💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل- التوتر بين فرنسا وتركيا يتصاعد بعد واقعة بحرية

تم النشر 07/07/2020, 21:20
محدث 07/07/2020, 21:36
© Reuters. تحليل- التوتر بين فرنسا وتركيا يتصاعد بعد واقعة بحرية

من جون أيرش وروبن إموت

باريس/بروكسل (رويترز) - كانت الواقعة التي حدثت بين سفن بحرية فرنسية وتركية في البحر المتوسط الشهر الماضي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لفرنسا. غير أن تركيا اعتبرتها مجرد سوء تفاهم. أما حلف شمال الأطلسي فقد تكون نقطة تحول بالنسبة له.

تطورت الواقعة سريعا في شرق البحر المتوسط يوم العاشر من يونيو حزيران عندما حاولت فرقاطة فرنسية تحت قيادة حلف شمال الأطلسي تفتيش سفينة شحن ترفع علم تنزانيا للاشتباه في تهريبها السلاح لليبيا في انتهاك لحظر سلاح تفرضه الأمم المتحدة.

وقالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية، متحدثة نيابة عن الحكومة، إن ثلاث سفن تابعة للبحرية التركية ترافق سفينة الشحن تحرشت بالفرقاطة. وأضافت أن سفينة تركية أضاءت أنوار رادارها وارتدى طاقمها سترات واقية من الرصاص ووقفوا يشهرون أسلحتهم الخفيفة.

وترفض تركيا ذلك. وتنفي تهريب السلاح إلى ليبيا وتقول إن سفينة الشحن جيركين كانت تنقل مساعدات إنسانية. واتهمت البحرية الفرنسية بممارسة سلوك عدواني.

وقال إسماعيل حقي موسى السفير التركي لدى فرنسا يوم الأول من يوليو تموز إن السفن الحربية التركية الثلاث كانت تساعد حلف شمال الأطلسي على تطبيق حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة.

وأمر حلف الأطلسي بفتح تحقيق لكن فحواه سرية ولم يعلق الحلف على نتائجه. وقال دبلوماسيان أوروبيان لرويترز إن فرنسا بعثت برسالة للأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرج في أوائل يوليو تموز تقول فيها إن التقرير "لم يثبت الحقائق بشكل صحيح".

ورفضت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التعليق على الواقعة.

وبالنسبة لفرنسا، تلقي الواقعة الضوء على ما يرى العديد من أعضاء الحلف أنه ميل لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعمل ضد مصالح الحلفاء الأوروبيين وقيمهم.

* تصدعات

قال أربعة دبلوماسيين ومسؤولين لرويترز إنه بعد سلسلة من الخلافات، بشأن وقائع تتراوح من شراء تركيا لأسلحة من روسيا إلى تنقيبها عن الغاز قرب قبرص، خلصت فرنسا إلى أن الاشتباه في تهريب أنقرة السلاح لليبيا أخطر من أن يجري تجاهله.

وقال دبلوماسيون إن فرنسا علقت مشاركتها في بعثة الحلف في البحر المتوسط (سي جارديان) وعرضت بدلا من ذلك أصولها على بعثة للاتحاد الأوروبي تعمل على التأكد من تنفيذ حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة لكن لا تشمل سفنا تركية.

وقال مسؤول من وزارة القوات المسلحة الفرنسية طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية الأمر "ماذا تفعل عندما يكون لديك مهمة تفتيش تابعة لحلف شمال الأطلسي... وأحد أعضاء الحلف هو من يقوم بالتهريب وهو يقول إنه ينفذ الحظر؟"

ويقول دبلوماسيون إن الولايات المتحدة، المستاءة من شراء تركيا لمنظومة صواريخ إس-400 الروسية ومن عملياتها العسكرية في سوريا، تسعى لتهدئة التوتر داخل الحلف.

وفي أكتوبر تشرين الأول الماضي قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن تركيا "تسير في الاتجاه الخاطئ". وحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي تربطه علاقات وثيقة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، تركيا في مايو أيار على المساعدة في تخفيف التصعيد في الصراع الدائر في ليبيا.

وقال اللفتنانت كولونيل توماس كامبل، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، إن البنتاجون "يسعى جاهدا للحفاظ على علاقاتنا مع تركيا في حين يحث الحكومة التركية على انتهاج سياسات بناءة بدرجة أكبر فيما يتعلق بمنظومة صواريخ إس-400 وأسباب الخلاف الأخرى".

* المطالب الفرنسية

قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي يوم الثاني من يوليو تموز إن على الحلف أن يحمل أنقرة على إدراك إنها ليس بإمكانها "انتهاك" قواعد الحلف. لكن دبلوماسيين فرنسيين يقولون إن فرنسا لا تتطلع إلى طرد تركيا، وليس لدى الحلف آلية رسمية لمعاقبة الأعضاء أو طردهم.

ومع ذلك فإن بإمكان الحلف تهديد تركيا بسحب أصول منها مثل رادار أو صواريخ باتريوت أو طائرات نظام الإنذار المبكر والتحكم التابعة له.

ويريد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان من نظرائه في الاتحاد الأوروبي دراسة فرض عقوبات على أنقرة أثناء اجتماع عبر الفيديو يوم 13 يوليو تموز.

وقال مارك بيريني، وهو سفير سابق للاتحاد الأوروبي لدى تركيا ويعمل في مركز دراسات كارنيجي أوروبا، "المشكلة الرئيسية بالنسبة للاتحاد الأوروبي هي روسيا. وتناقض تركيا، التي تضع قدما في كل معسكر، هو العامل المثير للقلق".

وتملك تركيا ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي وتعطي الحلف وجودا استراتيجيا خاصة في البحرين الأسود والمتوسط.

وقال السفير التركي موسى "تخيلوا الحلف بدون تركيا! لن يكون هناك حلف".

وطلبت فرنسا أربع طلبات ملموسة من الحلف في رسالتها إلى ستولتنبرج في يوليو تموز، والتي أطلعت رويترز على مضمونها.

فهي تريد من أعضاء الحلف، وعددهم 30، أن يجددوا التزامهم باحترام حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، وضمان ألا تستخدم لافتات الحلف خلال البعثات الوطنية، وتحسين التنسيق بين بعثات الحلف وبعثات الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط، وتجنب وقوع أحداث مماثلة في المستقبل.

وفي أحدث اجتماع لوزراء دفاع حلف الأطلسي الذي عقد عبر الفيديو في أواخر يونيو حزيران أيدت ثماني دول، منها ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، السعي لنهج أكثر تعاونا من تركيا.

وأشار دبلوماسيون فرنسيون إلى توقيع تركيا على خطة دفاع للحلف لدول البلطيق وبولندا بعد تعطيلها لشهور باعتباره أول إشارة على النجاح.

لكن يقول محللون إن هناك خطر حدوث انقسام طويل الأمد داخل الحلف إذا لم تغير تركيا مسارها.

وقال بيريني "تركيا تعتبر نفسها كبيرة بما يكفي الآن لأن تظل مستقلة عن جميع الأطراف".

© Reuters. تحليل- التوتر بين فرنسا وتركيا يتصاعد بعد واقعة بحرية

(شارك في التغطية إدريس علي في واشنطن- إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.