من إليزابيث بايبر وألستير سماوت ووليام جيمس
لندن (رويترز) - يتولى ريشي سوناك يوم الثلاثاء منصب رئيس الوزراء البريطاني ليصبح أول زعيم للبلاد من الملونين بعدما فاز في السباق على زعامة حزب المحافظين ليتولى بذلك مهمة قيادة دولة منقسمة بشدة خلال انكماش اقتصادي يتجه إلى أن يدفع بالملايين إلى هاوية الفقر.
وسيصبح سوناك (42 عاما)، وهو أحد أغنى السياسيين في وستمنستر، أصغر زعيم للبلاد في العصر الحديث وثالث رئيس للوزراء في أقل من شهرين في الوقت الذي يقود فيه البلاد خلال واحد من أكثر العهود اضطرابا في تاريخ بريطانيا الحديث.
وسيخلف رئيس الوزراء الجديد ليز تراس التي شغلت المنصب 44 يوما فقط. ويحتاج لاستعادة الاستقرار إلى البلاد التي تقاسي منذ سنوات من الاضطراب، كما سيحاول قيادة حزب تمزق أيديولوجيا.
وقال سوناك لنواب الحزب في البرلمان يوم الاثنين إنهم يواجهون "أزمة وجودية" ولا بد أن "يتحدوا أو يموتوا". وقال لبريطانيا إنها تواجه "تحديا اقتصاديا عميقا".
وأضاف "نحتاج الآن إلى الاستقرار والوحدة، وسأجعل تجميع صفوف حزبنا وبلادنا أولويتي القصوى".
ومن المتوقع أن يطلق رئيس صندوق التحوط السابق المليونير تدابير خفض إنفاق كبيرة لمحاولة إعادة بناء سمعة بريطانيا المالية، في الوقت الذي تنزلق فيه البلاد إلى حالة من الركود بسبب ارتفاع تكلفة الطاقة والغذاء.
ودفعت ميزانية صغيرة وضعتها تراس في الآونة الأخيرة، وتسببت في سقوطها، تكاليف الاقتراض ومعدلات الرهن العقاري إلى أعلى وجعلت المستثمرين يفرون.
وسيتعين على سوناك، الذي سيُعينه الملك تشارلز رئيسا للوزراء يوم الثلاثاء، أن يعمل بجد للحفاظ على تماسك الحزب السياسي المهيمن في بريطانيا بعد أن اتهمه البعض بالخيانة في وقت سابق من هذا العام عندما استقال من حكومة الزعيم السابق بوريس جونسون مما أدى إلى سقوطه.
ويقول محافظون إن سوناك ثري إلى الدرجة التي تجعله لا يفهم الضغوط الاقتصادية في الحياة اليومية التي تحدث في بريطانيا حاليا، وتساءلوا عما إذا كان بإمكانه قيادة الحزب، الذي ظل في الحكم 12 عاما، إلى فوز انتخابي جديد.
* حسبة برما
تشهد بريطانيا حالة أزمة مستمرة فيما يسمى حسبة برما منذ تصويت الناخبين فيها في عام 2016 على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، مما أطلق العنان لمعركة في وستمنستر حول مستقبل البلاد لا تزال دون حل حتى اليوم.
وقاد بوريس جونسون حزبه إلى فوز ساحق في عام 2019 لكن تمت الإطاحة به بعد أقل من ثلاث سنوات فقط في أعقاب سلسلة من الفضائح. واستمرت خليفته تراس ما يزيد قليلا عن ستة أسابيع قبل إجبارها على ترك المنصب.
وقال المؤرخ أنتوني سيلدون لرويترز إن سوناك ورث أصعب تركة اقتصادية وسياسية يرثها أي زعيم بريطاني منذ الحرب العالمية الثانية وإنه سيكون مقيدا بالأخطاء التي ارتكبتها سلفه تراس.
ورحب الاقتصاديون والمستثمرون بتعيين سوناك لكنهم تساءلوا عما إذا كان بإمكانه معالجة الشؤون المالية للبلاد مع الحفاظ على تماسك الحزب.
وجذب سوناك الاهتمام على المستوى العام عندما أصبح، في سن 39 عاما، وزيرا للمالية في حكومة جونسون مع تعرض بريطانيا لجائحة كورونا وتطويره برنامج العطلة المؤقتة بسبب كورونا والذي حقق نجاحا.
وسيكون محلل بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) السابق أول رئيس وزراء لبريطانيا من أصل هندي.
وهاجرت عائلة سوناك إلى بريطانيا في الستينيات، وهي الفترة التي انتقل فيها الكثيرون من مستعمرات بريطانية سابقة إلى البلاد لمساعدتها في إعادة البناء بعد الحرب العالمية الثانية.
وبعد تخرجه في جامعة أكسفورد، التحق بجامعة ستانفورد حيث التقى بزوجته أكشاتا مورثي، ابنة الملياردير الهندي إن.آر نارايانا مورثي، مؤسس شركة إنفوسيس المحدودة عملاقة استشارات الأعمال.
(شارك في التغطية وليام جيمس -إعداد أميرة زهران ومحمد عبد اللاه ونهى زكريا للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي)