💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

العمال المهاجرون بلبنان بين هجير أزمة الدولار ونار إجراءات العزل

تم النشر 22/05/2020, 18:56

من إلن فرنسيس وعماد كريدي

بيروت (رويترز) - صارت أبواب العمل مقفلة في لبنان أمام عاملة الخدمة المنزلية النيجيرية تيميتوب منذ أن هربت من منزل صاحب عملها الشهر الماضي.

وفي الوقت الذي يتقلب فيه لبنان على جمر أزمة مالية عميقة ونقص في الدولار، لم يعد لدى الناس أموال ينفقونها على عمال المساعدة. وبعد إغلاق مطار بيروت ضمن إجراءات العزل العام لمنع تفشي فيروس كورونا، لا تستطيع تيميتوب العودة إلى وطنها حتى لو خاضت تجربة المحاولة.

وقالت تيميتوب، التي قفزت من المبنى في سبيل الهرب بعد أن ضربها صاحب العمل حتى نزفت دماؤها "أشعر بخوف شديد. لا يمر يوم دون أن أبكي فيه... لم يعد لدي مال حتى لإطعام نفسي الآن".

أصبحت تيميتوب تعيش مع أصدقائها، معتمدة على أي شيء يمكن أن يقدموه لها.

وعلى غرار نساء كثيرات من أفريقيا وآسيا في لبنان، استقدمت تيميتوب، وهي أم لطفلين، للعمل كي تتمكن من إرسال المال إلى عائلتها.

لكن نقص الدولار الذي أثقل كاهل مئات الآلاف من العمال المهاجرين في لبنان حول بعضهم إلى مشردين في الشوارع يتوسل كثيرون منهم من أجل العودة إلى بلادهم.

وتحذر جماعات حقوق الإنسان من أن ذلك يعرض العمال لخطر سوء المعاملة والصدمات النفسية.

وامتلأت ملاجئ السفارات والمنظمات غير الحكومية عن آخرها.

ومنذ أن سقط لبنان في أتون الأزمة أواخر العام الماضي، فقدت العملة المحلية أكثر من نصف قيمتها. وقفزت الأسعار باتجاه الصعود مع انزلاق المزيد من اللبنانيين إلى براثن الفقر.

وعرقلت جائحة كورونا جهود الحكومة لإعادة العمال عبر سفاراتهم. فحتى هذه الرحلات الجوية تتطلب دفع مبالغ مالية بالدولار.

وقالت زينة مزهر من منظمة العمل الدولية إن الحاجة للملاجئ صارت أكبر من أي وقت مضى "بالنسبة لمن فقدوا وظائفهم ولم يعد لهم مكان يذهبون إليه".

وتقول جماعات النشطاء إنها تتلقى اتصالات بشكل متواتر من عاملات منازل تعرضن للغبن والطرد أو هربن من أسر أصحاب العمل.

* رق

يشكل العمال المهاجرون العمود الفقري في جسد قطاعات مثل جمع القمامة والخدمة المنزلية في لبنان، ولا يتمتع كثيرون منهم بأي حقوق تذكر، ويتعرضون للعنصرية على نطاق واسع وينتهي المطاف ببعضهم إلى الانتحار.

وتعمل معظم النساء كخادمات في إطار نظام "الكفالة" الذي شبهه حتى وزير العمل السابق بالرق. ويمنعهن هذا النظام من المغادرة دون موافقة صاحب العمل، وتتأرجح الرواتب حول رقم 150 دولارا في الشهر.

وفي الشهر الماضي، استجوبت الشرطة رجلا حاول بيع مدبرة منزل نيجيرية مقابل 1000 دولار على موقع "فيسبوك".

وقالت زينة مزهر إن الأزمات، سواء كانت كورونا أو الاقتصاد، تكشف عورات نظام الكفالة.

وكانت زوجة رئيس الوزراء أثارت جدلا في الأسبوع الماضي عندما دعت اللبنانيين الذين يعانون بسبب تزايد البطالة إلى العمل بالمهن التي يشتغل بها الأجانب عادة مثل الخدمة المنزلية أو حراسة العقارات والمباني.

وأضرب جامعو القمامة من بنجلادش لأسابيع بعد أن تحولت شركة إدارة النفايات في بيروت، رامكو، إلى نظام دفع الرواتب بالليرة اللبنانية، مما قوض قيمة أجورهم.

وعندما منع العمال شاحنات القمامة من الخروج في إجراء احتجاجي الأسبوع الماضي، جاءت شرطة مكافحة الشغب وأطلقت عليهم قنابل الدخان وضربت بعضهم.

ولم يرسل محمد إلاهي أموالا إلى زوجته وابنتيه في بنجلادش منذ أشهر. وقال "عائلتي تبكي كثيرا.. لا يستطيعون دفع رسوم المدرسة، ولا شراء ما يكفي من الطعام".

وأضاف أن الشركة وافقت أخيرا على زيادة الأجور بالعملة المحلية.

وقال مدير شركة رامكو وليد بوسعد إنه لم يكن أمام الشركة خيار آخر لأن الدولة اللبنانية، وهي العميل الرئيسي، توقفت عن الدفع بالدولار في أواخر العام الماضي، علاوة على ملايين المتأخرات التي تدين بها الحكومة. وقال "من حق العامل أن يطلب الأجر بالدولار... لكن بعض الأمور تخرج من أيدينا".

بالنسبة لمحمد، يبدو المستقبل في لبنان غامضا. ويقول "أريد أن أعمل. ولكن بدون العثور على حل، لا فائدة من وجودي هنا.. سأرغب حينئذ في المغادرة. جميعنا سنرحل".

© Reuters. العمال المهاجرون بلبنان بين هجير أزمة الدولار ونار إجراءات العزل

(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.