بانكوك (رويترز) - دعت كاملا هاريس (NYSE:LHX) نائبة الرئيس الأمريكي لاجتماع طارئ يوم الجمعة لعدد من زعماء الدول الحليفة للولايات المتحدة على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي (أبك) المنعقدة بالعاصمة التايلاندية بانكوك وخرجت المسؤولة الأمريكية ومعها زعماء خمس دول أخرى من القمة لإدانة كوريا الشمالية بعد أن أجرت اختبارا لصاروخ باليستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى الأراضي الأمريكية.
ونفذت كوريا الشمالية الاختبار الصاروخي قبل ساعات قليلة من بدء القمة التي تُعقد في العاصمة التايلاندية بانكوك وتشارك فيها 21 دولة. واجتمعت هاريس لمناقشة هذا التطور مع زعماء أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وكندا ونيوزيلندا.
وقالت هاريس في الاجتماع "هذا السلوك الذي أقدمت عليه كوريا الشمالية هو انتهاك وقح لقرارات متعددة صادرة من مجلس الأمن الدولي". وأضافت أن هذا التصرف "يزعزع الأمن فى المنطقة ويثير التوترات دون داع".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن السلاح الذي اختبرته كوريا الشمالية يوم الجمعة "صاروخ بعيد المدى... يمكن أن يصيب الكثير والكثير من الدول". وأضاف أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يجب أن يجتمع لمناقشة اختبارات الأسلحة التي أجرتها كوريا الشمالية في الآونة الأخيرة.
وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن على اتصال منتظم مع الصين التي أعاقت في الآونة الأخيرة، ومعها روسيا، جهودا للأمم المتحدة لتشديد عقوبات المنظمة الدولية على بيونجيانج بسبب تجاربها الصاروخية. وتابع المسؤول "نعتقد أن لبكين دورا يمكن أن تلعبه".
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن جوتيريش أدان بشدة إطلاق الصاروخ ودعا بيونجيانج إلى التوقف عن اتخاذ أي إجراءات أخرى استفزازية.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي في إفادة في واشنطن إن كوريا الشمالية تعلمت من كل إطلاق "وهذا مدعاة للقلق".
وأضاف، بعد أن كرر عرض واشنطن استئناف الحوار مع كوريا الشمالية دون شروط مسبقة، أن الولايات المتحدة تعمل بجد مع حليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية "للتأكد من أن بحوزتنا قدرات دفاعية كافية".
وحذر رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا من إجراء كوريا الشمالية المزيد من الاختبارات الصاروخية واحتمال أن تستأنف التجارب النووية للمرة الأولى منذ عام 2017.
وجاء الاختبار الذي أُجري يوم الجمعة بعد اجتماع الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الاثنين وقوله إن الصين يقع عليها التزام محاولة إقناع كوريا الشمالية بعدم استئناف التجارب النووية، مضيفا أن من غير الواضح ما إذا كانت بكين قادرة على إقناعها بذلك.
ومن جهة أخرى، أطلقت الشرطة التايلاندية الرصاص المطاطي لتفريق محتجين مناهضين للحكومة في الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء برايوت تشان أوتشا يفتتح القمة.
وحث برايوت المشاركين في القمة على السعي لتحقيق النمو والتنمية بشكل مستدام بعد التحديات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن فيروس كورونا وتغير المناخ والخصومات السياسية.
وقال أمام الحاضرين ومن بينهم هاريس والرئيس الصيني "لم يعد بمقدورنا العيش كما كنا نعيش. نحن بحاجة إلى تعديل رؤيتنا وأساليب حياتنا وطرق ممارسة الأنشطة الاقتصادية".
ويضم منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي 21 اقتصادا تمثل 38 بالمئة من سكان العالم، و62 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي و48 بالمئة من حجم التجارة العالمية.
ولم يشر برايوت إلى موضوع الصاروخ الكوري الشمالي الذي قال مسؤولون يابانيون إنه سقط على بعد 200 كيلومتر فقط من اليابان وكان مداه كافيا للوصول إلى الولايات المتحدة.
واجتماع أبك هو القمة الثالثة في المنطقة في أسبوع. فقد عقدت قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا شاركت فيها الصين واليابان والولايات المتحدة في كمبوديا بينما اجتمعت مجموعة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية.
وهيمنت على الاجتماعات السابقة الحرب في أوكرانيا والتوترات حول تايوان وشبه الجزيرة الكورية.
ويتطلع نشطاء بشدة لرؤية الزعماء يتصدون لقضايا انعدام الأمن الغذائي وتفاقم التضخم وتغير المناخ وحقوق الإنسان.
وفي تذكرة بالمطالب الشعبية، اشتبك محتجون مناهضون للحكومة مع الشرطة على بعد نحو عشرة كيلومترات من مقر القمة بوسط بانكوك بعد محاولة قلب سيارة للشرطة عليها ملصقات لبرايوت وشي.
وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي متظاهرين يحاولون قلب سيارة شرطة، ويلقون المقذوفات عليها ويهاجمون أفرادها، بينما يتقدم رجال شرطة خلف دروع واقية نحوهم ويضربونهم بالهراوات.
وقال مسؤول مكلف بأمن القمة إن الشرطة أطلقت الرصاص المطاطي لتفريق نحو 350 محتجا مناهضا للحكومة. وقالت الشرطة إنها اعتقلت عشرة أشخاص.
وحث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القمة على العودة إلى تبني القواعد الدولية والعمل المتعدد الأطراف من أجل تحقيق السلام والاستقرار في العالم.
وأضاف أن حرب روسيا في أوكرانيا "عدوان على القواعد الدولية". وطالب الدول بالتصدي لعدم المساواة وعدم الاستقرار في العالم.
وجاء في بيان مشترك للوزراء المشاركين في أبك أن بعض الدول الأعضاء أدانت الحرب. وأضاف "هناك وجهات نظر أخرى وتقييمات مختلفة للوضع والعقوبات". وتابع البيان أن أبك ليست المنتدى الذي يحل القضايا الأمنية.
وروسيا عضو في مجموعة العشرين وأبك لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحضر أيا من القمتين.
(إعداد محمد حرفوش ومحمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)