شركات التكنولوجيا تطور شبكات حديثة لتحويل الطاقة بين المستخدمين
تسببت الزيادة فى الطلب على والتراجع غير المتوقع فى المعروض فى معاناة مولدى الكهرباء والمستهلكين لعقود، ولطالما كانت الحلول التقليدية غير مجدية.
ومنذ عشر سنوات، قامت شركات الطاقة فى أمريكا الشمالية بدفع أموال لكبار المستهلكين لاطفاء الماكينات والأجهزة لتخفيف الحمل على الشبكات المتهالكة، وفى عام 2003، فعلت شركات انتاج الطاقة الفرنسية نفس الشيء لتواكب موجة الحر.
ولكن بعض الحلول تسببت فى زيادة الأزمة سوءا، حيث أدى ظهور استخدام الطاقة المتجددة خاصة فى أوروبا إلى توافر الامدادات فى الأيام المشمسة والعاصفة أما فى أيام الغيوم وهدوء الرياح غير المتوقعة يحدث انقطاعاً مفاجئاً فى المعروض. ويذكر تقرير لمجلة “ذى اكونوميست” أن هذا الأمر يمثل فرصة كبيرة لشركات “الاستجابة وفقا للطلب” التى تستخدم القدرة الحاسوبية والخوارزمات الذكية لتحويل الكهرباء من بعض المستهلكين مثل المصانع والصوب الزراعية إلى المستخدمين الذين يحتاجونها أكثر.
وهذا النوع من الشركات يقوده شركات التكنولوجيا وليس منتجى الطاقة التقليديين، ويعد هذا القطاع أقوى فى أمريكا الشمالية، لكنه ينتشر سريعا فى كل مكان، ففى غرفة تحكم فى لندن، يدير زيكو أبرام مدير شركة “كيوى باور” محطة طاقة “افتراضية” تبلغ قدرتها أكثر من 100 ميجاوات.
وتدفع شركة كيوى للمستهلكين أموالا للموافقة على اغلاق أجهزة التبريد والتدفئة والمضخات والأجهزة الأخرى عندما يطلب منهم ذلك، كما يمكن تركيب مفتاح فى عقار المستهلك يتم برمجته على قطع التيار عن المجمدات على سبيل المثال عندما تكون باردة كفاية، وفى بعض الحالات الأخرى، تتفاوض كيوى مع المستهلك قبل قطع الطاقة، ثم تبيع الطاقة الفائضة من ذلك إلى الشبكة المحلية.
كما تشترى كيوى ـ بالاضافة إلى منافسيها “فليكس ستريستي” ـ حق استخدام المولدات الاحتياطية فى المستشفيات والمبانى الحكومية وغيرها، وبدلا من اضاعة الوقود فى اختبار تلك المولدات اسبوعيا، تجعل تلك المؤسسات كيوى تشغلهم عندما تطلب الشبكة ذلك.
وفى جنوب أفريقيا التى تعانى من فقر فى الطاقة الكهربائية، قامت شركة أمريكية، “كومفيرج”، بانشاء سوق تقوم فيه الشركات ببيع الطاقة التى تستغنى عنها.
وتواكب هذه الخدمات الارتفاع المفاجيء فى الاستهلاك، فالتقلبات فى الرياح والسحب يمكن أن تتسبب فى وفرة أو نقص خلال دقائق، وعادة ما يتم معالجة ذلك من خلال الطرق التقليدية مثل المحطات التى تعمل بالغاز أو الماء أو الفحم، ولكن حمل المستهلكين على تغيير عاداتهم قليلا أرخص بكثير.
وجلبت آفاق نمو هذا القطاع فى أوروبا العديد من عمليات الاستحواذ، حيث اشترت أكبر شركة استجابة وفقا للطلب فى العالم “انرنوك”، وهى شركة أمريكية مدرجة بالبورصة، عشرات الشركات الأجنبية منذ 2005، كما تأتى %20 من ايراداتها البالغة 383 مليون دولار من الخارج، واستحوذت فى فبراير الماضى على أكبر شركة ألمانية، “انتيليوس”، بقدرة انتاجية تبلغ 600 ميجاوات، وشركة “أكتيفاشن” الأيرلندية الرائدة.
وقال كولين ماكريشار، محلل فى مؤسسة بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة، ان هذا القطاع لديه مساحة للنمو، ويشكل فى أمريكا أكبر من 20 جيجاوات أو %2 من اجمالى القدرة المركبة، كما يتركز القطاع فى شمال شرق البلاد.
أما فى الاتحاد الاوروبي، الذى يعد سوق طاقة أكبر، لا تزيد قدرة هذا القطاع على 5.4 جيجاوات، ولكن مؤسسة بلومبرج تتوقع زيادة القدرة إلى 15.3 جيجاوات بحلول 2020.
وهناك بعض الأجزاء فى أمريكا التى لديها سوق متطور للغاية حيث يمكن لمقدمى الطاقة وفقا للطلب أن يدخلوا مناقصات مع منتجى الطاقة التقليديين من أجل عقود امدادات عادة ما تكون لمدة 3 سنوات، وتكلفتها المنخفضة تكسبها ميزة تنافسية متزايدة.
كما بدات مثل تلك الأسواق فى الظهور فى أوروبا، ولكن مازالت القوانين قيد الوضع، لكن الموردين يقلقون من أن يقوم المشرعون باعاقتهم لصالح المنتجين التقليديين.