برلين (رويترز) - قال حزب الخُضر يوم الثلاثاء إن طارق العوس، وهو لاجئ فر من التجنيد في الجيش السوري، تراجع عن مسعاه للفوز بمقعد في البرلمان الألماني بسبب مخاوف أمنية بعد أن أثار ترشحه موجة من الإهانات العنصرية.
وقال العوس إنه تراجع بعد أن تعرض هو وأشخاص مقربون منه لتهديدات.
وأضاف في بيان نشره حزب الخُضر "أظهر ترشحي أننا بحاجة إلى كيانات قوية في كل الأحزاب وفي السياسة والمجتمع لمواجهة العنصرية ومساعدة المتضررين منها".
وقال العوس في الشهر الماضي إنه يعتزم الترشح عن حزب الخُضر في منطقة اشتهرت في السابق باستخراج الفحم بغرب ألمانيا في الانتخابات الوطنية التي تجرى يوم 26 سبتمبر أيلول إذا تمت الموافقة على طلبه للحصول على الجنسية الألمانية بحلول ذلك الوقت. وقال الخُضر إن العوس في حالة فوزه كان سيصبح أول لاجئ يتم انتخابه في البرلمان الاتحادي.
وحملت الأمواج القارب المطاطي الذي كان يقل طارق العوس عبر بحر إيجه قبل أن يضع أقدامه على البر ويقطع معظم المسافة سيرا (SE:1810) على الأقدام من أثينا إلى فيينا. وتعلم العوس، وهو محام، اللغة الألمانية عبر وضع القوانين في تطبيق ترجمة جوجل (NASDAQ:GOOG) على هاتفه المحمول.
والعوس واحد من مئات آلاف المهاجرين الذين دخلوا ألمانيا بعد أن فتحت المستشارة أنجيلا ميركل الحدود في 2015 أمام الفارين من الفقر والحروب في الشرق الأوسط وخارجه.
لكن هذا التوافد بأعداد كبيرة أدى إلى زيادة التأييد لليمين المتطرف، مما أسهم في وصول حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة إلى البرلمان في عام 2017.
تعرض العوس لموجة من الهجمات عبر الإنترنت من اليمين المتطرف، خاصة بعد اقتراحه تغيير عبارة (إلى الشعب الألماني) على مبنى البرلمان وكتابة "من أجل كل من يعيشون في ألمانيا" بدلا منها.
وكتبت كاترين جورينج إيكاردت، زعيمة حزب الخضر في البرلمان على تويتر "عدم تمكن طارق العوس من الترشح للبوندستاج (البرلمان) دون أن تتعرض سلامته هو وأسرته للخطر شيء مخزٍ للغاية لمجتمعنا الديمقراطي".
وتضع استطلاعات الرأي حزب الخضر في المرتبة الثانية بعد كتلة ميركل المحافظة.
(إعداد أيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)