من ستيف كيتينج
تورونتو (رويترز) - كشف المحقق المستقل ريتشارد مكلارين يوم الخميس عن عقود من الفساد في الاتحاد الدولي لرفع الأثقال خلال رئاسة تاماش ايان.
وأبلغ مكلارين، استاذ القانون الكندي الذي قادت نتائج توصل اليها الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات لاصدار توصية بمنع روسيا من المشاركة في أولمبياد 2016، الصحفيين أن الاتحاد الدولي كان غارقا في الفساد.
وشملت وقائع الفساد شراء أصوات والتستر على تعاطي منشطات ومخالفات مالية بقيمة 10.4 مليون دولار.
وقال مكلارين في مؤتمر عبر تطبيق زووم "وجدت منظمة تخضع لما يقرب من نصف قرن لرئيس مستبد وقف من خلال آليات السيطرة المختلفة وراء كل الأحداث التي شهدتها مؤسسته.
"هوس ايان بالسيطرة فرض أجواء التخويف والترهيب وحال دون وجود إدارة رياضية رشيدة. رصدنا فسادا على أعلى المستويات في الاتحاد الدولي لرفع الأثقال".
وشغل المجري ايان (81 عاما) منصب الأمين العام لمدة 24 عاما وعمل رئيسا للاتحاد الدولي منذ عام 2000 وحتى استقالته في أبريل نيسان.
واستفاض التقرير المفصل المؤلف من 121 صفحة في شرح الحجم الهائل للفساد المزعوم داخل الاتحاد الدولي لرفع الأثقال أثناء رئاسة ايان.
وكشف التحقيق عن غرامات تعاطي منشطات تم دفعها شخصيا إلى ايان وكذلك عن سحب مبالغ مالية كبيرة من حسابات الاتحاد الدولي لرفع الأثقال. وكانت هذه العمليات تجري عادة قبل البطولات الكبرى أو اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد.
وقال مكلارين "من المستحيل على الإطلاق تحديد حجم الأموال التي تم جمعها أو سحبها لاستخدامها في نفقات مشروعة.
"كشف فريق التحقيق المستقل عن 10.4 مليون دولار أمريكي لم يتم الاستدلال على مشروعية استخدامها".
ووصف مكلارين السجلات المالية للاتحاد الدولي لرفع الأثقال بأنها "مزيج من أرقام غير مكتملة وغير دقيقة تسبب فيها نظام فاشل في تسجيل النفقات والإيرادات إضافة إلى وجود حسابات مصرفية سرية للسيد ايان".
* شراء أصوات
وخلص التحقيق إلى أن بعض هذه الأموال تم استخدامها لشراء أصوات لشغل منصب الرئيس ومناصب قيادية أخرى في اللجنة التنفيذية في أحدث اجتماعين للجمعية العمومية للاتحاد.
وخلال التحقيقات أيضا كشف فريق مكلارين عن مخالفات للوائح المنشطات بالتستر على 40 عينة إيجابية في سجلات الاتحاد الدولي.
وتخص هذه العينات فائزين بميداليات ذهبية وفضية لم يتم التحقيق معهم.
وقال مكلارين إنه قدم هذه المعلومات إلى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (الوادا) لإجراء المزيد من التحقيقات.
وتسببت العينات الإيجابية في غضب ترافيس تايجارت رئيس الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات الذي أشار إلى أن ايان كان أحد أعضاء مجلس مؤسسة الوادا.
وأضاف في بيان "التحقيق الذي صدر اليوم يمثل ضربة أخرى إلى نزاهة حوكمة الرياضة ونظام مكافحة المنشطات العالمي".
واستمر الخوف داخل الاتحاد الدولي حتى بعد استقالة ايان.
وقال مكلارين إن اثنين من خمسة نواب للرئيس واثنين من ثمانية أعضاء الإدارة التنفيذية بالإضافة إلى رئيس واحد من الاتحادات القارية الخمسة خرجوا عن صمتهم.
وتابع "رغبة الأعضاء وشركاء الاتحاد الدولي للخروج عن صمتهم لم تكن موجودة".
وأشار مكلارين إلى أن فريقه وجد الرئيس السابق ما زال في مكتبه في إحدى الزيارات إلى مقر الاتحاد الدولي في بودابست على الرغم من مرور 45 يوما على إيقافه.
وأضاف مكلارين "شاهدناه يقوم بعمله المعتاد وإدارة الاتحاد وتنظيم اجتماع الإدارة التنفيذية وعقد اجتماعات مع مستشارين ماليين للاتحاد الدولي".
وأصبح الاتحاد الدولي في دائرة ضوء غير مرغوب فيها وتم تقليص عدد الرياضيين من الاتحاد في أولمبياد طوكيو بينما انضمت اللعبة إلى القائمة المبدئية فقط لأولمبياد 2024.
وبدأت اللجنة الأولمبية الدولية تحقيقاتها في وقت سابق من العام الحالي مما أدى إلى استقالة ايان من منصبه كعضو شرف.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية في بيان إنها تساند الاصلاحات في الاتحاد الدولي لرفع الأثقال وستعمل مع الوادا لكشف أي حالات منشطات لها علاقة بالألعاب الأولمبية.
وقد يقود تقرير مكلارين لمزيد من التحقيقات وتوجيه اتهامات جنائية.
وقالت أورسولا باباندريا الرئيسة المؤقتة للاتحاد الدولي لرفع الأثقال "سيتم إحالة أي قضايا تحتاج لمزيد من التدقيق إلى هيئات أخرى سواء الوادا أو سلطات إنفاذ القانون".
وأضافت "الأنشطة التي تم الكشف عنها والوقائع محل التحقيق غير مقبولة على الإطلاق وربما تستلزم اجراءات جنائية".
(إعداد شادي أمير للنشرة العربية)