من مارتن هيرمان
لندن (رويترز) - انضمت آشلي بارتي إلى قائمة الاسماء الأسترالية التي توجت باللقب في ويمبلدون بعد فوزها على كارولينا بليسكوفا في النهائي لتصبح أول أسترالية تحرز اللقب في 41 عاما يوم السبت.
وبدت المصنفة الأولى عالميا البالغ عمرها 25 عاما في طريقها لفوز سهل بعدما عانت بليسكوفا من واحدة أسوأ البدايات على الإطلاق في نهائي ويمبلدون لكن في النهاية احتاجت بارتي إلى أفضل ما لديها لتنتصر بنتيجة 6-3 و6-7 و6-3.
وأعادت بليسكوفا ضربة خلفية في الشباك لتنتهي المواجهة بعد ساعة و55 دقيقة وتجثو بارتي على ركبتيها بعد تحقيقها حلم طفولتها.
وتسلقت بارتي المدرجات إلى فريقها وهي تبكي وهو تقليد بدأه مواطنها بات كاش عندما نال لقب فردي الرجال في 1987.
وعندما عادت إلى أرض الملعب تحدثت عن سعادة السير على خطى قدوتها إيفون جولاجونج التي نالت لقبها الأول من اثنين في ويمبلدون قبل 50 عاما قبل أن تفوز للمرة الثانية في 1980 ومنذ ذلك الحين لم تتذوق بلادها طعم الانتصار في فردي السيدات.
وقالت بارتي، التي ارتدت طاقما يشبه ذلك الذي ارتدته جولاجونج قبل 50 عاما على مدار الأسبوعين الماضيين، بعد استلام درع فينوس روزووتر "قلت لنفسي واصلي القتال.
"(كارولينا) أخرجت أفضل ما لدي اليوم. الأمر احتاج بعض الوقت لتحويل حديثي عن أنني أردت الفوز بهذه البطولة المذهلة إلى حقيقة... وبعد تحقيق حلمي الآن أردكت أنه أفضل كثيرا مما تخيلت.
"لم أستطع النوم بالأمس إذ كنت أفكر في كل الاحتمالات لكني شعرت كأني في وطني على أرض هذا الملعب".
وأضافت "أتمنى أن أكون جعلت إيفون فخورة".
ونالت بارتي لقبها الأول في البطولات الأربع الكبرى في فرنسا المفتوحة في 2019 لكنها انضمت إلى اسماء مثل جولاجونج ومارجريت كورت ورود ليفر وروي إيمرسون وجون نيوكومب وهم من سبق لها حصد اللقب في ويمبلدون.
وكتب ليفر الفائز بلقب ويمبلدون أربع مرات في تويتر "أنا سعيد لأجلك، أحلامنا أصبحت حقيقة، يا له من كفاح".
ومنذ 1977 لم يشهد النهائي في ويمبلدون مواجهة بين لاعبتين وصلتا إلى هذا الدور لأول مرة.
لكن في المجموعة الأولى خطفت لاعبة واحدة الأضواء.
* كابوس
وعانت بليسكوفا، المصنفة الثامنة والتي خسرت في ظهورها الوحيد السابق في إحدى البطولات الأربع الكبرى في أمريكا المفتوحة في 2016، من واحد من أسوأ الكوابيس بعد بداية كارثية.
وبدت حركة بليسكوفا مثقلة وذراعها متجمدا وتفكيرها مشوشا وهي ترى بارتي تفوز بأول 14 نقطة في المباراة بدقة متناهية.
وبدا الأمر كأنه مشاهدة حادث قطار بالتصوير البطيء ولم يعرف 15 ألف متفرج في الملعب الرئيسي هل يشاهدون ما يحدث أم يشيحون بوجوههم احتراما للاعبة التشيكية التي تعاني.
وبعد حصولها على أول نقطة بعد خطأ من بارتي كسرت الجماهير من حدة التوتر وابتسمت بليسكوفا بغرابة.
وارتكبت اللاعبة التشيكية خطأ مزدوجا لتتأخر 4-صفر وكان من المحير معرفة كيف ستفوز بشوط ناهيك عن اللقب.
وفي ظل أداء بارتي بدا أنها لن تكون بحاجة إلى أكثر من 23 دقيقة مثلما فعلت سوزان لنجلن في فوزها على مولا مالوري في 1992 في أقصر نهائي على الإطلاق.
لكن بليسكوفا البالغ عمرها 29 عاما بدأت تتحرك وكسرت إرسال بارتي دون خسارة أي نقطة لتفوز بشوطها الأول في المباراة قبل أن تفرط في إرسالها للمرة الثالثة.
وفي طريقها إلى النهائي خسرت بليسكوفا إرسالها أربع مرات وسددت 54 ضربة إرسال ساحقة.
وتعثرت بارتي وخسرت شوطين متتاليين قبل أن تحسم المجموعة الأولى الغريبة في 28 دقيقة.
وعندما عاد شبح بليسكوفا عند ارتكاب خطأين مزدوجين لتخسر إرسالها في بداية المجموعة الثانية لاح اللقب لبارتي.
لكن اللاعبة الأسترالية تعثرت وفجأة وجدت نفسها تملك الإرسال للبقاء في المجموعة الثانية عند تأخرها 5-4 إذ نجحت بليسكوفا في قلب الأوضاع.
غير أن بليسكوفا خسرت إرسالها رغم تقدمها 40-صفر لتدرك بارتي التعادل 5-5 وتحصل على فرصة حسم اللقب بعد عشرة أعوام من فوزها بلقب الناشئات.
وعاد الأمل لبليسكوفا بعد خطأين من منافستها لتمتد المجموعة إلى الشوط الفاصل.
وبدا أن الحظ ابتسم لبليسكوفا بعد تقدمها 4-2 وسط صيحات الجماهير.
وارتكبت بارتي خطأ مزدوجا ليمتد النهائي إلى المجموعة الفاصلة لأول مرة منذ 2012.
وبعد نجاتها من بداية متوترة كسرت بارتي إرسال بليسكوفا التي أعادت ضربة سهلة في الشباك.
وصمدت بليسكوفا عند تأخرها 5-2 ليصبح الإرسال مع بارتي لحسم اللقب.
وسددت بارتي ضربة أمامية في الشباك عند التعادل 30-30 لكنها أنقذت فرصة كسر إرسالها لتحصل على فرصة حسم المباراة بضربة إرسال ساحقة.
وكانت الفرصة الوحيدة التي احتاجتها لتحويل حلمها إلى حقيقة.
(إعداد شادي أمير للنشرة العربية)