كوتشي (الهند) (رويترز) - أصيب أكثر من 80 شخصا في جنوب الهند عندما اشتبك قرويون أوقفوا عمليات بناء ميناء بقيمة 900 مليون دولار مع الشرطة، في أحدث تصعيد لاحتجاج مستمر منذ أشهر نظمته مجموعة للصيادين أغلبها من المسيحيين ضد أغنى رجل في آسيا.
وتمثل الاحتجاجات المتصاعدة مصدر قلق كبير لشركة أداني للملياردير جوتام أداني، وهي شركة للموانئ والخدمات اللوجستية تبلغ قيمتها 23 مليار دولار، والتي اضطرت لوقف أعمال التشييد والبناء في ميناء فيزينجام الذي يعد موقعه على الطرف الجنوبي للهند عامل جذب لاقتناص عمليات من موانئ في دبي وسنغافورة وسريلانكا.
وتوقفت أعمال البناء منذ أكثر من ثلاثة أشهر بعد أن سد القرويون مدخل الميناء وقالوا إن المشروع تسبب في تآكل السواحل وحرمانهم من سبل رزقهم.
وفي مطلع الأسبوع، اعتقلت الشرطة عددا من المحتجين بعد أن منعوا مركبات للبناء تابعة لأداني من دخول الميناء على الرغم من صدور أمر قضائي باستئناف العمل.
ودفعت الاعتقالات المئات من المحتجين، بقيادة قساوسة كاثوليك، إلى التجمع عند مركز الشرطة والاشتباك مع الأفراد وتدمير سيارات في الموقع، وفقا لوثائق للشرطة ولقطات بثها تلفزيون محلي.
وقال أجيث كومار المسؤول البارز بالشرطة المحلية لرويترز إن 36 من رجال الشرطة أصيبوا في الاشتباكات. وقال جوزيف جونسون، أحد زعماء الاحتجاج، إن 46 محتجا على الأقل أصيبوا أيضا.
والهدف من بناء الميناء هو ربط طرق التجارة المربحة بين الشرق والغرب، لتعزيز المشاركة العالمية لأعمال الملياردير أداني، والتي تفيد تقديرات مجلة فوربس بأنه ثالث أغنى رجل في العالم.
ولم ترد مجموعة أداني حتى الآن على طلب للتعليق بشأن الاحتجاج الأحدث. وقالت الشركة إن الميناء يلتزم بجميع القوانين، مشيرة إلى دراسات تظهر أنه غير مرتبط بتآكل السواحل. وقالت حكومة ولاية كيرالا أيضا إن أي تآكل يعود لأسباب طبيعية.
* النزاعات الصناعية الرئيسية في الهند
استمرت الاحتجاجات على الرغم من الأوامر المتكررة الصادرة عن المحكمة العليا في ولاية كيرالا بالسماح ببدء البناء. ولم تكن الشرطة ترغب في اتخاذ أي إجراء، خشية أن يؤدي ذلك إلى توترات اجتماعية ودينية.
وقالت الشرطة في وثيقة القضية عن الاشتباكات "جاءوا ومعهم أسلحة واقتحموا المركز واحتجزوا أفرادا من الشرطة رهائن وهددوا إذا لم يتم الإفراج عن المقبوض عليهم سيضرمون النار في مركز الشرطة".
وتعيد الاحتجاجات في الميناء الهندي التذكير برد الفعل العنيف الذي واجهه أداني في أستراليا بسبب منجم للفحم في كارمايكل. وأجبر النشطاء القلقون بشأن انبعاثات الكربون والأضرار التي لحقت بالحاجز المرجاني العظيم في أستراليا أداني على تقليص أهداف الإنتاج وتأخير أول شحنة من الفحم في المنجم ست سنوات.
(إعداد سلمى نجم وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)