إسطنبول (رويترز) - اعتقلت تركيا عشرة أميرالات متقاعدين وقعوا على بيان يدعم اتفاقية بحرية عمرها 85 عاما، وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن البيان يتجاوز حرية التعبير ويعني انقلابا ضمنيا.
وعبر البيان، الذي وقع عليه أكثر من مئة من كبار ضباط البحرية السابقين، عن القلق من إمكانية فتح نقاش حول الاتفاقية أو الانسحاب منها بعدما لعبت دورا مهما في أمن تركيا وحيادها في الماضي.
ورد مسؤولون حكوميون باتهامهم بالتآمر على النظام الدستوري، وقال أردوغان إن البيان غير مقبول في ضوء تاريخ البلاد من الانقلابات العسكرية.
وقال لوزراء وأعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم "ليس من شأن الأميرالات المتقاعدين... إصدار بيانات حول نقاش سياسي تشير ضمنا إلى انقلاب".
ونفذ الجيش ثلاثة انقلابات في الفترة من 1960 إلى 1980 وضغط على أول حكومة للإسلاميين في البلاد لتترك السلطة في 1997. وشهدت البلاد محاولة انقلاب أخرى في 2016.
وقال أردوغان "في بلد له تاريخ مليء بالانقلابات والبيانات، من غير المقبول أن يحاول 104 أميرالات متقاعدين مثل هذا الأمر".
وأضاف أن تركيا ما زالت ملتزمة بالاتفاقية لكنها قد تعيد النظر فيها في المستقبل.
ودافع القادة العسكريون السابقون عن اتفاقية مونترو، التي يقولون إنها ذات أهمية استراتيجية للأمن البحري (SE:4030) لتركيا، نظرا لتمتع أردوغان بسلطة الانسحاب من مثل هذه الاتفاقيات. وانسحب الرئيس الشهر الماضي من اتفاقية دولية معنية بمكافحة العنف ضد المرأة.
وذكر موقع خبر ترك الإلكتروني أن الأميرالات متهمون بالتآمر على أمن الدولة. وقالت وكالة أنباء الأناضول إنه تم استدعاء أربعة آخرين من المشتبه فيهم للمثول أمام الشرطة خلال ثلاثة أيام في إطار التحقيق بشأن البيان.
يأتي البيان في الوقت الذي تخطط فيه تركيا لشق قناة ضخمة تربط البحر الأسود شمالي إسطنبول ببحر مرمرة في الجنوب وستكون موازية لمضيق البوسفور.
وقال مسؤول تركي إن معاهدة مونترو لن تشمل القناة الجديدة.
وتحكم اتفاقية مونترو لعام 1936 استخدام سفن الشحن من الدول الموقعة عليها لمضيقي البوسفور والدردنيل.
وتعطي الاتفاقية تركيا السيطرة على المضيقين داخل حدودها وتضمن دخول السفن المدنية في أوقات السلم كما تقيد دخول السفن الحربية.
وكانت القوات المسلحة التركية ذات يوم القوة المهيمنة في البلاد لكن أردوغان وحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه قلصا نفوذها منذ توليهما السلطة في 2002.
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)