من نضال المغربي
غزة (رويترز) - يتدفق سكان غزة على الشواطئ ويتوافدون على أسواق بيع الحلوى والملابس قبل أيام من حلول عيد الأضحى متحررين بشكل كبير من قيود فيروس كورونا التي تؤثر على احتفالات المسلمين في أماكن أخرى.
والقطاع الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومترا مربعا منقطع بشكل كبير عن العالم منذ سنوات بسبب حصار إسرائيلي يقول كثير من الفلسطينيين إنه يشبه العيش في عزل عام دائم.
ولم تسجل أي حالات إصابة بالفيروس في البلدات ومخيمات اللاجئين التي يقطنها مليونا فلسطيني في غزة لكن تم رصد 75 إصابة وحالة وفاة واحدة في مراكز الحجر الصحي.
ويقضي الوافدون 21 يوما في المراكز بأمر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على غزة منذ أكثر من عشر سنوات لكن تم رفع قيود فيروس كورونا الأخرى مثل إغلاق المطاعم والمدارس وحظر التجمعات الكبيرة.
وبناء على ذلك يستعد سكان غزة بشكل شبه عادي لقدوم عيد الأضحى الذي يحل في نهاية يوليو تموز مع التزام قلة من الناس بوضع الكمامة في المراكز التجارية التي تزدحم بالناس بعد مغيب الشمس.
وتتناقض هذه المشاهد مع القيود المفروضة بدول أخرى مثل السعودية التي قررت خفض أعداد الحجاج لتكون ممن هم داخل المملكة، وسلطنة عمان التي فرضت حظر تجول ليليا في العيد، والعراق الذي قال إنه سيمدد حظر التجول طوال فترة العيد.
وقالت مالكية عبد الله (62 عاما) وهي تسترخي على الشاطئ قرب مدينة غزة "الله حمانا من الفيروس".
لكن القلق يساور المسعفين من المخاطر المتمثلة في مزيج الفقر ومخيمات اللاجئين المكدسة والقدرات الطبية المحدودة في القطاع.
وقال عبد الناصر صبح مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غزة "نرى تراخيا لدى الناس.. المراكز التجارية، محال البقالة، قاعات الأفراح، المساجد، كل شيء يسير بشكل عادي دون إجراءات وقائية على الإطلاق".
وأضاف "الفيروس سيصل في النهاية ... لا يمكن عزل غزة عن العالم إلى الأبد".
ويوم السبت أجرت وزارتا الداخلية والصحة التابعان لحماس تدريبا على مكافحة كوفيد-19 شمل إغلاق منطقة مزدحمة بمدينة غزة وإيقاف حركة المرور بين البلدات.
ولا يزال الأثر الاقتصادي لفيروس كورونا موجودا.
ويعتمد ثمانون بالمئة من سكان غزة، الذين شهدوا ثلاث حروب خلال 12 عاما، على المساعدات الإنسانية. ويلوم الفلسطينيون على القيود الحدودية التي تقول إسرائيل ومصر إنها لازمة بسبب المخاوف الأمنية.
ويتوقع البنك الدولي زيادة الفقر في غزة من 53 بالمئة إلى 64 بالمئة بسبب تراجع طلب المستهلكين نتيجة خفض محتمل لأجور العمالة بالقطاع العام في أنحاء الأراضي الفلسطينية وخسائر محتملة بسبب الإغلاق السابق للقطاع.
ويقول تجار اللحوم إن أعداد الفلسطينيين الذين يشترون الخراف لذبحها في عيد الأضحى قلت كثيرا.
وقال مربي الماشية محمود أبو وردة "في الفترة هاي (السنة الماضية) بنكون بايعين 500 إلى 700 خروف، لحتى الآن مش بايعين 30 إلى 35 خروف".
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)