الحسكة (سوريا) (رويترز) - قال مسؤولون يوم الجمعة إن قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد صدت هجوما لتنظيم الدولة الإسلامية بدعم من ضربات جوية شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وقال تنظيم الدولة الإسلامية عبر تطبيق تلجرام إن مقاتليه شنوا هجوما واسع النطاق على السجن الواقع بشمال شرق سوريا منذ مساء الخميس وإن الاشتباكات مستمرة في مناطق قريبة وأحياء أخرى.
وكتب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في تغريدة على تويتر "المنطقة المحيطة بالسجن طوقت بشكل كامل واعتُقل جميع الهاربين".
وفي واشنطن، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة شن هجمات جوية لدعم قوات سوريا الديمقراطية أثناء تصديها لاقتحام السجن.
وقال مصدر عسكري في قوات سوريا الديمقراطية إن القوات التي يقودها الأكراد قتلت 23 من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم أجانب، في اشتباكات بعدما شنت الجماعة المتشددة هجوما على السجن في مدينة الحسكة.
وقال سكان منطقة غويران في محيط السجن إن القتال المتقطع استمر في أجزاء من الحي ما زال بها بعض السجناء الفارين.
وقال وجهاء المنطقة إن ما لا يقل عن خمسة مدنيين لقوا حتفهم خلال عملية أمنية شنتها قوات سوريا الديمقراطية في المناطق السكنية الواقعة حول السجن.
أضاف المصدر في قوات سوريا الديمقراطية أن سبعة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية وقوة أمنية متحالفة معها تسمى الأسايش، لقوا حتفهم في الهجوم. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها اعتقلت 89 متشددا في منطقة السجن.
وهذا أكبر سجن من بين عدة سجون معروفة علنا أن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز فيها ما لا يقل عن خمسة آلاف معتقل معظمهم من العرب يتراوحون بين مسلحين مشتبه بهم ومدنيين في ظروف تقول جماعات مدنية إنها غير إنسانية.
ويقول وجهاء محليون إن الدعم لتنظيم الدولة الإسلامية زاد مع تزايد الاستياء المحلي من الإدارة التي يقودها الأكراد والتي يتهمونها بالتمييز ضد السكان العرب الذين يرفض كثيرون منهم سياسة التجنيد الإجباري التي تنتهجها هذه الإدارة التي تحكمهم.
وتنفي الجماعة التي يقودها الأكراد وتسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا أي اتهامات بإساءة معاملة العرب المحليين وتقول إنها تسعى إلى معالجة المظالم القديمة ضدهم كأقلية خلال عقود من الحكم القومي العربي.
وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة من سوريا والعراق حتى تم طرده من تلك الأراضي بين عامي 2017 و2019 على يد خصوم بينهم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن العراقية. وتواصل خلايا التنظيم شن هجمات في كلا البلدين.
وهذه هي المرة الثانية منذ ديسمبر كانون الأول التي يهاجم فيها تنظيم الدولة الإسلامية السجن في محاولة للإفراج عن سجناء من أعضائه.
وقال المصدر العسكري في قوات سوريا الديمقراطية إن الهجوم على السجن تزامن مع هجمات للدولة الإسلامية في العراق وما وصفها بتحركات للتنظيم المتشدد في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وأضاف المصدر "الدولة الإسلامية تحاول فرض سيطرتها على المنطقة وإحياء التنظيم من جديد".
(إعداد أيمن سعد مسلم وأحمد صبحي للنشرة العربية)