🔥تغلب على السوق مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحليل- خروج أمريكا من أفغانستان يشكل تهديدا أمنيا على خاصرة روسيا الجنوبية

تم النشر 08/07/2021, 21:46
محدث 08/07/2021, 23:19
© Reuters. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الى اليمين) خلال اجتماع مع نظيره الطاجيكي رحمانوف في موسكو يوم الثامن من مايو ايار 2021. صورة من سبوتنيك.

من توم بالمفورث وجابرييل تيترو فاربر

موسكو (رويترز) - ذكر دبلوماسي روسي سابق ومحللان أن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان يمثل صداعا بالنسبة لروسيا التي تخشى أن يدفع القتال المتصاعد اللاجئين للفرار إلى فنائها الخلفي في آسيا الوسطى ويؤدي إلى تسلل المتشددين بل وقد يثير حربا في إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابقة.

وأخلت القوات الأمريكي قاعدة باجرام الجوية الرئيسية الأسبوع الماضي وانسحبت كذلك معظم قوات حلف شمال الأطلسي. وجرأ ذلك طالبان، التي تحرز تقدما على الأرض مما أثار المخاوف بشأن مدى إحكام حكومة كابول قبضتها على السلطة ودفع أكثر من ألف من قوات الأمن الأفغانية للهرب إلى طاجيكستان.

وتثير الاضطرابات قلق روسيا لأنها تعتبر المنطقة، وهي جزء من الاتحاد السوفيتي السابق الذي كان يُدار من موسكو، خاصرتها الدفاعية الجنوبية ونطاق نفوذ قد تنبع منه تهديدات الإسلاميين المتشددين.

وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن من غير المرجح أن تتدخل موسكو عسكريا في أفغانستان، لا سيما وأن ذكريات الحرب الأليمة التي خاضتها في ذلك البلد من 1979 إلى 1989 ما زالت تطاردها إلى الآن.

لكن المصادر الثلاثة قالت إن نزوح اللاجئين إلى طاجيكستان سيشكل، إن حدث، تحديا إنسانيا وقد يتسلل إليها المتشددون. وطاجيكستان دولة فقيرة يسكنها 9.3 مليون نسمة وخاضت حربا أهلية شارك فيها مسلحون إسلاميون من 1992 إلى 1997.

وقد تواجه أوزبكستان وتركمانستان تداعيات أيضا.

قال فلاديمير فرولوف، وهو دبلوماسي روسي سابق رفيع المستوى، "طاجيكستان هي على ما يبدو الأكثر عرضة للخطر، فهي دولة هشة وفي خضم توريث الحكم لابن (الرئيس إمام علي) رحمان".

وأضاف "يكمن الخطر في أن تستغل قوات المتشددين الانقسامات الاجتماعية الحالية والمطالبات اليائسة بالعدالة من أجل إشعال الحرب الأهلية مجددا".

وتوجد أكبر قاعدة عسكرية روسية في الخارج بطاجيكستان قرب الحدود الأفغانية وتضم نحو ستة آلاف جندي ودبابات وحاملات أفراد مدرعة وطائرات مسيرة وهليكوبتر. ولديها أيضا قاعدة جوية في قرغيزستان المجاورة.

وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الطاجيكي رحمان يوم الاثنين بأن موسكو ستساعد دوشنبه في مواجهة أي تداعيات إذا لزم الأمر.

وقال فرولوف "ثمة تهديد آخر يكمن في تركمانستان، التي هي ليست دولة في واقع الأمر ولا تسيطر تماما على حدودها مع أفغانستان".

وما زالت أفغانستان ترمز لمشاعر وذكريات أليمة في ضمير روسيا القومي بعد أكثر من 30 عاما، عندما أنهى الاتحاد السوفيتي حملته العسكرية هناك عقب مقتل 14 ألفا من مواطنيه.

قال أندري كورتونوف، رئيس مجلس الشؤون الدولية الروسي، وهو مركز بحثي مقرب من الخارجية الروسية، "لا أعتقد أنهم يفكرون في تدخل عسكري مباشر في أفغانستان. إنها قضية حساسة للغاية لكثير من الروس".

وأضاف أن أمن الحدود من الأمور الأساسية بالنسبة لموسكو إلى جانب تبادل البيانات بشأن أنشطة مكافحة الإرهاب وعمليات المخابرات المضادة والعمليات الخاصة.

* لعبة صفرية

قال كورتونوف إن موسكو تستهدف الحيلولة دون أن تصبح أفغانستان مرتعا للإرهاب الدولي وتقويض دورها كمصدر كبير للهيروين.

وقالت المصادر الثلاثة إن خطة روسيا تشمل العمل مع طالبان، التي تعتبرها رسميا جماعة إرهابية لكن استضافتها في موسكو من أجل محادثات السلام.

ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وفد من طالبان يزور موسكو يوم الخميس قوله إن الحركة لن تهاجم الحدود مع طاجيكستان أو تسمح باستخدام أفغانستان قاعدة لشن هجمات على روسيا.

وقال أركادي دوبنوف، وهو محلل يعمل انطلاقا من موسكو، إن روسيا حرصت على عدم انتقاد طالبان في بياناتها الأخيرة.

وقال فرولوف "موسكو تراهن على أن طالبان قوة قبلية محلية إلى حد بعيد وليس لديها بالتالي مصلحة أو طموح لفرض قوتها وسيطرتها خارج حدود أفغانستان".

وأضاف "الرهان هو أن عدم شن الحرب على طالبان (حتى دعائيا) سيؤتي أُكله بالتوصل إلى... تسوية مؤقتة مع الحكومة الجديدة في كابول التي تسيطر عليها طالبان".

أما السيناريو الذي تريد موسكو تحاشيه فهو إعادة انتشار قوات حلف شمال الأطلسي في آسيا الوسطى بعد خروجها من أفغانستان.

قال زامير كابولوف، الممثل الروسي الخاص بشأن أفغانستان، الأسبوع الماضي، "عملية (الخروج) هذه لا يمكن ويجب ألا تتحول إلى إعادة انتشار لمنشآت البنية التحتية العسكرية الأمريكية والتابعة لحلف شمال الأطلسي في الدول المجاورة لأفغانستان، خاصة في آسيا الوسطى".

وقال لافروف يوم الأربعاء إن خروج الولايات المتحدة "متسرع"، لكن فصائل تمثل الصقور في روسيا تريد منذ فترة طويلة خروج الغرب من أفغانستان. وقال دوبنوف إن هذه التطلعات قد تأتي بنتائج عكسية.

© Reuters. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (الى اليمين) خلال اجتماع مع نظيره الطاجيكي رحمانوف في موسكو يوم الثامن من مايو ايار 2021. صورة من سبوتنيك.

وأضاف "موسكو وواشنطن دائما ما تلعبان لعبة صفرية في أفغانستان، فالسيء للولايات المتحدة جيد لروسيا والعكس صحيح".

ومضى يقول "والآن هناك مرحلة جديدة في الحرب وما هو جيد لأمريكا، وهو سحب قواتها أخيرا، يتبين أنه سيء لروسيا".

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.