💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل-القوى الأجنبية في مواجهة طريق مسدود أشد دموية في ليبيا

تم النشر 29/05/2020, 20:29

من أنجوس مكدوال وأورهان جوسكون وأولف ليسينج

تونس/أنقرة/القاهرة (رويترز) - بعد أن أسهمت الطائرات المسيرة التركية في دفع قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) إلى التقهقر بعيدا عن طرابلس هذا الشهر، ذكرت تقارير أن روسيا تعزز تلك القوات بطائرات حربية، فيما يزيد حجم المخاطر في حرب أهلية وصلت إلى طريق مسدود وقسمت البلاد.

شهدت الأسابيع الأخيرة نقطة تحول في صراع معقد بين تحالفين تدعم كل واحد منهما مجموعة من الدول الأجنبية التي تجعلها أجنداتها الإقليمية المتصارعة غير مستعدة للقبول بالهزيمة.

ويواجه القائد العسكري خليفة حفتر وجيشه الوطني الليبي الآن شبح الفشل في جهوده المستمرة منذ عام لانتزاع السيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.

وتقدم حفتر الصيف الماضي، مدعوما بالسلاح والمرتزقة والضربات الجوية من الإمارات وروسيا ومصر حسبما يقول خبراء من الأمم المتحدة، إلى الضواحي الجنوبية لطرابلس قبل أن يتعثر هجومه.

لكن المساعدات التركية قلبت الموازين وغيرت مسار المعارك. فالدفاعات الجوية وضربات الطائرات المسيرة شلت القوة الجوية للجيش الوطني الليبي، قبل توجيه ضربات قوية لقواته البرية وخطوط إمداده الطويلة هذا الشهر.

وقال مسؤول تركي كبير "في الأسابيع القليلة الماضية، حدث تحول كبير في الموازين في ليبيا"، ونسب الفضل في ذلك إلى الطائرات المسيرة التركية و"الجنود غير المدربين" الذين يديرون الدفاعات الجوية للجيش الوطني الليبي.

أدى ذلك خلال الشهر المنصرم إلى خسارة الجيش الوطني الليبي بشكل مفاجئ لسلسلة من البلدات القريبة من الحدود التونسية، وقاعدة جوية بالغة الأهمية، ونحو عشرة أنظمة للدفاع الجوي، والقسم الأكبر من موطئ قدمه في طرابلس. ذهب ذلك وذهبت معه آمال حفتر في النصر.

وخلال الفترة نفسها، سلم عسكريون روس نحو 14 طائرة مقاتلة من طراز ميج 29 وسوخوي-24 إلى قاعدة الجفرة الجوية التابعة لقوات حفتر في وسط ليبيا، حسبما ذكر الجيش الأمريكي هذا الأسبوع. ويمكن لهذه الطائرات أن تغير مسار الحرب مرة أخرى.

ونفى عضو في البرلمان الروسي والجيش الوطني الليبي وصول الطائرات.

على شفا الهاوية، تقف ليبيا مرة أخرى بعد سنوات من الفوضى التي أعقبت الانتفاضة ضد معمر القذافي عام 2011، وأفضت إلى وجود إدارتين متصارعتين إحداهما في طرابلس في الغرب والأخرى في بنغازي في الشرق.

ومع تدفق المزيد من إمدادات الأسلحة والمقاتلين إلى وكلاء محليين، يترقب الليبيون في خوف صراعا لا ينتهي تواصل فيه القوى الخارجية تأجيج الحرب لحماية مصالحها، من غير أن تتكبد أي قدر من الألم.

وحذر دبلوماسي غربي مختص بشؤون ليبيا من "نزاع مقيم يُقابل فيه التصعيد بتصعيد، ويتزايد فيه العنف، دون حل أو مخرج".

وحذرت فرنسا، وهي أيضا داعمة لحفتر إلى مدى كبير، هذا الأسبوع من أن الوضع في ليبيا ينذر بخطر استنساخ السيناريو السوري عندما هوت البلاد إلى حرب بلا نهاية تقودها قوى خارجية.

وكان مسؤولون روس وأتراك تحدثوا الأسبوع الماضي وأصدروا بيانا اتفقوا فيه على ضرورة وقف إطلاق النار، في إشارة محتملة إلى أنهم توصلوا لاتفاق في الغرف المغلقة لتجنب الصدام المباشر بعد وصول الطائرات الروسية.

وقال دبلوماسي غربي آخر مختص في شؤون ليبيا "لقد وضعوا المسدس على الطاولة ليشيروا لتركيا بأن هناك حدودا للمدى الذي يمكن أن تذهب إليه قواتها باتجاه الشرق".

*طائرات مقاتلة

قال فولفرام لاشر من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية إن الطائرات المقاتلة في الجفرة يمكن أن تكون الآن الرادع لهجوم جديد من جانب حكومة الوفاق الوطني بعد أن تعزز مكاسبها في الغرب.

وأضاف "يبدو أن الهدف من هذه المقاتلات وإعادة الانتشار في وسط ليبيا وجنوبها الآن هو استقرار وتجميد الوضع العسكري".

ومع انهيار هجوم حفتر، وسقوط مشروعه الأوسع المتمثل في توحيد ليبيا بالقوة وتغيير حكومة الوفاق الوطني، أصبحت الشكوك تلف دوره وموقعه كركيزة تلتف حولها الكتلة الشرقية.

وقال أحد الدبلوماسيين "بٌني قدر كبير من حملة حفتر وقصته على النجاح والزخم على مدى سنوات عديدة".

وفي أواخر أبريل نيسان، عندما كانت حربه تواجه عثرات، أعلن حفتر فجأة أن جيشه سيتولى السلطة في كامل البلاد، وهي خطوة من شأنها تهميش الإدارة المدنية في شرق ليبيا التي كانت قد اعترفت به قائدا للجيش هناك.

لكنه لم يُتبع ذلك بتشكيل حكومة جديدة، لأنه لم يتمكن، على ما يبدو، من حشد الدعم الكافي في صفوف تحالفه في الشرق أو من الداعمين الأجانب.

وفي القاهرة، حيث الأولوية للاستقرار في شرق ليبيا، قال دبلوماسيون إن هناك قدرا من نفاد الصبر إزاء حربه في الغرب. ومع ذلك، قال مسؤول كبير سابق إن حفتر لا يزال يحظى بشعبية كبيرة في الشرق.

وقال لاشر "لا أعتقد أن هيكل سلطته في الشرق سينهار بين عشية وضحاها".

وأضاف أن فشله في الاستيلاء على طرابلس ستترتب عليه تداعيات ملموسة، وأن "كل هذا سيخلف مزيجا قابلا للاشتعال يمكن أن تتولد من أتونه تحديات لسلطة حفتر في نهاية المطاف".

© Reuters. تحليل-القوى الأجنبية في مواجهة طريق مسدود أشد دموية في ليبيا

(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.