من توم بالمفورث جوناثان لانداي
كييف/نوفولكسندريفكا(أوكرانيا) (رويترز) - أمر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يوم الأربعاء قواته بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر دنيبرو في مواجهة هجمات أوكرانية بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا فيما يمثل تراجعا كبيرا ونقطة تحول محتملة في الحرب.
وتوخت أوكرانيا الحذر في ردها على إعلان الانسحاب. وقال ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لرويترز إن بعض القوات الروسية ما زالت في خيرسون وإنه من السابق لأوانه الحديث عن انسحاب.
وقال بودولياك في تصريح لرويترز "لا معنى للحديث عن انسحاب روسي قبل أن يرفرف العلم الأوكراني فوق خيرسون".
وخيرسون هي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا منذ غزوها في فبراير شباط، وسيمثل التخلي عنها انتكاسة كبيرة لما تسميه موسكو "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وقال الجنرال سيرجي سوروفكين، القائد العام للقوات الروسية، في كلمة عبر التلفزيون، إنه لم يعد من الممكن توصيل الإمدادات إلى مدينة خيرسون. وأضاف أنه اقترح إقامة خطوط دفاعية على الضفة الشرقية للنهر.
وقال شويجو لسوروفكين "أتفق مع استنتاجاتك ومقترحاتك. بالنسبة لنا، فإن حياة وصحة الجنود الروس هي دائما أولوية. ويجب علينا أيضا أن نأخذ في الاعتبار التهديدات التي يتعرض لها السكان المدنيون.
"واصل سحب القوات واتخذ جميع الإجراءات لضمان النقل الآمن للأفراد والأسلحة والمعدات عبر نهر دنيبرو".
وجاءت هذه الأخبار بعد أسابيع من التقدم الأوكراني نحو المدينة وجهود روسيا لنقل عشرات الآلاف من سكانها.
وقال سوروفكين "سننقذ أرواح جنودنا والقدرة القتالية لوحداتنا. إبقاؤهم على الضفة اليمنى (الغربية) بلا جدوى. يمكن استخدام بعضهم على جبهات أخرى".
*وفاة مسؤول روسي كبير
ومما فاقم الشعور بالفوضى الروسية في خيرسون، لقي كيريل ستريموسوف، المسؤول الثاني لموسكو في المنطقة، حتفه يوم الأربعاء فيما قالت موسكو عنه إنه حادث سيارة.
وكان ستريموسوف أحد أبرز الوجوه المعبرة عن الاحتلال الروسي. وكانت أوكرانيا تنظر إليه على أنه متواطئ وخائن.
وفي بيان مصور قبل ساعات فقط من وفاته، هاجم ستريموسوف من وصفهم بالأوكرانيين "النازيين" وقال إن الجيش الروسي "يسيطر بشكل كامل" على الوضع في الجنوب.
وخيرسون هي المدينة الرئيسية في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه وهي واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلن الرئيس فلاديمير بوتين في سبتمبر أيلول الماضي أنه يضمها إلى روسيا "إلى الأبد". وقال الكرملين إنه وضعها الآن تحت المظلة النووية لموسكو.
لكن في الأسابيع القليلة الماضية تصاعدت تكهنات بأن موسكو قد تسحب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو أو ترسخ تواجدها لتخوض معركة دامية.
وفي وقت سابق يوم الأربعاء، تم تفجير الجسر الرئيسي الواقع على طريق خارج مدينة خيرسون.
وأظهرت صور منشورة على الإنترنت امتداد جسر داريفكا على الطريق السريع الرئيسي شرق خيرسون وقد انهار تماما في مياه نهر انهوليتس، أحد روافد نهر دنيبرو. وتحققت رويترز من موقع الصور.
وتكهن الأوكرانيون الذين نشروا صورا للجسر المدمر أن القوات الروسية نسفته استعدادا للانسحاب.
وأشار فيتالي كيم، الحاكم الأوكراني لمنطقة ميكولايف، المتاخمة لخيرسون، إلى أن القوات الأوكرانية طردت بعض الروس.
وقال كيم في بيان على قناته على تليجرام "القوات الروسية تشكو من أنه تم طردها بالفعل من هناك".
وتوقع مدونو الحرب الروس، المؤثرون، إعلان الانسحاب الذي وصفوه بأنه ضربة مريرة.
وقالت مدونة (وور جونزو)، التي تحظى بأكثر من 1.3 مليون مشترك على تيليجرام، "يبدو أننا سنغادر المدينة، مهما كان الأمر مؤلما علينا أن نكتب عنه الآن".
وأضافت "بعبارات بسيطة، لا يمكن استمرار السيطرة على خيرسون بأيدي عارية. نعم، هذه صفحة سوداء في تاريخ الجيش الروسي. الدولة الروسية. صفحة مأساوية".
(إعداد علي خفاجي ومروة سلام للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)