كولومبو (رويترز) - داهمت قوات الأمن في سريلانكا مخيم احتجاج يحتل أراضي حكومية في مدينة كولومبو الرئيسية في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة وأزالت جزءا منه، في مؤشر على لجوء الرئيس الجديد للبلاد للقمع بعد يوم من أدائه اليمين.
وأظهرت لقطات بثتها وسائل الإعلام جنودا يرتدون ملابس مكافحة الشغب مسلحين ببنادق وهم يزيلون المخيم الذي أقامه في أبريل نيسان محتجون غاضبون من الانهيار الاقتصادي الذي أدى لنقص حاد في الوقود والمواد الغذائية والأدوية.
وقال المتحدث باسم الشرطة نالين ثالدوا لرويترز "انطلقت عملية مشتركة بين الجيش والشرطة وقوات الشرطة الخاصة في الساعات المبكرة لاستعادة مقر أمانة (TADAWUL:8310) الرئاسة من المحتجين لأنهم لا يملكون أي حق قانوني في السطيرة عليه".
وأضاف "اعتُقل تسعة بينهم مصابان".
وكان المحتجون يخشون من أن تكون حملة القمع وشيكة مع تولي الرئيس الجديد رانيل ويكريميسنجه السلطة بعدما كان يعتبر حليفا لسلفه المخلوع جوتابايا راجاباكسه.
وقال منظمو المظاهرات إن مئات من أفراد الأمن حاصروا مخيم الاحتجاج "جوتا جو جاما"، وهو اسم ساخر مشتق من اسم الرئيس السريلانكي السابق جوتابايا راجاباكسا، بعد منتصف الليل وفككوا جزءا منه.
ومع ظهور أول ضوء للنهار، سار عشرات الجنود عبر المكان وأزالوا صفوفا من خيام المحتجين التي كانت منصوبة على جانبي الطريق الرئيسي الذي يمر أمام مكتب الرئيس. ووقف عشرات المحتجين يتابعون الأمر وينظرون إلى قوات الأمن والحواجز الجديدة التي وضعت.
وقال منظمو الاحتجاجات إن ما لا يقل عن 50 متظاهرا أصيبوا، بينهم بعض الصحفيين الذين تعرضوا للضرب على أيدي قوات الأمن. وأفادت مصادر في أحد المستشفيات أنه استقبل اثنين منهم.
وقال بوديكا أبيراثني (34 عاما)، وهو متظاهر شهد المداهمة لكنه لم يكن مصابا على ما يبدو "ضربونا بقسوة حقا. السيد ويكريميسنجه لا يعرف ما هي الديمقراطية".
وتخضع سريلانكا لحالة الطوارئ منذ يوم الاثنين.
وأدى ويكريميسنجه، رئيس الوزراء السابق، اليمين يوم الخميس رئيسا للبلاد بعد فوزه في تصويت برلماني هذا الأسبوع، في أعقاب استقالة راجاباكسه الذي فر إلى سنغافورة في أعقاب احتجاجات حاشدة نجمت عن أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ سبعة عقود.
وقال مانجولا ساماراسيكارا، وهو أحد منظمي الاحتجاجات، إنه بعد محاصرة المخيم، تحرك أفراد الأمن أمام مقر أمانة الرئاسة وبدأوا في تفكيك بعض الخيام واعتدوا على المتظاهرين.
ويبدو أن قوات الأمن قد سيطرت على المقر بأكمله، إذ ظهر العديد من أفرادها في محيط المبنى الذي استولى عليه المتظاهرون في وقت سابق من الشهر، مع مقري الإقامة الرسميين للرئيس ورئيس الوزراء. وتم تسليم المسكنين في وقت لاحق إلى السلطات.
وقال تشاميرا ديدويج، وهو من منظمي الاحتجاجات أيضا، لرويترز إنهم كانوا يعتزمون تسليم أمانة الرئاسة إلى السلطات بعد ظهر الجمعة. وقالت الشرطة إنها ليس لديها معلومات بذلك.
وعبر دبلوماسيون أمريكيون وبريطانيون عن قلقهم.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى سريلانكا جولي تشونغ على تويتر "نحث السلطات على ضبط النفس وإتاحة الرعاية الطبية للجرحى فورا".
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)