر رمضان.
وقال كثير من بين 20 في الحجر الصحي تحدثت رويترز إليهم إنهم غير صائمين، لكنهم راضون جدا عن ظروف الحجر الصحي والفحوص الطبية اليومية.
وقالت روجيا الديم (24 عاما) "أشعر ببعض المرارة لأنني لن أتمكن من تناول وجبة الإفطار مع آخرين خلال شهر رمضان هذا العام، لكنني سعيدة لأنني عدت من الخارج، وسأقضي نصف هذا الشهر على الأقل مع عائلتي".
واضطرت الديم وهي مهندسة مدنية، إلى قطع فترة تدريبها في فيينا وتقضي الآن فترة الحجر الصحي في مهجع بمدينة سيفاس في وسط البلاد.
وقالت "أتحدث مع عائلتي في كارس، وندعو لكل البشر بالصحة".
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)