من باريسا حافظي
دبي (رويترز) - وصف الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي يوم الجمعة إسرائيل بأنها "غدة سرطانية صهيونية"، وأشاد بمشاركة بلاده في تسليح الجماعات الفلسطينية التي تتصدى لها، مما أثار إدانة سريعة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومعارضة إسرائيل عقيدة أساسية بالنسبة لإيران التي يقودها الشيعة والتي تدعم جماعات مسلحة فلسطينية ولبنانية معارضة للسلام مع إسرائيل التي ترفض طهران الاعتراف بها.
وقال خامنئي في خطبة ألقاها عبر الإنترنت "الكيان الصهيوني زائدة قاتلة وضرر محض لهذه المنطقة وهو زائل لا محالة".
ورفضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هذه العبارات.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي على تويتر هذه التصريحات بأنها "معادية للسامية تثير الاشمئزاز والكراهية" ولا تمثل روح التسامح لدى الإيرانيين.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خوسيب بوريل إنها تصريحات "غير مقبولة بالمرة وتعد مصدر قلق بالغ" وتتنافى مع هدف إحلال السلام والاستقرار بالشرق الأوسط.
ورغم إشادة زعماء جماعات مسلحة في غزة، منها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي، مرارا بما تتلقاه من دعم مالي وعسكري من إيران، لم يسبق وأن أكد خامنئي نفسه على الملأ تزويدها بالسلاح.
وقال الزعيم الإيراني الأعلى "لقد كان تشخيصنا يوما أن المناضل الفلسطيني يتحلى بالدين والإباء والشجاعة، ومشكلته الوحيدة هي خلو يده من السلاح. وخططنا بهداية من الله سبحانه ومدده لملء هذا الفراغ، وكانت النتيجة أن تغير ميزان القوى في فلسطين، واليوم تستطيع غزّة أن تقف بوجه العدوان العسكري الصهيوني وتنتصر عليه".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس "تواجه دولة إسرائيل تحديات كبيرة في ساحات متنوعة. تصريح خامنئي بأن إسرائيل ‘غدة سرطانية‘ يوضح ذلك أكثر من أي شيء آخر".
وأضاف على فيسبوك "لا أقترح على أحد أن يختبرنا... سنكون مستعدين لكل التهديدات وبأي وسيلة".
* إلغاء مسيرات
أشاد زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي تقر علنا بالحصول على أسلحة وأموال إيرانية، بتصريحات خامنئي. وقال في تصريحات نشرتها الحركة "إننا جاهزون لجهاد طويل محكوم لنا فيه بالنصر إن شاء الله".
ودعا كبار المسؤولين الإيرانيين مرارا على مر السنين لزوال إسرائيل، وكان ضمن مقترحاتهم إجراء استفتاء يستبعد غالبية سكانها اليهود بينما يضم الفلسطينيين في الداخل والخارج.
وألمح خامنئي إلى أن تركيز الاهتمام العالمي على جائحة كورونا ساهم في حجب ما يُرتكب في حق الفلسطينيين. وقال "جائحة الصهيونية القديمة سوف لا تبقى دون شك وسيُقضى عليها من هذه المنطقة".
وكان خامنئي يتحدث بمناسبة يوم القدس الذي يوافق الجمعة الأخيرة من شهر رمضان والذي أعلنه الزعيم الإيراني الراحل آية الله روح الله الخميني، قائد الثورة الإسلامية التي قامت في إيران عام 1979.
وألغت السلطات الإيرانية مسيرات كانت تنظم في أنحاء البلاد سنويا بمناسبة يوم القدس وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا. وإيران أحد أكثر البلدان تضررا بالفيروس في المنطقة حيث سجلت 7300 وفاة بالمرض و 131652 إصابة.
وندد خامنئي أيضا بما وصفه بخيانة "مرتزقة سياسيين وثقافيين في الدول الإسلامية"، يساعدون الصهاينة على التهوين من قضية فلسطين، في إشارة واضحة إلى بعض الدول العربية بما في ذلك السعودية منافسة إيران في المنطقة.
(شارك في التغطية نضال المغربي من غزة ورامي أيوب من تل أبيب ودان وليامز من القدس - إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)