دبي (رويترز) - انتشرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عدم ترديد فريق كرة الماء الإيراني للنشيد الوطني أثناء مباراة في تايلاند، الأمر الذي اعتبرته الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة أحدث مظهر للتضامن من جانب الرياضيين.
ونشر كثير من مستخدمي تويتر الإيرانيين المقطع المصور الذي ظهر فيه أعضاء فريق الرجال وهم لا يرددون النشيد الوطني أثناء عزف موسيقاه قبل مباراة مع الهند ضمن البطولة الآسيوية في بانكوك يوم الثلاثاء.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة المقاطع المصورة ولم يتسن الحصول على تعقيب من اتحاد السباحة والغطس وكرة الماء الإيراني.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن مساعدة وزير الرياضة الإيراني مريم كاظمي بور قولها اليوم الأربعاء إن بعض الرياضيات الإيرانيات تصرفن بما يتنافى مع التقاليد الإسلامية في مناسبات دولية ثم لم يلبثن أن اعتذرن.
ورأي بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أن رفض ترديد النشيد الوطني يهدف لإبداء التضامن مع الاحتجاجات المستمرة منذ ثمانية أسابيع وتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه حكام إيران منذ ثورة 1979.
وقال أحد مستخدمي تويتر من حساب غير موثق "أحد أكثر التصرفات جرأة من جانب فريق كرة الماء الوطني الإيراني. نعرف الفرق الرياضية التي انحازت إلى جانب الشعب ونقدر دعمكم".
واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في سبتمبر أيلول بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي احتجزتها شرطة الأخلاق بزعم مخالفتها قواعد الزي الصارمة التي تفرضها الجمهورية الإسلامية على النساء.
واتسعت رقعة الاحتجاجات سريعا بمشاركة الكثيرين من طلبة وأطباء ومحامين وعمال ورياضيين.
وشنت ميليشيا الباسيج وقوات أمنية أخرى حملة قمع شديدة لمواجهة الاضطرابات لكن المحتجين يتمسكون بمطلبهم في إنهاء حكم رجال الدين بقيادة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وقالت منظمة هنجاو الحقوقية إن أصحاب المتاجر في المدن التي تقطنها أغلبية كردية بدأوا إضرابا يوم الأربعاء حدادا على عشرات قتلوا في مدينة زاهدان في 30 سبتمبر أيلول.
وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصا هناك على الأقل. وعزلت السلطات في زاهدان قائد الشرطة ورئيس نقطة الشرطة القريبة من مكان وقوع القتلى.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن أصحاب المتاجر في بلدة ولي عصر بطهران أغلقوا متاجرهم أيضا بمناسبة مرور 40 يوما على وقوع حوادث القتل.
* دعم من الرياضيين
ولم يكن عزوف فريق كرة الماء عن ترديد النشيد الوطني هي المرة الأولى التي يتخذ فيها الرياضيون الإيرانيون إجراءات فُسرت على نطاق واسع على أنها إشارات لتأييد الاحتجاجات.
ففي الأسبوع الماضي، رفض لاعبو منتخب إيران لكرة القدم الشاطئية ترديد النشيد الوطني في بداية مباراة نصف النهائي في بطولة مع الإمارات العربية المتحدة في دبي، وذلك وفقا لحساب ناشط على تويتر يُعرف باسم 1500 تصوير.
وذكر حساب الناشط أن لاعبي فريق كرة القدم الشاطئية لم يهتفوا ولم يحتفلوا يوم الأحد بعد فوزهم على البرازيل وتحقيق لقب البطولة.
واحتفل أحد اللاعبين الإيرانيين بعد إحراز هدف بالتظاهر بقص شعره، وهو أحد مظاهر الاحتجاج من قبل الإيرانيات اللواتي كن في طليعة الاحتجاجات.
وقال الاتحاد الإيراني لكرة القدم الشاطئية في بيان يوم الاثنين إن تصرفات اللاعبين "غير حكيمة".
وانتقد مستخدم آخر على تويتر، يعرف على الموقع باسم مهدي أندرزيان، وهو باحث دكتوراة، السلطات لعدم سرعة قمع المعارضة قائلا "السيد وزير الرياضة، لو كنت عاقبت لاعبي كرة القدم الشاطئية، لما استخف لاعبو كرة الماء بنشيد الجمهورية الإسلامية!".
ويوم الأحد شاركت لاعبة التزلج نيلوفر مارداني في مسابقة رياضية في تركيا بدون حجاب. ونشرت في وقت لاحق مقطعا مصورا على حسابات بتطبيق تيليجرام، لم يتسن لرويترز التحقق منها، وهي تعتذر عن ذلك.
وقالت في المقطع إن مشاركتها في مسابقة التزلج المقامة في تركيا كانت بصفة مستقلة، وإنها لم تنتبه إلى سقوط حجابها عندما خلعت خوذتها.
وأضافت أن "وسائل الإعلام الأجنبية" تلاعبت بقصتها.
وقالت وزارة الرياضة الإيرانية إن اللاعبة لم تحصل على موافقتها للمشاركة في المسابقة في تركيا. وانتقدت ما فعلته وقالت إنها لم تعد ضمن صفوف الفريق الوطني منذ الشهر الماضي.
وقالت وكالة أنباء هرانا إن 321 محتجا قتلوا في الاحتجاجات حتى يوم الاثنين بينهم 50 طفلا، بينما أفادت وسائل إعلام رسمية الشهر الماضي بمقتل أكثر من 46 من أفراد قوات الأمن.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير محمود عبد الجواد وسها جادو)