💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ناجون روهينجا يتحدثون عن الشقاء والموت في البحر والمئات ما زالوا عالقين

تم النشر 03/05/2020, 23:44
محدث 03/05/2020, 23:48
© Reuters. ناجون روهينجا يتحدثون عن الشقاء والموت في البحر والمئات ما زالوا عالقين

من إيه.إس.إم. سوزالدين و بوبي ماكفيرسون

كوكس بازار (بنجلادش)/بانكوك (رويترز) - ظن لاجئ الروهينجا شهاب الدين أن قارب الصيد الخشبي الذي استقله في فبراير شباط سيكون وسيلته للفرار من مخيم في بنجلادش إلى حياة أفضل في ماليزيا.

لكن تلك الرحلة البحرية كادت تودي بحياته بدلا من أن تقوده إلى هدفه المنشود.

وكان الشاب البالغ من العمر 20 عاما ضمن قرابة 400 ناج انتُشلوا من المياه وقد استبد بهم الجوع والهزال والصدمة بعدما لم يتمكن القارب من الوصول إلى ماليزيا وقضى أسابيع تتقاذفه الأمواج قبل أن يعود إلى بنجلادش في منتصف أبريل نيسان.

وتقول جماعات حقوقية إن مئات آخرين من اللاجئين تقطعت بهم السبل على متن قاربين آخرين على الأقل مع تشديد حكومات دول جنوب شرق آسيا الرقابة على حدودها اتقاء لفيروس كورونا المستجد، الأمر الذي يهدد بتكرار أزمة قوارب تعود إلى 2015 عندما توفي مئات الأشخاص.

وناشدت الأمم المتحدة السلطات السماح للقوارب بالرسو، لكن المشاعر المناهضة للاجئين تزداد في ماليزيا وتقول الحكومات إن الحدود مغلقة خوفا من فيروس كورونا.

وفي مقابلة مع رويترز، استرجع سبعة ناجين من القارب الذي جرى إنقاذه تجربتهم المروعة على مدى شهرين.

وتراوحت تقديرات عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم على القارب من بضع عشرات إلى أكثر من 100، إذ لم يواصل أحد العد، لكن رواياتهم كانت متسقة.

ووصف الناجون كيف كان مئات الرجال والنساء والأطفال متكدسين على القارب غير قادرين على الحركة وهم يجلسون القرفصاء في الأمطار والشمس الحارقة إلى أن بدأوا، مع نفاد الطعام والمياه، يموتون جوعا وعطشا ويتشاجرون وتُلقى جثثم في البحر.

وبعضهم بكى أثناء الحديث.

قال شهاب الدين "ظننت أنني لن أعود لبلدي حيا... اشتقت لأسرتي، خاصة أبوي".

قالت جماعة (فورتيفاي رايتس) الحقوقية في بيان الأسبوع الماضي إن مشغلي القارب "احتجزوا ضحاياهم في ظروف تشبه العبودية بغرض الاستغلال".

ولم تتمكن رويترز من تحديد هوية الطاقم أو الاتصال به للتعليق.

وحثت منظمة العفو الدولية الحكومات على حماية الروهينجا العالقين والسماح لهم بالنزول على أراضيها. وقدرت أن 800 شخص آخرين كانوا في البحر. وهبط بضع عشرات من الأشخاص من أحد القوارب على ساحل بنجلادش الجنوبي يوم السبت.

وتدافع ماليزيا عن سياستها المتعلقة بعدم استقبال لاجئي القوارب. وقال وزير الشؤون الداخلية الماليزي في بيان يوم الخميس إن السلطات تصرفت وفقا للقانون للدفاع عن سيادة البلاد ومستعدة لفعل ذلك مجددا.

* أفضل حالا في ماليزيا

لاجئ آخر يدعى إنعام الحسن، ويبلغ أيضا من العمر 20 عاما، قال إن قريبا له في ماليزيا حثه على الذهاب إلى هناك. وقال "أردت الذهاب إلى ماليزيا لانتشال أسرتي من براثن الفقر".

وقال ستة من الناجين السبعة الذين أجرت رويترز مقابلات معهم إنهم ذهبوا إلى هناك طوعا. أما السابع، والبالغ من العمر 16 عاما، فقال إن رجالا مجهولين أخذوه رغما عن إرادته.

وبدأت رحلة الشقاء بمجرد إبحار القارب.

قال شهاب الدين "لم نأكل شيئا تقريبا... الأطفال الصغار كانوا يبكون التماسا للماء".

وبعد أسبوع وصل القارب قبالة ماليزيا، حيث انتظر عدة أيام قبل أن يعلن أفراد الطاقم عدم قدرتهم على إنزال الركاب من السفينة وأنهم سيعودون إلى بنجلادش.

وأبحروا مرة أخرى عائدين عبر خليج البنغال.

قال شهاب الدين "واجهنا عواصف ثلاث مرات".

وأضاف أنه أُجبر على تنفيذ تعليمات الطاقم بضرب أي شخص يخالف النظام. وقال "إذا لم أضربهم لكنت تعرضت أنا للضرب".

في هذه الأثناء، بدأ بعض الركاب اليائسين شرب ماء البحر.

وقال إنعام الحسن "بفضل الله كانت المياه تبدو عذبة".

وأضاف "قفز العديد إلى المياه... الجميع كان يقول إن من الأفضل كثيرا الموت في المياه عن الموت على ظهر السفينة".

وفي الليل كان الركاب يمسكون بأحدهم الآخر يبكون ويدعون.

وفي النهاية، قال ناج إن القارب توقف مرة أخرى قبالة ميانمار لكن لم يستطع الرسو مجددا.

وأجبر اللاجئون في آخر الأمر الربان على العودة إلى بنجلادش، حيث هبطوا على ساحلها ليلا.

وقال مسؤول بخفر السواحل في ذلك الوقت إن المشهد كان صادما. وأضاف "كثير منهم كانوا في غاية النحافة والهزال وكان البعض غير قادر على الوقوف".

قال شهاب الدين إن والديه تعرفا عليه بصعوبة لكنه كان ممتنا للعوده رغم أنه ليس لديه أمل يذكر في المستقبل.

وأضاف "من الأفضل الموت هنا من الهلاك في البحر".

© Reuters. ناجون روهينجا يتحدثون عن الشقاء والموت في البحر والمئات ما زالوا عالقين

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.