من نايليا باجيروفا ونفارد هوفهانيسيان
باكو/يريفان/واشنطن (رويترز) - اشتبكت قوات أذربيجان مع قوات من أصل أرميني في عدة مناطق بإقليم ناجورنو قرة باغ يوم الجمعة بينما بدأت محادثات في واشنطن تهدف لإنهاء أعنف قتال يشهده الإقليم الجبلي خلال أكثر من 25 عاما.
واجتمع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع نظيريه من أرمينيا وأذربيجان كل على حدة في محاولة جديدة لإنهاء القتال المستمر منذ نحو شهر والذي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه ربما يكون أودى بحياة خمسة آلاف.
وقوض انهيار اتفاقين لوقف إطلاق النار تما بوساطة روسية الآمال في إنهاء القتال الذي اندلع في 27 سبتمبر أيلول بسبب إقليم ناجورنو قرة باغ وهو إقليم منشق يقع في أذربيجان لكن تسيطر عليه أغلبية عرقية أرمينية.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن "تقدما طيبا" جار إحرازه بشأن القضية لكنه لم يخض في التفاصيل كما رفض الإفصاح عما إذا كان تحدث مع أي من زعيمي البلدين.
وقال للصحفيين في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض "نعمل مع أرمينيا. لدينا علاقة طيبة للغاية مع أرمينيا... سنرى ما سيحدث".
ورددت حفنة من المحتجين من الجانبين تحمل علمي أرمينيا وأذربيجان وترفع لافتات هتافات خارج مقر وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة.
واجتمع وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف مع بومبيو لمدة تحو 40 دقيقة. وبعد مغادرته بلحظات وصل وزير خارجية أرمينيا زوهراب مناتساكانيان للاجتماع مع الوزير الأمريكي.
وتريد قوى عالمية منع تحول القتال إلى حرب أوسع تتورط فيها تركيا التي تدعم أذربيجان، وروسيا التي تربطها اتفاقية دفاعية مع أرمينيا،
وقبل قليل من بدء محادثات واشنطن، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحفيين في إسطنبول إنه يأمل في أن يكون بإمكان موسكو وأنقرة العمل معا لحل النزاع.
وقال أردوغان مكررا المطالبة بدور تركي في الوساطة التي تقودها منذ أمد طويل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا "تعتقد تركيا أن لها الحق مثل روسيا في المشاركة في السلام".
وتجاهلت واشنطن وباريس وموسكو هذه المطالبات وكان من شأن الخلافات الناجمة عن النزاع حدوث المزيد من التصدع في العلاقات بين أنقرة وشركائها في حلف شمال الأطلسي مع اتهام بومبيو لتركيا بتصعيد النزاع من خلال تسليح الجنب الأذربيجاني. وتنفي تركيا هذا الاتهام.
وفي أحدث اشتباكات أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن عدة مناطق شهدت قتالا ومنها مناطق قريبة من خط التماس الذي يفصل الجانبين.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية عن وقوع قتال في عدة مناطق وقال إن بلدة مارتوني في ناجورنو قرة باغ تعرضت للقصف مجددا خلال الليل. وتنفي أذربيجان ذلك.
وعبرت أذربيجان عن القلق على أمن خطوط الأنابيب (SE:2360) فيها والتي تنقل النفط والغاز عبر جنوب القوقاز إلى الأسواق العالمية وهي الخطوط القريبة من مناطق القتال. لكن أيا من هذه الخطوط لم يتعرض لضرر.
* "المسار الصحيح للمضي قدما"
قال بومبيو هذا الأسبوع إنه يأمل في الوصول إلى "المسار الصحيح للمضي قدما" في المحادثات لكن رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قال إنه لا يرى أي حل دبلوماسي للنزاع طويل الأمد في المرحلة الراهنة.
وذكر إلهام علييف رئيس أذربيجان أن احتمالات التوصل لتسوية سلمية "بعيدة للغاية" وطالب بتعهدات بأن تعيد أذربيجان السيطرة على ناجورو قرة باغ لبلاده.
وقُتل نحو 30 ألفا في حرب استمرت من عام 1991 إلى عام 1994 بسبب ناجورنو قرة باغ. ويقول الأرمن إن الإقليم جزء من الوطن القومي التاريخي لهم ويتهمون أذربيجان بالاستحواذ على أرض في القتال الأخير.
وتقول القوات الأذربيجانية إنها حققت مكاسب على الأرض تشمل السيطرة الكاملة على الحدود مع إيران لكن أرمينيا تنفي ذلك. ويقول إقليم ناجورنو قرة باغ إن قواته صدت هجمات مرارا وتسيطر على الموقف.
(شاركت في التغطية حميراء باموق - إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)