إدلب (سوريا) (رويترز) - في آخر معقل لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد، يرى السوريون الذين فروا من حكمه أن العقوبات الأمريكية الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح لكنهم يقولون إنه يتعين حمايتهم من أي تداعيات مثل انهيار العملة.
وبدأ يوم الأربعاء سريان أشد عقوبات أمريكية حتى الآن على دمشق بموجب قانون قيصر، الذي يحمل اسم مصور عسكري سوري هرّب آلاف الصور خارج سوريا تُظهر عمليات قتل جماعي وتعذيب وجرائم أخرى.
وقال بكر العلي (30 عاما)، في منطقة إدلب التي تخضع لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا، "قرار جيد. لكن المهم هو ألا نتأثر نحن به.
"الأسعار اليوم مرتفعة بشكل جنوني".
وفي الشهر الماضي انهارت الليرة السورية، التي ضعفت خلال ما يقرب من عشر سنوات من الحرب، حيث يشير تجار إلى العقوبات المحدقة باعتبارها أحد العوامل التي تزيد الطلب على العملة الصعبة إلى جانب الانهيار المالي في لبنان المجاور.
وبينما يقع شمال غرب سوريا خارج نطاق حكم الأسد فإن الليرة السورية ما زالت تُستخدم هناك. وانخفضت قيمتها هذا الشهر إلى ثلاثة آلاف ليرة مقابل الدولار من 47 ليرة فقط عندما بدأ الصراع عام 2011.
ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن تراجع قيمة الليرة للنصف منذ مايو أيار تسبب في رفع أسعار السلع الأساسية لمستويات قياسية بعيدة جدا عن القدرات الشرائية لأربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا، حيث فر العديد من السوريين عند استعادة الأسد لأراض من مسلحي المعارضة.
* ارتفاع الأسعار
ترزح سوريا بالفعل تحت وطأة عقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لكن العقوبات الجديدة أكثر شمولا.
وتستثني هذه العقوبات واردات المواد الغذائية الأساسية والمواد الإنسانية لكنها تزيد التدقيق على المساعدات للتأكد من عدم استفادة حكومة الأسد منها.
وقال يوسف غريبي (24 عاما) "الوضع الاقتصادي هنا لا يحتمل زيادة أخرى في الأسعار. يجب أن تبقي العقوبات المدنيين بعيدا عن الضرر".
ولا يختلف الوضع كثيرا أيضا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية حيث تعم المعاناة جراء انهيار الليرة.
وقال عبد الرحمن جليلاتي، في حلب، "سعر زوج الأحذية زاد عشرة آلاف ليرة من أمس إلى اليوم".
وحذر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا هذا الأسبوع من "انهيار مأساوي في الأوضاع الاقتصادية بأنحاء البلاد".
وترغب الدول الغربية في أن ترى حدوث تقدم صوب انتقال سياسي في سوريا قبل أن تقدم يد العون في إعادة إعمار (SE:4220) البلاد.
وتقول دمشق إن العقوبات الجديدة تمثل انتهاكا للأعراف الدولية وتعتبر جزءا من حرب اقتصادية.
ورفض الأسد، في مقابلة عام 2015، الصور التي عرضها قيصر معتبرا أنها "مزاعم بلا دليل"، وجزء من "مؤامرة" تمولها قطر ضد حكومته.
(تغطية خليل العشاوي في أعزاز بسوريا، وشارك في التغطية ستيفاني نيبهاي في جنيف وإريك كنيكت في بيروت - إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)