🟢 هل فاتك ارتفاع السوق؟ اعرف كيف لحق به 120 ألف من متابعينا.احصل على 40% خصم

رجل في الأخبار-مقتدى الصدر.. من خارج عن القانون إلى السياسي الأبرز

تم النشر 29/08/2022, 17:53
© Reuters. رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر - صورة من أرشيف رويترز.
META
-

من مايكل جورجي وأحمد رشيد

بغداد (رويترز) - تحول رجل الدين الشيعي العراقي الشعبوي مقتدى الصدر، الذي كان في وقت من الأوقات خارجا عن القانون متقلب المواقف ومطلوب حيا أو ميتا (NASDAQ:META) خلال الاحتلال الأمريكي، إلى صاحب نفوذ في المعترك السياسي، ثم تحول إلى أقوى شخصية سياسية في البلاد.

لكن حتى مع نفوذه الهائل، لم يتمكن الصدر من إنهاء جمود طال أمده فيما يتصل بتشكيل الحكومة، ومن ثم استقال نواب كتلته الصدرية في البرلمان في يونيو حزيران بعد أن طلب منهم تقديم استقالاتهم.

وقال الصدر يوم الاثنين إنه سيعتزل الحياة السياسية، ويغلق المؤسسات التابعة له، بسبب استمرار الأزمة السياسية في البلاد، فيما يزيد آفاق المزيد من عدم الاستقرار في العراق.

وقال الصدر في بيان عبر تويتر "إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي". وانتقد الصدر الزعماء السياسيين الشيعة الآخرين لعدم استجابتهم لدعواته للإصلاح.

ويتمتع الصدر، المعارض القوي لكل من إيران والولايات المتحدة والذي عاد إلى الحياة السياسية بعد انسحابه في مرات سابقة، بنفوذ هائل في ظل وجود مئات الآلاف من أنصاره الذين أظهروا استعدادهم للاستجابة لمطالبته لهم بالنزول إلى الشوارع.

لم يكن الصدر معروفا فعليا خارج العراق قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، لكن سرعان ما أصبح رمزا لمقاومة الاحتلال، مستمدا الكثير من نفوذه من عائلته.

والصدر نجل آية الله محمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999 بعد انتقاده الصريح لصدام حسين رئيس العراق آنذاك. كما اغتيل أيضا ابن عم والده محمد باقر عام 1980.

قالت راندا سليم الباحثة في معهد الشرق الأوسط "إنه إرث عائلته الذي بدونه لا أعتقد أنه كان يمكن أن يكون حيث هو اليوم".

وعلى الرغم من المخاطر، لم يفر الصدر قط من العراق على عكس شخصيات بارزة أخرى في حكومات ما بعد سقوط صدام كانت قد عادت من إيران ومن الغرب بعد الغزو.

* التهكم من صدام بترديد اسم الصدر

أظهرت لقطات مسربة أن شهودا حضروا إعدام صدام عام 2006 بعد إدانته بقتل 148 شخصا في بلدة تقطنها أغلبية شيعية قبل 25 عاما سخروا منه بترديد اسم مقتدى الصدر لدى اقتياده إلى حبل المشنقة.

كان الصدر أول من شكّل فصيلا شيعيا لمقاومة القوات الأمريكية. وقاد انتفاضتين على الولايات المتحدة مما دفع وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إلى اعتبار جيشه، جيش المهدي، أكبر تهديد لأمن العراق.

وفي عام 2004، أصدرت سلطة الاحتلال الأمريكية مذكرة توقيف بحق الصدر، وقالت إنه مطلوب حيا أو ميتا فيما يتعلق بقتل الزعيم الشيعي المعتدل عبد المجيد الخوئي عام 2003 الذي جاء به الأمريكيون إلى مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة خلال الغزو.

ونفى الصدر أي دور له في مقتل الخوئي ولم تُوجه له تهمة قط.

وصمد الصدر خلال 19 عاما من الاضطرابات منذ أن هاجم جيش المهدي القوات الأمريكية بالبنادق والقذائف الصاروخية في أزقة وشوارع بغداد والمدن الجنوبية.

كما حارب أتباعه الجيش العراقي ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية والفصائل الشيعية المنافسة.

وخلال الحرب الأهلية الطائفية في العراق بين عامي 2006 و2008، اتُهم جيش المهدي بتشكيل فرق اغتيال لخطف وقتل شخصيات سنية. وتنصل الصدر من استخدام العنف مع أبناء وطنه من العراقيين.

وفي عام 2008 أمر رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو شيعي منافس للصدر، بشن هجوم كبير كان من نتيجته سحق جيش المهدي في مدينة البصرة الجنوبية.

في وقت لاحق من ذلك العام، أمر الصدر بوقف العمليات المسلحة، وأعلن أن جيش المهدي سيتحول إلى منظمة ثقافية واجتماعية أطلق عليها اسم (سرايا السلام).

* الصدر يعيد تقديم نفسه

قرر الصدر لاحقا التنافس في السياسة شديدة التعقيد في العراق، وبمرور الوقت اكتسب مزيدا من الشعبية بعدما تعهد بالقضاء على الفساد المستشري في الدولة.

وبعمامته المميزة، بات بمقدور الصدر الذي أعلن نفسه نصيرا للفقراء والمحرومين أن يعبئ حشودا ضخمة في الشوارع.

وفي عام 2016، اقتحم أنصار الصدر البرلمان داخل المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد بعد أن ندد بالفشل في إصلاح نظام المحاصصة السياسية الذي يُلقى عليه باللوم في الفساد المستشري نظرا لاستغلال القادة السياسيين له في تعيين أنصارهم في وظائف رئيسية.

وأمر أنصاره بإنهاء اعتصامهم عند بوابات المنطقة الخضراء بعد أن قدم رئيس الوزراء حيدر العبادي تشكيلة وزارية جديدة تهدف إلى محاربة الفساد.

أعاد الصدر تقديم نفسه قبل الانتخابات البرلمانية في 2018، وشكّل تحالفا مع الشيوعيين والعلمانيين.

وبعد تهميشه لسنوات من قبل منافسين شيعة مدعومين من إيران، خرج منتصرا في عودة قوية سيطر خلالها على وزارات ووظائف حكومية.

وأبدى الصدر استياء علنيا من حليفته السابقة إيران قائلا إنه لن يترك العراق في قبضتها، وذلك في الوقت الذي دعا فيه إلى رحيل القوات الأمريكية المتبقية والبالغ قوامها 2500 جندي.

وكان الصدر الزعيم الشيعي الوحيد الذي تحدى كلا من طهران وواشنطن، وبذلك كسب تأييد قطاعات من السكان أكثر من نصفهم من الشيعة. ويشعر الكثيرون بأن العراق لم يستفد من علاقات حكومته الوثيقة سواء بإيران أو الولايات المتحدة.

كان العراق ساحة معركة بالوكالة على النفوذ بين الولايات المتحدة وإيران منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام ومهد الطريق إلى السلطة أمام الأغلبية الشيعية التي تقودها شخصيات تتودد إليها طهران منذ عقود.

ولا تزال المؤسسة السياسية الشيعية في العراق في معظمها متشككة في الصدر أو حتى معادية له. ومع ذلك، تهيمن الحركة الصدرية على أجهزة الدولة العراقية منذ انتخابات 2018، إذ شغل أفراد منها مناصب عليا في وزارات الداخلية والدفاع والاتصالات.

واكتسحت حركته الانتخابات البرلمانية في عام 2021، وحلت في المركز الأول وزاد عدد المقاعد التي يهيمن عليها الصدر في البرلمان المؤلف من 329 مقعدا إلى 73 مقعدا من 54.

© Reuters. رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر - صورة من أرشيف رويترز.

ووجه هذا الانتصار ضربة قاصمة للجماعات الشيعية الموالية لإيران التي انهار تمثيلها البرلماني.

وأعلن الصدر النتيجة قائلا إنها "انتصار الشعب على... الميليشيات".

(إعداد رحاب علاء ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود ومحمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.