من كانوبريا كابور
سنغافورة (رويترز) - يواجه ملايين الأفغان الصعاب للحصول على قوت يومهم فيما يعرقل الجفاف المستمر منذ وقت طويل الإمدادات في بلد يعاني من تصاعد العنف بالتزامن مع استكمال انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.
وتدعو منظمات الإغاثة المانحين إلى تقديم أموال ومساعدات إنسانية طارئة في ظل توقعات بانخفاض محصول القمح السنوي قرابة النصف والمخاوف من نفوق ملايين الماشية بسبب نفاد إمدادات المياه.
وقال نيسيفور مجندي رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفغانستان "إنها نكبة متشعبة".
وأضاف "ثمة تأثير على توفر الغذاء وتوزيعه بشكل عام... ويتسبب الصراع في النزوح مما يعني زيادة الطلب على الموارد في مناطق معينة".
كان الرئيس الأفغاني أشرف غني قد قال في يونيو حزيران إن البلاد بأكملها تعاني من جفاف متوسط إلى شديد وأقر بأن ميزانية إدارة الكوارث الوطنية ليست كافية لتغطية ما يصفها خبراء بأنها إحدى أسوأ موجات الجفاف منذ عقود من حيث النطاق الجغرافي.
وقال غني في بيان "لن نسمح بأن تواجه البلد المجاعة". وأضاف "تهدف مساعينا إلى التعامل مع كل المناطق حتى تلك التي تسيطر عليها طالبان".
وكثف المقاتلون الإسلاميون حملتهم لهزيمة حكومة غني المدعومة من الولايات المتحدة تزامنا مع انسحاب القوات الأجنبية بعد صراع دام 20 عاما واجتاحوا العديد من المناطق الريفية في أفغانستان.
وفي ظل تردي شبكة الري تعتمد أفغانستان على ذوبان الجليد على جبالها لضمان تدفق المياه في الأنهار وري المزارع خلال فصل الصيف. وكان تساقط الثلوج خلال الشتاء الماضي شحيحا للغاية.
ويتفق العلماء على أن ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يسهم في ظروف الطقس القاسية على مستوى العالم.
وقال فهد سعيد وهو من علماء المناخ في منظمة (كليميت أناليتيكس) "أفغانستان مثال جيد على الظلم المناخي. إنها تاريخيا لم تلعب أي دور في فوضى تغير المناخ لكنها تتحمل العبء".
وأفغانستان واحدة من بين 23 دولة صنفتها الأمم المتحدة في تقرير الشهر الماضي على أنها "بؤر للجوع" حيث يواجه ما لا يقل عن 12 مليون شخص بين السكان البالغ تعدادهم 36 مليون نسمة أزمة انعدام الأمن الغذائي أي أنهم لا يعرفون متى ستكون وجبتهم التالية ولا يعلمون مصدرها.
وقال مجندي إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر يسعى للحصول على 16.5 مليون دولار لكنه لم يجمع سوى أقل من نصف هذا المبلغ.
وأضاف "إنه وضع إنساني بائس يتطلب أكبر قدر ممكن من الدعم لتوفير الأساسيات... كل دولار سيساعد شخصا ما".
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سها جادو)