من نانديتا بوز ولوكاس جاكسون وماكيني برايس
واشنطن (رويترز) - احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في العاصمة الأمريكية واشنطن ومدن أخرى في أنحاء الولايات المتحدة يوم السبت مطالبين بوضع حد للعنصرية ولوحشية أجهزة إنفاذ القانون مع دخول الاحتجاجات التي اندلعت عقب وفاة جورج فلويد على أثر معاملة شرطة منيابوليس العنيفة له يومها الثاني عشر.
ومثل تجمع عند النصب التذكاري للينكولن ومسيرة للبيت الأبيض أكبر تدفق للاحتجاجات حتى الآن على مستوى البلاد منذ انتشار تسجيل مصور يظهر فيه الأمريكي الأسود فلويد مقيدا ووجه على الأرض ولا يقوى على التنفس بينما يجثو ضابط شرطة أبيض بركبته على رقبته.
وخرجت مظاهرات يوم السبت في عدد من المدن الكبرى منها نيويورك وأتلانتا وفلادلفيا وشيكاجو ولوس انجليس وسان فرانسيسكو وبوسطن وميامي إضافة لاحتجاجات شهدتها تجمعات سكانية ريفية صغيرة في أنحاء البلاد.
وقالت جميلة مهيمن المقيمة في واشنطن أثناء مشاركتها في مظاهرة قرب البيت الأبيض "أشعر وكأن لدى الفرصة لأصبح جزءا من التاريخ وجزءا من المجموعة التي تحاول أن تغير العالم من أجل الجميع".
وكان أحد التجمعات المثيرة للدهشة لحركة (بلاك لايفز ماتر) أو "حياة السود مهمة" احتشاد ما بين 150 و200 شخص في مدينة فيدور شرق تكساس والتي تشتهر منذ فترة طويلة بارتباطها بجماعة كو كلوكس كلان العنصرية.
وأثار موت فلويد في 25 مايو أيار عاصفة من الاحتجاجات والاضطرابات في وقت لا تزال فيه جائحة فيروس كورونا المستجد مستمرة في البلاد. ودفع ذلك بالجدل حول العدالة بين الأجناس إلى مقدمة الأجندة السياسية قبل خمسة أشهر فقط من إجراء انتخابات رئاسية في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
وباستثناء سياتل التي استخدمت فيها الشرطة قنابل الصوت في مواجهات مع المحتجين في حي كابيتول هيل بالمدينة، فقد اتسمت احتجاجات ومظاهرات السبت بشكل عام بالهدوء مقارنة بنظيراتها في الأيام السابقة.
وشهدت الأيام القليلة الماضية أحداثا متفرقة من إضرام النيران أو التخريب والنهب في عدة مدن ألقى نشطاء والسلطات مسؤوليتها على محرضين وعناصر إجرامية مندسة.
ولجأت الشرطة في بعض الأحيان لأساليب عنيفة لدى سعيها لتطبيق حظر للتجول فرض في بعض المدن منها نيويورك وواشنطن إذ فرق أفراد من الشرطة يحملون هراوات ويرتدون زي مكافحة الشغب الحشود التي كانت في أغلب الأحيان منظمة.
وتسببت تلك المواجهات في أن ينصب تركيز الاحتجاجات على مسعى أوسع نطاقا لإصلاح نظام العدالة الجنائي ومعاملته للأقليات العرقية.
وقالت كارترينا فرنانديز (42 عاما) التي شاركت في الاحتجاج قرب البيت الأبيض "آمل فحسب أن يسفر ذلك عن بعض التغيير عما يحدث. يحتج الناس ويتوسلون منذ فترة طويلة، وكفى لهذا الحد... لا يمكننا تحمل المزيد".
وبدأت حدة الاحتجاجات في التراجع يوم الأربعاء عندما أمر ممثلو الادعاء في منيابوليس باعتقال الضباط الأربعة المتورطين في موت فلويد. وتم توجيه اتهام رسمي بالقتل من الدرجة الثانية لديريك تشوفين الذي شوهد في التسجيل وهو يثبت رقبة فلويد بركبته على الأرض لما يقرب من التسع دقائق بينما ردد فلويد "لا أستطيع التنفس".
* أكبر تجمع
شكلت احتجاجات السبت أكبر مظاهرات على مقتل فلويد حتى الآن.
وملأت حشود قدرت أعدادها بعشرات الآلاف شوارع العاصمة على الرغم من مخاطر صحية بسبب فيروس كورونا المستجد، لكن لم تصدر تقديرات رسمية لأعداد المشاركين.
ومثل باقي التجمعات، شارك في المظاهرات في واشنطن حشد مختلط الأعراق والأجناس.
وقال مايكل دروموند (40 عاما) وهو موظف بالحكومة وهو يشرح سبب مشاركته "بصفتي رجل أبيض أنا مستفيد من الوضع الراهن ... لذا فإن عدم مشاركتي (في الاحتجاج) والعمل على تفكيك العنصرية الراسخة يجعلني متواطئا".
وفي مسقط رأس فلويد في رايفورد بولاية نورث كارولاينا، اصطف مئات عند كنيسة لإلقاء نظرة الوداع على جثمان فلويد قبل إقامة مراسم تأبين خاصة ستقتصر على أفراد الأسرة.
ومن المقرر أن تقام جنازة فلويد يوم الثلاثاء في هيوستن التي عاش فيها قبل أن ينتقل إلى منطقة منيابوليس.
وفي نيويورك، عبر حشد كبير من المحتجين جسر بروكلين صوب مانهاتن السفلى بعد ظهر يوم السبت ومروا عبر برودواي الخالية تقريبا. واحتشد آلاف آخرون في هارلم قرب الطرف الشمالي الغربي من متنزه سنترال بارك للسير إلى متنزه واشنطن سكوير بالمدينة.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)