💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أطفال اليمن يتضورون جوعا وشبح المجاعة يلوح في الأفق من جديد

تم النشر 22/07/2020, 18:52
© Reuters. أطفال اليمن يتضورون جوعا وشبح المجاعة يلوح في الأفق من جديد

حجة(اليمن) (رويترز) - تسعة كيلوجرامات فقط هي وزن الطفل حسن مرازم محمد البالغ من العمر عشر سنوات.. ومثل مئات الآلاف غيره من أطفال اليمن جعله سوء التغذية الحاد هزيلا لدرجة أنه أصبح لا يقوى على المشي.

وتقول الأمم المتحدة إن شبح المجاعة يعود للظهور في اليمن. وقال تقرير للمنظمة الدولية يوم الأربعاء إن اليمن في طريقه للعودة إلى مستويات "مثيرة للقلق" من انعدام الأمن الغذائي.

وقالت زينة محمد وهي أم لحسن وستة آخرين "ابني مريض ولا أدري إلى أين أذهب به. أصابته الحمى وليس لدي ما أعالجه به. لا يمكنني حتى الحصول على الماء". وأضافت "أحيانا نقضي أياما دون اغتسال".

وازداد تفاقم حالة الجوع الشديد في اليمن بعد مرور خمس سنوات على بدء الحرب بفعل القيود التي فرضت للحد من انتشار فيروس كورونا ونقص التحويلات النقدية وغزوات الجراد والسيول إلى جانب التراجع الكبير في تمويل المساعدات هذا العام.

ويسقط المدنيون بين قتيل وجريح مع عودة أعمال العنف بين الأطراف المتحاربة في الأسابيع القليلة الماضية رغم جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة.

ولم تُعلن المجاعة رسميا في اليمن قط. وأدت تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة في أواخر عام 2018 للإنذار من مجاعة وشيكة إلى شحذ جهود تقديم المساعدات وتمكن برنامج الأغذية العالمي بعد ذلك من إطعام ما يصل إلى 13 مليون شخص شهريا.

وقالت إليزابيث بيرز المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي "كل هذه التحسينات في خطر الآن".

وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية والصحية المتصاعدة على اليمن فإن مساعي تقديم المساعدات له، وهي الأكبر على مستوى العالم، تتراجع بسبب نقص التمويل.

وقد تتوقف خدمات إمداد 2.5 مليون طفل بالغذاء بحلول نهاية أغسطس آب. وقلص برنامج الأغذية العالمي المساعدات المقدمة لشمال اليمن إلى النصف في أبريل نيسان لتصبح كل شهرين.

وقالت بيرز في مناشدة للمانحين "إنهم على شفا المجاعة لكنها ليست مجاعة بعد... لم يفت الأوان".

وبعد أن شردتها الحرب خمس مرات، تعيش أسرة حسن الآن في منطقة حجة الريفية، إحدى أفقر مناطق اليمن، دون أي مصدر للدخل.

وقالت زينة "تحوم الطائرات الحربية فوقنا وأسلحة الحوثيين في الجوار.. لا يمكننا التحرك".

وتابعت الممرضة مكية الأسلمي والد حسن وهو يحمل طفله العاجز عن المشي أو التجاوب ليدخلا مركز علاج سوء التغذية الذي تديره.

وقالت "ليست لدى حسن أي مشاكل صحية. مشكلته الجوع... مثل باقي الأطفال حسن محتاج للترفيه والمدرسة. الآن حسن لا مدرسة لا ترفيه كأنه وُضع في قفص. الجوع زائد الاكتئاب النفسي أثر عليه".

وبعد تلقيه العلاج لعدة أيام بدأ حسن في المشي قليلا وصار يرسل إشارات لطلب ما يريد وهو الذي لم ينطق بكلمة منذ ولادته.

وقالت الممرضة "إنه يعود إلى الحياة".

وأضافت مكية التي بدت هي الأخرى نحيلة ومنهكة أن سوء التغذية في ازدياد.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن عدد من يعانون سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد يزيد بنسبة 20 بالمئة إلى 2.4 مليون بحلول نهاية العام بسبب نقص التمويل.

وتدخل تحالف بقيادة السعودية في اليمن في مارس آذار 2015 لإعادة الحكومة اليمنية التي تسبب الحوثيون المتحالفون مع إيران في خروجها من العاصمة صنعاء. ويعتمد 80 بالمئة من سكان اليمن على المساعدات الإنسانية.

وأظهر تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التابع للأمم المتحدة أن 40 بالمئة من جنوب اليمن سيواجه مستويات مرتفعة من انعدام الغذاء الحاد في الفترة من يوليو تموز إلى ديسمبر كانون الأول، وذلك ارتفاعا من 25 بالمئة في الفترة من فبراير شباط إلى أبريل نيسان.

ومن المقرر أن تظهر في سبتمبر أيلول بيانات التحليل الخاصة بشمال اليمن الذي يعيش فيه معظم اليمنيين ويقع تحت سيطرة سلطات الحوثيين.

© Reuters. أطفال اليمن يتضورون جوعا وشبح المجاعة يلوح في الأفق من جديد

وقالت بيرز هذا الشهر "إذا انتظرنا لحين إعلان المجاعة فسيكون الأوان قد فات لأنه عندئذ سيكون الموتى يتساقطون بالفعل".

(تغطية فريق رويترز في اليمن وليزا بارينجتون من دبي - شارك في التغطية سيسيل مانتوفاني من جنيف - إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.