أديس أبابا/نيروبي (رويترز) - اجتمع رئيس الوزراء الإثيوبي مع الأحزاب السياسية يوم الأربعاء من أجل التخطيط لانتخابات العام المقبل وصرف الانتباه بعيدا عن الحرب المستعرة منذ نحو شهر في شمال البلاد والتي قد تنزلق إلى حرب عصابات فوضوية.
وكانت حكومة أبي أحمد قد أرجأت الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة هذا العام بسبب مرض كوفيد-19 لكن منطقة تيجراي لم تنصع للتأجيل وأجرت انتخاباتها التي أعادت انتخاب الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهي حركة مسلحة سابقة تحولت إلى حزب سياسي، بأغلبية ساحقة.
وكان هذا التحدي أحد أسباب الهجوم العسكري الذي شنته الحكومة الاتحادية على قيادات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي منذ الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
ويُعتقد أن الصراع أودى بحياة الآلاف ودفع نحو 45 ألفا للجوء إلى السودان وعرّض الإصلاحات السياسية والانفتاح الذي بدأ منذ تولى أبي السلطة في 2018 للخطر.
وقال مكتب أبي (44 عاما) وهو أصغر زعيم في أفريقيا، والحاصل على جائزة نوبل (OTC:NEBLQ) للسلام لعام 2019 لتوصله إلى اتفاق سلام مع إريتريا، إنه أجرى محادثات مع الأحزاب السياسية وجماعات المجتمع المدني ومسؤولي الانتخابات بخصوص انتخابات منتصف عام 2021.
وتولى أبي أعلى منصب في إثيوبيا بعد أن قادت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي الحكومة لنحو ثلاثة عقود أصبحت خلالها قمعية بشكل متزايد، تسجن المعارضين وتحظر أحزاب المعارضة.
وأطاح أبي بالمنتسبين لتيجراي من الحكومة والمناصب الأمنية قائلا إن تمثيلهم يفوق كثيرا جماعة عرقية تمثل نحو 6 في المئة فقط من سكان إثيوبيا.
وتدخل الجيش الاتحادي عندما تعرضت قاعدة عسكرية اتحادية لكمين في تيجراي.
وتصف الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي رفيقها العسكري السابق وشريكها في الحكومة بأنه عازم على الهيمنة عليها لتعزيز قبضته الشخصية على البلد الشاسع الذي يبلغ عدد سكانه 115 مليون نسمة والذي ينقسم إلى 10 اتحادات تديرها مجموعات عرقية مختلفة.
* انفجار في أديس أبابا
تتهم الجبهة أبي "بغزو" تيجراي حيث سيطرت قوات اتحادية على مقلي عاصمة الإقليم مطلع الأسبوع مما دفع قيادات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إلى الفرار للتلال.
ويصف أبي، الذي تشيد به مجموعتا الأورومو والأمهرة العرقيتان الأكبر عددا، قيادات تيجراي بالمجرمين الذين يعارضون الوحدة الوطنية ويتآمرون لشن هجمات في أديس أبابا وأماكن أخرى.
وفي الشهر الماضي تسبب انفجار، وقع تحت جسر في أديس أبابا، في إصابة رجل بجراح كما هز انفجار صغير وقع في حي بولي العاصمة الإثيوبية يوم الأربعاء. وقالت الشرطة وشهود إن شرطيا أصيب بجراح طفيفة أثناء محاولته تفجير العبوة الناسفة بعد أن رصدها جهاز للكشف عن المعادن في حذاء.
واتهم متحدث باسم الشرطة الاتحادية الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي دون أن يقدم دليلا.
وقال شهود إن الحكومة نقلت يوم الأربعاء ممثلي وسائل إعلام حكومية إلى مقلي. ومع انقطاع الاتصالات (SE:7010) إلى حد كبير لم يكن هناك سوى معلومات محدودة يمكن التحقق منها من المدينة التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة منذ سقوطها يوم السبت.
ويقول قادة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إنهم يواصلون القتال من المناطق الجبلية المحيطة.
وقال رشيد عبدي، خبير منطقة القرن الأفريقي، أمام منتدى على الانترنت "الحروب ليست كالصنابير التي تفتحها ثم تغلقها. ستكون هذه عملية طويلة الأمد جدا وممتدة".
وأضاف "العبء يقع على أبي. إذا كانوا يريدون تحقيق الاستقرار في تيجراي فعليهم اتخاذ إجراءات سياسية الآن. ليس بوسعي رؤية كيفية القيام بذلك دون نوع من التفاوض".
وحسب المتحدثة باسمه، لم تتضح أي الأحزاب السياسية التي أجرى معها أبي محادثات يوم الأربعاء.
وتعهد بإجراء انتخابات نزيهة العام المقبل بعد أن أدان معارضون وجماعات حقوقية الانتخابات السابقة ووصفوها بأنها كانت مزيفة. لكن المحللين يقولون إن اعتقال شخصية معارضة بارزة، قطب الإعلام وحليف أبي السابق جوهر محمد في يونيو حزيران بتهم الإرهاب، يظهر أنه هو الآخر يقوم بأعمال قمعية.
وقال ويل دافيسون، كبير محللي شؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية، "نظرا لسجن شخصيات معارضة رئيسية من الأورومو وأماكن أخرى وصدور مذكرات اعتقال لقيادة جماعة المعارضة الوحيدة في البرلمان الاتحادي، الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، ستحتاج السلطات الاتحادية من الآن فصاعدا إلى السعي لتحقيق أقصى قدر من الشمول لمحاولة تهيئة الظروف لانتخابات يمكن اعتبارها نزيهة".
(إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)