كابول (رويترز) - في الصباح اندفع المسلحون إلى داخل عنبر الولادة في أحد مستشفيات كابول متنكرين في زي الشرطة وأطلقوا النار فقتلوا 24 شخصا من بينهم 16 امرأة ورضيعان حديثا الولادة.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن المذبحة التي دارت وقائعها يوم 12 مايو أيار.
تلك هي الحقائق التي أمكن التأكد من صحتها على وجه السرعة.
غير أن الوحشية المروعة التي اتسم بها الهجوم على عنبر الولادة هزت أفغانستان كما هزت صحفيي رويترز الذين شرعوا في نقل الوقائع الكاملة بما فقد من أرواح.
سمع سيد حسيب منتج التقارير المصورة لتلفزيون رويترز بالهجوم من أحد أقاربه وبعد التحقق من صحته من الشرطة سارع لطلب الإذن من خبراء الأمن المعنيين في رويترز لإرسال فريق إلى الموقع متبعا في ذلك الخطوات المعتادة في مثل هذه الحالات.
وكان المصور التلفزيوني محمد أكرم من أوائل الصحفيين الذين وصلوا إلى المستشفى وأبلغ رئيسه بوجود إطلاق نار كثيف بين قوات الأمن والمسلحين وأن عددا كبيرا من النساء والأطفال بالداخل.
قال حسيب "طلبت من المصور أن يبتعد عن المستشفى ويحتمي وراء أي جدار أو حاجز اسمنتي".
أما المراسلان عبد القادر صديقي وحميد شاليزي فكانا في البيت بسبب قيود فيروس كورونا فما كان منهما إلا أن أمسكا بهواتفهما وخاطبا الشرطة والشهود.
قال صديقي إنه طلب من أسرته إبعاد ابنه الصغير وابنة أخيه وابن أخيه أثناء عمله.
وأضاف "من اللحظة الأولى أدركت أن الضحايا بينهم أطفال وكان ابني عبد الله في ذهني في كل ثانية".
وفي وقت لاحق استطاعت المراسلة أوروج حكيمي التواصل مع امرأة نجت من الهجوم. اتصلت بها في المساء وقدمت نفسها وطلبت منها أن تحكي حكايتها.
روت زهرة محمدي لأوروج كيف شاهدت مقتل حفيدها في الهجوم بعد أربع ساعات من ولادته. كان اسم الطفل أوميد أي "أمل" باللغة الدرية.
بكت أوروج وهي تتحدث مع زهرة وقالت "كنت أردد: أنا آسفة. أحس بألمك. أنا هنا للإنصات لما تقولينه".
أما المصور الصحفي عمر صبحاني الذي يعمل لرويترز منذ 18 عاما في كابول وسبق أن غطى مئات الهجمات فقد ذهب في اليوم التالي إلى المستشفى الذي نقل إليه الأطفال الرضع الذين فقدوا أمهاتهم في الهجوم.
قال صبحاني "رأيت هؤلاء الأطفال راقدين على السرير وكان الأطباء والممرضات يعملون على تغذيتهم. هؤلاء الأطفال الرضع، لم يعرف (المهاجمون) حتى من هم ..مسلمون أم مسيحيون، سنة أم شيعة.. وتعرض الأطفال لمثل هذا العمل الوحشي".
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20200528T132523+0000