من ستواري كريمي و عبد القادر صديقي
هرات (أفغانستان)/ كابول (رويترز) - بدأ مسؤولون أفغان يوم الأحد عملية للبحث عن جثث مهاجرين من أفغانستان وانتشالها من نهر على الحدود مع إيران بعد تقارير عن تعذيب حرس الحدود الإيرانيين للعشرات منهم وإلقائهم في النهر لمنعهم من دخول إيران.
وقالت السلطات في إقليم هرات بغرب أفغانستان إنها انتشلت 12 جثة من نهر هريرود، وإن ثمانية آخرين على الأقل في عداد المفقودين.
ويمكن أن يثير الحادث أزمة دبلوماسية بين إيران وأفغانستان في وقت تسببت فيه جائحة كورونا في نزوح جماعي لمهاجرين أفغان من إيران تبين إصابة العديد منهم بالفيروس.
ويعبر كل يوم ما يصل إلى ألفي أفغاني الحدود من إيران، إحدى البقاع العالمية الكبرى لتفشي الفيروس، إلى إقليم هرات بغرب أفغانستان.
وقالت وزارة الخارجية الأفغانية في بيان أمس السبت إن تحقيقا بدأ في الأمر وقال مسؤول كبير في القصر الرئاسي في كابول إن التقديرات الأولية تشير إلى أن 70 مهاجرا على الأقل كانوا يحاولون دخول إيران من هرات لكنهم تعرضوا للضرب وأٌلقي بهم في نهر هريرود.
ويمر النهر بأفغانستان وإيران وتركمانستان.
وقال عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن "الواقعة" حدثت على الأراضي الأفغانية.
وأضاف في بيان يوم الأحد "حرس حدود الجمهورية الإسلامية نفوا وقوع أي أحداث متعلقة بهذا على أراضي بلادنا".
وقال عبد الغني نوري، حاكم منطقة جولران في هرات، إن أفرادا من الجيش الإيراني ألقوا عشرات العمال الأفغان المهاجرين في النهر.
وأضاف نوري لرويترز "الجنود الإيرانيون استخدموا الجواريف والأعيرة النارية لإصابة العمال الأفغان وإلقائهم في النهر" مضيفا أن بعض العمال المصابين يتلقون العلاج في المستشفى.
وقال أطباء في مستشفى مقاطعة هرات إنهم استقبلوا جثثا لمهاجرين أفغان.
وقال عارف جلالي مدير المستشفى "حتى الآن جرى نقل خمس جثث إلى المستشفى. بين هذه الجثث واضح أن أربعة لقوا حتفهم غرقا" مضيفا أنه تم نقل مصابين اثنين للمستشفى مساء يوم الأحد.
وقال مقاتلو حركة طالبان، التي تقاتل للإطاحة بالحكومة الأفغانية، إن على إيران فتح تحقيق في الحادث وأن "تنزل عقابا شديدا بالجناة".
وأضافوا في بيان "علمنا أن 57 أفغانيا كانوا في طريقهم إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعمل تعرضوا للتعذيب في بادئ الأمر على يد حرس الحدود الإيراني وأن 23 منهم استشهدوا لاحقا بطريقة وحشية".
وقال نور محمد إنه كان أحد 57 من الأفغان الذين قبض عليهم حرس الحدود الإيراني يوم السبت لدى محاولتهم عبور الحدود لإيران بحثا عن عمل.
وأضاف لرويترز "بعد أن عذبونا قام الجنود الإيرانيون بإلقائنا جميعا في نهر هريرود".
وقال شير أغا إنه نجا أيضا من الواقعة وأشار إلى أن 23 على الأقل لقوا حتفهم في النهر.
ويقول المسؤولون الأفغان إن هذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها حرس الحدود الإيراني مواطنين أفغانا. ويبلغ طول الحدود بين البلدين 920 كيلومترا.
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20200503T104343+0000