بيروت (رويترز) - أشاد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يوم الاثنين بخطة حكومية للإنقاذ ووصفها بأنها "خطوة مهمة"، وحذر من أن البلد يجب ألا يذعن في محادثات مع صندوق النقد الدولي لشروط لا يمكنه أن يتحملها.
وفي كلمة أذيعت تلفزيونيا، دعا نصر الله اللبنانيين إلى إعطاء مجلس الوزراء فرصة بينما يحاول انتشال البلد من أزمة مالية خفضت قيمة العملة المحلية بأكثر من النصف.
وفي الأسبوع الماضي طلبت الحكومة، التي تولت السلطة هذا العام بمساندة من حزب الله المدعوم من إيران، مساعدة من صندوق النقد فيما وصفها رئيس الوزراء حسان دياب بأنها "لحظة تاريخية".
وقال نصر الله في كلمته إن الخطة "هي خطوة.. هي إطار.. هي تصور.. هي رؤية ممكن الانطلاق منها. ممكن مناقشتها وممكن تعديلها. نحن ما ندعو إليه هو التعاطي الإيجابي مع الخطة ويصير نقاش علمي لأنه المطلوب انقاذ البلد.. الوضع الاقتصادي كلنا مجمعين أنه صعب جدا وخطير جدا."
وتشير تعليقاته إلى تأييد علني للخطة بما في ذلك محادثات مع صندوق النقد، من حزب الله وهوحركة سياسية وعسكرية لها نفوذ كبير في لبنان.
وقال نصر الله "بموضوع صندوق النقد الدولي. طبعا نحن بالمبدأ لسنا ضد أن يطلب لبنان تعاون أو مساعدة من أي جهة إلا الذين عليهم خطوط حمراء أعداء لبنان.
"في شيء غير مقبول إنه هكذا يعني على العمياني ومستسلمين وحاطين الكلبشات بأيدينا نأتي ونسلم رقابنا لصندوق النقد الدولي أو لأي دولة في العالم هذا مرفوض بالمطلق.
"الحكومة ستجري نقاشا وهذا ما فهمته أن الحكومة بعدما أقرت الخطة هي ذاهبة لتقول يا صندوق النقد الدولي ماذا تريد لكي أفعل في لبنان. ما فهمته...هو المساعدة والنقاش وما شاكل.. جيد هذا ما في مشكلة.
"عندما سيحصل نقاش مع صندوق النقد الدولي، كل شيء سيتم مناقشته في الحكومة ويجب أن نرى ما هي الشروط وما هو المطلوب وما هو البرنامج والخطوات المطلوبة... البلد يحمل هكذا شروط أو لا يحمل.. هذا يحتاج إلى نقاش".
وضربت الأزمة لبنان منذ أواخر العام الماضي بمشاكل اقتصادية على نطاق لم تشهده البلاد مطلقا حتى أثناء حربه الأهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990 . وقفز التضخم وانهارت الثقة في النظام المصرفي وتخلف البلد المثقل بالديون عن سداد دينه السيادي في مارس آذار للمرة الأولى.
وسيستخدم لبنان خطة الإنقاذ للتفاوض على برنامج مع صندوق النقد الدولي بعد أن وافق مجلس الوزراء على الخطة التي تقع في 53 صفحة.
وتتصور الخطة الجديدة خسائر بعشرات المليارات من الدولارات في النظام المصرفي الذي ساعد في تمويل عجز ضخم في ميزانية الدولة على مدار عقود.
وقال نصر الله يوم الاثنين إن البنوك المحلية حققت أرباحا ضخمة على مدار السنين ويتعين عليها الآن أن تتدخل للمساعدة. واتهم أيضا البنوك بمعاملة غير عادلة في تنفيذها للعقوبات المصرفية الأمريكية ضد حزب الله.
(اعداد وجدي الالفي للنشرة العربية)