من باريسا حافظي
دبي (رويترز) - قال التلفزيون الرسمي الإيراني يوم الخميس إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي أيد قرار هيئة رقابية باستبعاد مرشحين بارزين معتدلين ومحافظين من الانتخابات الرئاسية في يونيو حزيران، والتي سيتنافس فيها اثنان من أشد المؤيدين لخامنئي.
كان مجلس صيانة الدستور، الذي يفحص أوراق المرشحين، قد وافق على سبعة مرشحين فقط، منهم رئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي وكبير المفاوضين النووين السابق سعيد جليلي، وذلك من أصل 590 .
ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله "إن مجلس صيانة الدستور، الموقر، قد أدى واجبه وقام بما هو ضروري وحدد المرشحين".
وباستبعاد مرشحين بارزين معتدلين ومحافظين، سينحصر الاختيار بين مرشحين متشددين وآخرين محافظين مغمورين في تصويت قال العديد من الناخبين إنهم سيتجاهلونه وسط غضب متنام بسبب المصاعب الاقتصادية وقيود على الحريات الشخصية.
وانتقد العديد من رجال الدين والساسة الإيرانيين، ومنهم حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، قرارات الاستبعاد.
وأبرز المستبعدين من انتخابات 18 يونيو حزيران علي لاريجاني رئيس البرلمان والمفاوض النووي السابق، وإسحاق جهانجيري النائب الأول للرئيس وحليف الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني.
ورغم أن الانتخابات لن يكون لها تأثير يذكر على السياسة الخارجية والسياسات النووية الإيرانية، التي يملك فيها خامنئي القول الفصل، إلا أن وصول رئيس محافظ للسلطة قد يشدد قبضة الزعيم الأعلى في الداخل.
ويسيطر خامنئي على السلطة القضائية وقوات الأمن والمحطات التلفزيونية العامة ومؤسسات تملك معظم الاقتصاد.
وانتقدت جماعات حقوقية رئيسي الذي خسر أمام روحاني في انتخابات 2017 لدوره في إعدام آلاف السجناء السياسيين في عام 1988 خلال عمله قاضيا.
والمرشح المحافظ البارز الآخر هو جليلي الذي فقد ساقه اليمنى في الثمانينيات خلال قتاله في صفوف الحرس الثوري في الحرب الإيرانية-العراقية.
وشغل جليلي في السابق منصب نائب وزير الخارجية، وعينه خامنئي في عام 2013 بمجلس تشخيص مصلحة النظام الذي يتولى مهمة حل الخلافات بين البرلمان ومجلس صيانة الدستور.
وتشير استطلاعات الرأي الرسمية، بما فيها استطلاع أجراه التلفزيون الحكومي في مايو أيار، إلى أن نسبة المشاركة في التصويت قد تتدنى حتى 30 في المئة، وهي نسبة تقل كثيرا عن نظيرتها في الانتخابات السابقة.
ودعا خامنئي الإيرانيين إلى التصويت في الانتخابات التي يُنظر إليها على أنها اختبار لشرعية المؤسسة الدينية الحاكمة.
ونقل التلفزيون عن خامنئي قوله "شعب إيران العزيز، لا تلتفتوا إلى من يحاولون وصم الانتخابات بأنها عديمة الفائدة... النتائج المترتبة عليها ستستمر لسنوات... شاركوا في الانتخابات".
ودعا نشطاء إلى مقاطعة التصويت وحقق وسم (#لا للجمهورية الإسلامية) الذي تناقله إيرانيون في الداخل والخارج انتشارا واسعا على موقع تويتر في الأسابيع الماضية.
(إعداد سها جادو وأيمن سعد مسلم ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)