من مارتن هيرمان
الخور (قطر) (رويترز) - واجهت إنجلترا اختبارا واقعيا، حيث تفوق عليها فريق أمريكي شاب خلال فترات طويلة من مواجهة الفريقين في الجولة الثانية بالمجموعة الثانية في كأس العالم لكرة القدم ليتعادلا سلبيا يوم الجمعة.
وبعد الفوز الساحق 6-2 على إيران يوم الاثنين الماضي زادت طموحات الجماهير الإنجليزية، لكن فريق المدرب جاريث ساوثجيت كان محظوظا لعدم تعرضه لكارثة مماثلة لهزيمته أمام الأمريكيين في كأس العالم 1950.
ويمكن لإنجلترا التأهل لدور الستة عشر في حال تجنب هزيمة ثقيلة أمام ويلز في اخر مبارياتها بالمجموعة، لكن الفريق تعرض لصيحات استهجان مع صفارة النهاية وسيحتاج لتطوير أدائه كثيرا إذا ما أراد الاستمرار في البطولة لفترة طويلة.
وقدم الفريق الأمريكي أداء رائعا وسريعا لكنه قد يندم على عدم إقصاء المنتخب الإنجليزي صاحب المركز الثاني على الرغم من تأهله لدور الستة عشر للمرة الخامسة في تاريخه منذ نسخة 1994 في حال فوزه على إيران.
وقال كريستيان بوليسيك، أحد خمسة لاعبين أمريكيين يلعبون في إنجلترا شاركوا بالتشكيلة الأساسية، "التعادل ليس نتيجة سيئة، لكن شعرت لفترات طويلة في المباراة أننا هيمنا عليها".
وردت العارضة تسديدة بوليسيك لاعب تشيلسي وفشلت أمريكا في استغلال عدة فرص في الشوط الأول أمام فريق إنجليزي متراجع الأداء.
وسنحت فرص محدودة وقليلة لقائد إنجلترا هاري كين الذي أرسل ضربة رأس كانت ستمنح إنجلترا فوزها الأول في كأس العالم على الولايات المتحدة في محاولته الثالثة، بينما كانت محاولة ميسون ماونت الأقرب للمرمى قبل نهاية الشوط الأول.
ورغم أن الأداء والنتيجة جاءا مخيبين للآمال، لكن إنجلترا تتصدر المجموعة بأربع نقاط ولا تزال الأقرب للتأهل إلى دور الستة عشر.
وتملك الولايات المتحدة، التي تعادلت مع ويلز يوم الاثنين الماضي، نقطتين وستخوض مباراتها الأخيرة أمام إيران يوم الثلاثاء المقبل من أجل الفوز للتأهل لدور الستة عشر.
وتأتي إيران في المركز الثاني بثلاث نقاط بينما تتذيل ويلز الترتيب بنقطة واحدة ولا تزال جميع الاحتمالات ممكنة في الجولة الأخيرة عندما تلتقي إنجلترا مع ويلز يوم الثلاثاء.
وقال كين، الذي لا يزال بعيدا بفارق هدفين عن وين روني الهداف التاريخي لإنجلترا برصيد 53 هدفا، "لم نقدم أفضل أداء لنا بالتأكيد. استحوذنا على الكرة لفترات جيدة، لكن لم ننجح في هز الشباك. التعادل ليس سيئا لنا. كنا نواجه فريقا قويا وسنمضي قدما".
ولأول مرة في 54 مباراة لم يغير جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا التشكيلة الأساسية لكن قبل نهاية الشوط الأول بدا الفريق ليس هو الذي سحق إيران بستة أهداف في المباراة الافتتاحية.
* لا يوجد تأثير
افتقد الفريق الإنجليزي رؤية الشاب جود بلينجهام الذي تلقى إشادة كبيرة عقب مباراة إيران لكنه لم يكن له أي تأثير أمام أمريكا وشارك بدلا منه المخضرم جوردان هندرسون في الشوط الثاني.
وبعد يوم واحد من عيد الشكر، سادت أجواء احتفالية في استاد البيت الذي يشبه الخيمة قبل انطلاق المباراة.
واستغرق الفريق الأمريكي بعض الوقت للاستقرار وكان محظوظا عندما منع ووكر زيمرمان تسديدة كين إثر تمريرة عرضية من بوكايو ساكا لتذهب الكرة بعيدا عن المرمى.
وبعدها هيمن الفريق الأمريكي على المباراة.
وأرسل حاجي رايت، التغيير الوحيد للمدرب جريج برهالتر على التشكيلة الأساسية التي تعادلت مع ويلز في المباراة الأولى، ضربة رأس بعيدا عن المرمى وتنفس المنتخب الإنجليزي الصعداء عندما ذهبت تسديدة نصف مباشرة من وستون ماكيني بعيدا عن المرمى.
ثم قاد ماكيني لاعب يوفنتوس، الذي صبغ شعره بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق، تحركا قبل أن تصل الكرة إلى زميله بوليسيك الذي أطلق تسديدة من زاوية صعبة بقدمه اليسرى ارتدت من العارضة في الدقيقة 33.
واستمر تدفق الفرص من الجانب الأمريكي البارع قبل نهاية الشوط الأول، حيث هدد سيرجينيو ديست المرمى الإنجليزي بعد هجمة منظمة قبل أن يرسل بوليسيك ضربة رأس إلى جوار المرمى.
ونهضت إنجلترا بعدها من نعاسها قبل الاستراحة مباشرة عندما أرسل باكايو ساكا تسديدة أعلى المرمى قبل أن يضطر مات تيرنر حارس أمريكا للتصدي لأول فرصة في المباراة عندما أبعد تسديدة منخفضة من ماونت.
وقاوم ساوثجيت إغراء إجراء تبديلات في الشوط الأول، لكن سرعان ما واصل الفريق الأمريكي ضغطه عبر تسديدة من بوليسيك انحرفت بعيدا عن المرمى.
وبعد تمريرة عرضية من ركلة ركنية تدخل المدافع هاري مجواير بشكل حاسم مع تيم ريم.
ولجأ ساوثجيت بعدها إلى مقاعد البدلاء ودفع بهندرسون وزميله جاك جريليش لكن دون تأثير يذكر لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي رقم 12 لإنجلترا في كأس العالم في أكبر عدد من التعادلات لفريق في تاريخ البطولة.
(إعداد أحمد الخشاب للنشرة العربية)