من توبي ديفيز
الريان (قطر)(رويترز) - سجلت إيران هدفين بعد الدقيقة الثامنة من الوقت المحتسب بدل الضائع لتنتزع فوزا مذهلا 2-صفر على ويلز، مما بعث روحا جديدة في حملتها بكأس العالم لكرة القدم وترك ويلز في حالة ترقب قبل مباراة حاسمة أمام إنجلترا.
وبعد طرد حارس ويلز وين هينيسي في الدقيقة 87، جاءت نهاية المباراة رائعة لإيران، حيث قاد روزبه جشمي الفريق للتقدم قبل أن يضيف رامين رضا ييان هدفا آخر في الدقيقة 11 من الوقت المحتسب بدل الضائع.
ولم يكن بالإمكان معرفة إيران، التي كانت ستواجه الخروج من البطولة إذا خسرت يوم الجمعة، عند مقارنتها بالتشكيلة التي خسرت أمام إنجلترا 6-2 في المباراة الافتتاحية وبدت الأحق بالفوز حتى لو جاء متأخرا.
وتصدى اطار المرمى مرتين لمحاولات من فريق المدرب كارلوس كيروش في الشوط الثاني من اللقاء الذي أقيم على استاد أحمد بن علي واستفاد أكثر من اللعب بزيادة عددية بعد طرد هينيسي عقب التحام مروع بالرأس ضد مهدي طارمي.
ورفع الفوز رصيد إيران إلى ثلاث نقاط في المجموعة الثانية، بفارق نقطتين عن ويلز، التي تعادلت 1-1 مع الولايات المتحدة في المباراة الافتتاحية، فيما تواجه إنجلترا منتخب أمريكا في وقت لاحق يوم الجمعة.
وستصل المجموعة إلى ذروة الإثارة يوم الثلاثاء المقبل، عندما تواجه ويلز منافسها التاريخي إنجلترا وتلعب إيران أمام الولايات المتحدة.
وستتأهل إنجلترا إلى الدور التالي في حال فوزها في وقت لاحق يوم الجمعة بينما أكدت إيران يوم الجمعة أن لديها ما يمكنها اللعب من أجله.
وشكل الفوز إضافة أخرى بالنسبة للأندية الآسيوية بعد فوز السعودية المفاجئ على الأرجنتين وانتصار اليابان على ألمانيا، مع استمرار الهجوم على قواعد كرة القدم التقليدية في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ومرة أخرى، سيطرت التكهنات على استعدادات إيران للمباراة وخاصة فيما يتعلق بكيفية رد اللاعبين على الاحتجاجات المناهضة للحكومة في الداخل وما إذا كانوا سيرددون النشيد الوطني أم سيظلون في حالة صمت كما فعلوا قبل مباراة إنجلترا.
وردد اللاعبون النشيد الوطني، على وقع صيحات استهجان وسخرية من قبل الجماهير مع ظهور بعض الصور لمشجعين يبكون في المدرجات.
وجاء أداء إيران مناقضا بشكل كبير للأداء السيء في المباراة الافتتاحية، حيث أظهرت طموحا أكبر بكثير ومغامرة هجومية وتمريرات سريعة.
وقال كيروش "لم أغير شيئا على الإطلاق. تأقلم اللاعبون معا اليوم.
"إنهم لا يفكرون سوى في لعب كرة القدم دون خوف، استطاعوا التعبير عن أنفسهم. ولهذا السبب نجحنا".
* نهاية مثيرة
ولم يكن هناك ما يدعو إلى للهتاف في الشوط الأول حيث سدد كيفر مور لاعب ويلز الكرة ليبعدها الحارس سيد حسين حسيني واعتقد الإيراني علي قلي زادة أنه افتتح التسجيل لكن تم الغاء الهدف بداعي التسلل.
وبدأ الشوط الثاني بإهدار فرصة ثلاثية حيث ارتدت تسديدة سردار آزمون إلى علي قلي زادة، الذي ارتدت تسديدته من القائم لتعود إلى أزمون الذي كان في الانتظار، ليلعبها برأسه بين يدي الحارس هينيسي.
وتقدم هينيسي لإنقاذ ويلز مرة أخرى في الدقيقة 70، حيث ابعد تسديدة سعيد عزت الله المنخفضة من مسافة بعيدة بأطراف أصابعه قبل أن يطرد لتبدأ نهاية محمومة للقاء.
وانطلق هينيسي من منطقة الجزاء لكن طارمي استطاع اقتناص الكرة منه ليتبعه الحارس ويضربه بركبته في وجهه.
وأشهر الحكم في البداية البطاقة الصفراء، ولكن سرعان ما تبع ذلك بالتوجه إلى شاشة حكم الفيديو المساعد ليشهر البطاقة الحمراء في النهاية.
ومع مرور الوقت بشكل أسرع خلال الوقت المحتسب بدل الضائع، اعتقدت ويلز أنها نجت، لكن جشمي كان لديه رأي آخر.
فعندما وجدت الكرة طريقها إليه على حافة المنطقة، هيأها بلمسة وسدد بقوة في الزاوية السفلى للمرمى وهي تسديدة وصلت سرعتها إلى 64 كيلومترا في الساعة وفقا للاتحاد الدولي (الفيفا).
وانطلق جشمي محتفلا بالهدف قبل أن يقفز بقية زملائه وبدلاء إيران فوقه لمشاركته الاحتفال.
وهزت تلك التسديدة ويلز بشدة وتركتها مستعدة لاستقبال هدف رضا ييان بعد ذلك.
وانطلق طارمي من اليسار ولعب الكرة إلى رضا ييان في مساحة خالية كبيرة في اليمين. وانطلق رضا ييان نحو حارس ويلز البديل داني وارد قبل أن يرسل الكرة بهدوء من فوقه نحو الشباك.
وقال روب بيدج مدرب ويلز "أداؤنا قبل حالة الطرد لم يكن مقبولا.
"كنا نأمل أن يتناغم كل شيء اليوم، لكننا لم نكن قريبين من المستويات التي حددناها والمعايير التي وضعناها في المباريات السابقة".
(إعداد أحمد عبد اللطيف للنشرة العربية)