من ستيفاني نيبيهاي
جنيف (رويترز) - قالت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت يوم الخميس إن الضربات الإسرائيلية التي أوقعت عشرات القتلى في قطاع غزة قد تشكل جرائم حرب وإن حركة حماس الإسلامية انتهكت أيضا القانون الإنساني الدولي بإطلاق صواريخ على إسرائيل.
وقالت باشيليت إن مكتبها تحقق من مقتل 270 فلسطينيا في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية بينهم 68 طفلا خلال أحداث العنف هذا الشهر. وأضافت أن أغلبهم سقطوا قتلى في قطاع غزة الخاضع لسيطرة حماس والذي حاربت فيه إسرائيل متشددين على مدار 11 يوما انتهت بوقف إطلاق النار.
وأسفرت صواريخ حماس عن مقتل عشرة من الإسرائيليين والمقيمين في إسرائيل.
وكانت باشيليت تتحدث في افتتاح جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب دول إسلامية طالبت بتشكيل لجنة للتحقيق في جرائم محتملة والتأكد من مسؤولية القيادات.
ويصوت المجلس على القرار، الذي قدمته منظمة التعاون الإسلامي والوفد الفلسطيني، في وقت لاحق يوم الخميس.
ولم تطلب الولايات المتحدة، أوثق حلفاء إسرائيل، المشاركة في المحادثات متجنبة الجلسة التاسعة بالمجلس عن قطاع غزة منذ عام 2006.
وقال خليل هاشمي، سفير باكستان بمنظمة التعاون الإسلامي نيابة عن المجموعة الإسلامية "للأسف يواصل من يزعمون أنهم المناصرون لحقوق الإنسان في العالم حماية المحتل من المساءلة الدولية، ويزودونه بأسلحة وذخائر (لاستخدامها) في أعمال وصفت على نطاق واسع بأنها جرائم حرب وجرائم تمييز عنصري ضد الشعب الفلسطيني".
وتفجر الصراع بعد أن طالبت حماس القوات الإسرائيلية بمغادرة المسجد الأقصى في القدس الشرقية وأطلقت فيما بعد صواريخ على إسرائيل. وقالت باشليت إن الضربات الصاروخية "العشوائية" تشكل "انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي".
وأضافت أن إسرائيل ردت بغارات جوية مكثفة على غزة استخدمت فيها قذائف وصواريخ وهجمات من البحر وأحدثت دمارا واسعا للبنية التحتية المدنية وخسائر في الأرواح.
وأردفت باشيليت "رغم مزاعم إسرائيل أن الكثير من هذه المباني كانت تستضيف جماعات مسلحة أو تُستخدم لأغراض عسكرية فنحن لم نشاهد أدلة في هذا الصدد".
وقالت أمام المنتدى المنعقد في جنيف والمؤلف من 47 عضوا "إذا تبين أن مثل هذه الهجمات غير متناسبة فقد تمثل جرائم حرب".
كما حثت قادة حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على الكف عن إطلاق الصواريخ عشوائيا على إسرائيل.
ونددت ميراف إيلون شاهار سفيرة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في جنيف بحركة حماس باعتبار أنها "تنظيم جهادي إرهابي ينزع للإبادة الجماعية" واتهمتها باستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية لإخفاء صواريخها.
وفي إشارة إلى 4400 صاروخ أُطلقت على إسرائيل أغلبها اعترضته منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، أضافت "كل واحد من هذه الصواريخ يشكل جريمة حرب".
وتقول حماس إنها تناضل لانتزاع الحقوق الفلسطينية من الظلم الإسرائيلي وتنفي استخدام المدنيين دروعا بشرية. وتقول الحركة إن الأعمال الإسرائيلية في غزة جزء من إستراتيجية عقاب جماعي.
وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني "إسرائيل سلطة الاحتلال والفصل العنصري تواصل جرائمها وسياساتها وقوانينها لتعزيز نظام استعماري للعزل العنصري".
(تغطية صحفية ستيفاني نيبهاي - إعداد سها جادو ومنير البويطي ومعاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)