أديس أبابا/نيروبي (رويترز) - قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لمبعوثي السلام الأفارقة يوم الجمعة إن حكومته ستحمي المدنيين في إقليم تيجراي بشمال البلاد بعد يوم من إعلانه أن الجيش سيبدأ "المرحلة الأخيرة" من هجوم هناك.
لكن البيان الصادر بعد الاجتماع لم يشر لأي محادثات مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي لإنهاء القتال الذي بدأ في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
وأمهلت الحكومة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي حتى يوم الأربعاء الماضي لتلقي أسلحتها وإلا فسوف تواجه هجوما على مقلي، عاصمة الإقليم التي يقطنها 500 ألف نسمة فيما أثار مخاوف جماعات الإغاثة من سقوط أعداد ضخمة من الضحايا المدنيين.
واجتمع أبي مع مبعوثي الاتحاد الأفريقي، وهم رئيس موزامبيق السابق يواكيم تشيسانو ورئيسة ليبيريا السابقة إيلين جونسون سيرليف ورئيس جنوب أفريقيا السابق كجاليما موتلانثي. وذكر مكتبه في بيان صدر بعد الاجتماع أن الحكومة ملتزمة "بحماية المدنيين وأمنهم".
وشكر البيان المبعوثين على تقديم "حكمتهم وآرائهم واستعدادهم للدعم بكافة السبل الضرورية". ولم يشر البيان إلى أي خطط بشأن إجراء مزيد من المحادثات معهم.
وأُرسل المبعوثون إلى أديس أبابا للمساعدة في التوسط في الصراع الأمر الذي أوضح أبي أنه لا يرغب فيه.
وذكر أبي أنه لن يجري محادثات مع زعماء الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي حتى يستسلموا أو يُهزموا.
ويُعتقد أن آلاف الأشخاص لاقوا حتفهم جراء القصف الجوي والقتال البري منذ بدأت المعارك في الرابع من الشهر الجاري. ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة سيحتاج 1.1 مليون إثيوبي لمساعدات بسبب هذا الصراع.
وامتدت تبعات الصراع لمنطقة القرن الأفريقي حيث فر ما يربو على 43 ألف لاجئ إلى السودان. وأصابت صواريخ الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي عاصمة إريتريا المجاورة.
ولم يتسن لرويترز التواصل مع الجبهة الشعبية للتعقيب صباح يوم الجمعة لكن دبلوماسيين قالا إن القتال احتدم في عدة مناطق خارج مقلي. وذكر أحد السكان أن المدينة نفسها كانت هادئة مساء يوم الخميس. وقالت الأمم المتحدة إن 200 من موظفي الإغاثة موجودون في المدينة.
ولا يتسنى التحقق من مزاعم أي طرف نظرا لانقطاع الاتصالات (SE:7010) وخدمات الإنترنت في الإقليم فيما يخضع الدخول إلى المنطقة لقيود مشددة.
* منشورات
قال وزير المالية أحمد شيدي يوم الخميس إن الحكومة تحاول توعية سكان المدينة بشأن العملية العسكرية.
وذكر لتلفزيون فرنسا 24 "عملنا على توعية أهالي مقلى بالعملية من خلال نشر طائرات هليكوبتر عسكرية وإلقاء منشورات... حتى يتسنى لهم حماية أنفسهم".
وقال كينيث روث المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن هذه الجهود ليست كافية لحماية المدنيين.
وأضاف في تغريدة على تويتر "مع تراكم الأدلة على أعمال وحشية يرتكبها الجانبان في إقليم تيجراي الإثيوبي من الضروري إرسال محققين دوليين الآن".
ويقول محققون معنيون بحقوق الإنسان ومدنيون فروا من الصراع إن المقاتلين من الجانبين بما في ذلك ميليشيات مدنية تدعم قوات الأمن الرسمية نفذوا عمليات قتل جماعي. وتنفي كل من الحكومة والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ضلوع قواتها في مثل هذه الأعمال.
وأعلن مكتب أبي يوم الخميس أن السلطات تفتح ممرا للمساعدات الإنسانية، لكن الأمم المتحدة قالت إنها لا علم لها بهذا الأمر مشيرة إلى أن جماعات الإغاثة لا تستطيع دخول الإقليم.
ويقول خبراء إن قوات تيجراي تملك عتادا عسكريا كبيرا ويصل عدد أفرادها إلى 250 ألفا موضحين أن للإقليم تاريخا طويلا من المقاومة المسلحة.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)