من جوليا بارافتشيني وإيما فارج
أديس أبابا/جنيف (رويترز) - قالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن القتال الدائر بين القوات الحكومية الإثيوبية وزعماء متمردين في الشمال يمكن أن يخرج على السيطرة، وإن من المحتمل أن تكون جرائم حرب ارتكبت في الوقت الذي تمتد فيه آثار الصراع إلى منطقة القرن الأفريقي المضطربة.
وأودى الصراع المستمر منذ عشرة أيام في إقليم تيجراي بحياة المئات وتسبب في موجة من نزوح اللاجئين إلى السودان وأثار المخاوف من جر إريتريا إلى الصراع أو التأثير على مشاركة إثيوبيا في قوة أفريقية تحارب المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في الصومال.
وقد يمس أيضا سمعة رئيس الوزراء أبي أحمد الذي فاز بجائزة نوبل (OTC:NEBLQ) للسلام إثر إبرام اتفاق سلام مع إريتريا وانهالت الإشادات عليه بعد فتح الاقتصاد الإثيوبي وتخفيف القيود في نظام سياسي قمعي.
وقالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت في بيان ألقاه متحدث "هناك احتمال بخروج هذا الوضع عن السيطرة" مضيفة أنه في حالة التأكد من أن طرفا ارتكب مجزرة للمدنيين تحدثت عنها تقارير منظمة العفو الدولية فإنها ستكون بمثابة جرائم حرب.
ويتهم رئيس الوزراء أبي أحمد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي التي تحكم الإقليم الجبلي الذي يقطنه خمسة ملايين نسمة بالخيانة والإرهاب.
وتقول القوات الاتحادية إن الجبهة حملت السلاح ضدها في الأسبوع الماضي لكنها تمكنت منذ ذلك الحين من تفادي حصار واستعادت السيطرة على غرب الإقليم. لكن لا يوجد سبيل للتحقق على نحو مستقل من أوضاع الصراع مع انقطاع الاتصالات (SE:7010) ومنع وسائل الإعلام من التغطية.
وتتهم الجبهة حكومة أبي بممارسة الاضطهاد الممنهج للتيجراي منذ أن وصل للسلطة في أبريل نيسان 2018، وتصف العمليات العسكرية بأنها "غزو".
وتشن القوات الاتحادية ضربات جوية، ويدور قتال بري منذ يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي.
وتحدث لاجئون عن قصف تشنه الطائرات الحربية الإثيوبية وإطلاق نار في الشوارع وقتل بالمناجل ووفيات مدنية.
وقال هيالي كاسي (33 عاما) وهو سائق من تيجراي وصل إلى بلدة الفشقة السودانية الحدودية التي يوجد بها الآن أكثر من سبعة آلاف لاجئ "دمر القصف المباني وقتل الناس وهربت مرة على قدمي ومرة في سيارة".
أعلن أبي، الذي ينتمي للأورومو وهي أكبر جماعة عرقية في البلاد، أن البرلمان عين الأستاذ السابق في جامعة أديس أبابا ونائب وزير العلوم والتعليم العالي مولو نيجا (52 عاما) رئيسا جديدا لإقليم تيجراي.
ولم يصدر رد فعل بشكل فوري على تعيين مولو من الرئيس الحالي دبرصيون جبراميكائيل الذي فاز بانتخابات محلية في سبتمبر أيلول، رغم أوامر الحكومة المركزية بإلغائها.
وورد في أطروحة في موقع جامعة تفينته في هولندا التي حصل منها على درجة الدكتوراه أن تيجراي مسقط رأسه.
* الآلاف يفرون من قتال تيجراي
أوردت الأنباء أيضا يوم الجمعة أن الاتحاد الأفريقي أقال مفوض السلم والأمن، وهو إثيوبي، بعدما اتهمته حكومة بلاده بعدم الولاء.
وأمر مكتب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد بإقالة جبرجزيابير مبراتو ملس في مذكرة بتاريخ 11 نوفمبر تشرين الثاني اطلعت عليها رويترز. وتم اتخاذ الإجراء بعد أن عبرت وزارة الدفاع الإثيوبية عن القلق.
وقال رشيد عبدي الخبير في شؤون القرن الأفريقي إن جبرجزيابير ينتمي إلى التيجراي وإن إبعاده عن منصبه في الاتحاد الأفريقي يأتي في إطار جهود حكومة أبي لتهميش الشخصيات البارزة من التيجراي.
وأضاف أنه ذلك "يعزز أيضا التصور بأن هذه الحرب هي حرب عرقية تتخفى تحت ستار صراع السلطة بين المركز والأطراف".
مع ذلك حث أبي الإثيوبيين هذا الأسبوع على طمأنة التيجراي بأنهم ليسوا مستهدفين. وقال "يجب علينا جميعا أن نكون حماة لإخواننا بتقديم الحماية للتيجراي من أي ضغوط سلبية".
وتكشفت الانقسامات العرقية منذ أن فتح أبي الفضاء السياسي بعد توليه السلطة في 2018 في ثاني أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان والتي يبلغ عدد سكانها 115 مليون نسمة.
وورد في تقرير أمني داخلي للأمم المتحدة أن الشرطة الإثيوبية زارت مكتبا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للمنظمة الدولية في منطقة أمهرا لطلب قائمة بأسماء التيجراي العاملين في المكتب.
وجاء في التقرير أن الأمم المتحدة أبلغت الشرطة بأن سياسة المنظمة الدولية تمنع تعريف العاملين على أساس العرق.
وقالت منظمة العفو الدولية نقلا عن شهود أن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي قتلت عشرات، وربما مئات، من المدنيين طعنا وركلا في المنطقة في التاسع من نوفمبر تشرين الثاني. ونفى دبرصيون ذلك لرويترز.
ووصل إلى السودان أكثر من 14500 لاجئ نصفهم من ألأطفال منذ بدء القتال وقالت وكالات إغاثة إن الوضع في تيجراي يزداد صعوبة. وهناك مخاوف أيضا من تشرد جماعي لآلاف من اللاجئين الإريتريين في مخيم بإثيوبيا.
وفي السودان، قال شاهد من رويترز إن أغلبية اللاجئين في الفشقة من النساء والأطفال وإنهم يتشاجرون على الكميات الطفيفة من الطعام والماء التي يقدمها لهم الجيش السوداني.
(إعداد محمد عبد اللاه وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)