نيقوسيا (رويترز) - لقي أربعة مصريين حتفهم في حريق هائل مستعر لليوم الثاني في قبرص دمر مساحات من الغابات وعشرات المنازل ووصفه أحد المسؤولين بأنه الأسوأ على الإطلاق.
وأثر الحريق، الذي أججته الرياح القوية، على عشرة تجمعات سكنية على الأقل على مساحة تجاوزت 50 كيلومترا مربعا في سفوح سلسلة جبال ترودوس، وهي منطقة من غابات الصنوبر والشجيرات الكثيفة.
وتم العثور على الضحايا قرب منطقة أودو الجبلية إلى الشمال من مدينتي ليماسول ولارنكا. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان إن السلطات القبرصية أبلغتها بأن الضحايا مصريون.
وقال شهود إنه تم العثور على الضحايا على مسافة قصيرة من سيارة تحطمت على ما يبدو.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس للصحفيين من المنطقة "هذا أحد أكثر (الحرائق) التي شهدناها تدميرا مع سقوط ضحايا للأسف". وأضاف أن الدولة ستقف بجانب جميع المتضررين وتدعمهم.
تضم المنطقة بعضا من أجمل القرى الجبلية الخلابة في قبرص. وقال شهود إن منحدرات تغطيها أشجار الصنوبر أو بساتين الفاكهة تحولت إلى جذوع سوداء مشتعلة على أرض رمادية قاحلة.
وقال أندرياس كوستا، وهو مزارع عمره 70 عاما بكى عندما حاول أناستاسياديس مواساته، "سيستغرق نموها من جديد ما لا يقل عن عشر سنوات. كيف لنا أن نعيش؟".
وأضاف كوستا للتلفزيون الحكومي "أتى (الحريق) على كل شيء".
وقالت المفوضية الأوروبية إن طائرات لمكافحة الحرائق غادرت اليونان للتصدي للنيران وإن إيطاليا تعتزم أيضا إرسال رجال إطفاء.
كما تعهدت إسرائيل بتقديم المساعدة، وساهم في العمليات طائرات من القواعد العسكرية البريطانية في قبرص.
وأضافت المفوضية الأوروبية في بيان أن القمر الصناعي كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي جرى تفعيله أيضا لتقديم خرائط تقييم الأضرار للمناطق المتضررة.
ولم يتضح سبب الحريق الذي بدأ ظهر يوم السبت. وتشهد قبرص درجات حرارة عالية في أشهر الصيف إذ تجاوزت درجات الحرارة في الأيام الماضية 40 درجة مئوية.
وقالت الشرطة إنها تستجوب شخصا يبلغ من العمر 67 عاما فيما يتعلق بهذا الحريق.
(تغطية صحفية ميشيل كامباس - شارك في التغطية محمود رضا مراد من القاهرة ومايان لوبيل من القدس وجون تشالمرس من بروكسل - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)