من معيان لوبيل وجيمس ماكنزي
القدس (رويترز) - يتهيأ رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو على ما يبدو للعودة إلى السلطة بعد أن أظهرت نتائج استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء أن كتلته اليمينية تتجه نحو تحقيق أغلبية ضئيلة بفضل النتائج الطيبة التي حققها حلفاؤه من اليمين المتطرف.
ووفقا لاستطلاعات الرأي التي أجراها التلفزيون الإسرائيلي، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأطول بقاء في السلطة، والذي يُحاكم حاليا بتهم فساد لكنه ينفيها، يستعد للفوز بأغلبية تبلغ 61 أو 62 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا.
وقال نتنياهو (73 عاما) في مقطع فيديو بثته قناة كان 11 التلفزيونية الرسمية الإسرائيلية "إنها بداية جيدة"، لكنه أضاف أن استطلاعات الرأي ليست العدد الحقيقي.
وليس من المتوقع الإعلان عن النتائج النهائية إلا في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، واندلعت الخلافات على الفور مع تحذير حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو من محاولات محتملة لتزوير النتائج.
وأثارت خامس انتخابات إسرائيلية في أقل من أربع سنوات سخط العديد من الناخبين، ولكن تم تسجيل أعلى نسبة مشاركة منذ عام 1999.
ويستعد إيتمار بن غفير وقائمته المتشددة (الصهيونية الدينية) لأن تكون ثالث أكبر حزب في البرلمان بعد صعودها في الآونة الأخيرة في الحياة السياسية.
وانتهت فترة نتنياهو القياسية في رئاسة الوزراء والتي بلغت 12 عاما في يونيو حزيران 2021 عندما نجح يائير لابيد المنتمي إلى تيار الوسط وشريكه نفتالي بينيت في تشكيل تحالف تضمن حزبا عربيا للمرة الأولى.
وتصدر ملفا الأمن وارتفاع الأسعار قائمة مخاوف الناخبين في حملة انتخابية بدأت بعدما تسببت الانشقاقات في انهيار ائتلاف رئيس الوزراء لابيد غير التقليدي الذي ضم أحزابا من اليمين والوسط، وحزبا عربيا للمرة الأولى.
* "لا شريك لنا في إسرائيل للسلام"
طغت على الحملة الانتخابية الشخصية المؤثرة لنتنياهو، الذي فاقمت معاركه القانونية حالة الجمود التي تعرقل النظام السياسي الإسرائيلي منذ أن وُجهت له اتهامات بالرشوة والتزوير وخيانة الأمانة في 2019.
ومن المنتظر أن يحصل حزب لابيد (هناك مستقبل) على 54-55 مقعدا، مما يجعله ثاني أكبر حزب في البرلمان وفقا للاستطلاعات.
وفي حديثه إلى أنصاره في مقر حزبه، امتنع لابيد عن الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات وقال إنه سينتظر حتى ظهور النتائج النهائية.
وقال لابيد "ليست لدينا نية للتوقف. سنواصل الكفاح من أجل أن تكون إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية وليبرالية وتقدمية".
وبنى لابيد حملته الانتخابية على الاقتصاد والإنجازات الدبلوماسية التي تحققت مع دول من بينها تركيا ولبنان. لكن ذلك لم يكن كافيا لإيقاف تقدم اليمين.
لكن النتائج ستجعل نتنياهو معتمدا على دعم بن غفير وزعيم اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش، اللذين خففا بعض مواقفهما المتطرفة المناهضة للعرب لكنهما ما زالا يدعوان إلى طرد أي شخص يعتبر غير موال لإسرائيل من البلاد.
ويثير احتمال انضمام بن غفير، وهو عضو سابق في حركة كاخ المدرجة على قوائم مراقبة الإرهاب في إسرائيل والولايات المتحدة وأدين سابقا بالتحريض العنصري، إلى حكومة يقودها نتنياهو قلق واشنطن.
كما عزز ذلك شكوك الفلسطينيين في احتمال التوصل إلى حل سياسي للصراع بعد حملة انتخابية جرت وسط عنف مستمر منذ أشهر في الضفة الغربية المحتلة تضمن مداهمات واشتباكات بصورة شبه يومية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في بيان "نتائج الانتخابات أكدت ما كان يقينا لنا من أنه لا شريك لنا في إسرائيل للسلام"
وقد تتأثر النتيجة بما إذا كان حزب التجمع الوطني الديمقراطي، وهو حزب عربي صغير، قد تجاوز العدد اللازم للدخول إلى البرلمان، الأمر الذي قد يزعزع توزيع المقاعد ويحتمل أن يحبط نتنياهو.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية إنها لم تجد أي مؤشر على أي تلاعب وأضافت أنه لا يوجد أساس للشائعات حول وجود تزوير.
(إعداد أحمد ماهر للنشرة العربية)