من أندرو أوسبورن وكالب ديفيس
(رويترز) - اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بلعب دور مباشر وخطير في حرب أوكرانيا، قائلا إن واشنطن حولت كييف إلى تهديد وجودي لموسكو لا يمكنها تجاهله.
وخلال حديثه في مؤتمره الصحفي السنوي في موسكو يوم الخميس، اتهم لافروف الولايات المتحدة وحلف الأطلسي بمحاولة تصعيد التوتر في بحر الصين الجنوبي ومحاولة تقويض عمل أي هيئة إقليمية تهدف إلى تعزيز الحوار، مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ورابطة دول جنوب شرق آسيا.
ودافع لافروف عن الحملة التي تشنها روسيا باستخدام الغارات الجوية والطائرات المسيرة والصواريخ لتدمير البنية التحتية الأوكرانية، وهي الهجمات التي وصفتها كييف والغرب بأنها جرائم حرب.
وقال لافروف إن بلاده "تعطل عمل منشآت الطاقة (في أوكرانيا) التي تسمح لكم (الغرب) بجلب أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا لقتل الروس".
وأضاف "لذلك، لا تقولوا إن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لا يشاركان في هذه الحرب - فأنتم تشاركون بشكل مباشر. ولا تقتصر المشاركة على توريد الأسلحة فحسب، بل أيضا تدريب الأفراد - فأنتم تدربون الجيش (الأوكراني) على أراضيكم".
ويرفض الغرب موقف لافروف وإصراره على الحديث عن نقاط دأبت روسيا على تكرارها.
ويتهم الغرب روسيا، التي غزت أوكرانيا في 24 فبراير شباط الماضي، بأنها دولة عدوانية. وتقول القوى الغربية إنها تسلح كييف وتدرب الأوكرانيين لمساعدتهم على استعادة أراضيهم وإن أوكرانيا ليس لديها مخططات إقليمية على الأراضي الروسية.
وتصف روسيا، التي هيمنت على أوكرانيا قبل انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، تدخلها في أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" لحماية أمن موسكو.
وألقى لافروف خطابه المعادي للغرب في الوقت الذي دخل فيه الغزو الروسي لأوكرانيا شهره العاشر مع تصاعد وتيرة القتال في شرق أوكرانيا. ولا يزال المسؤولون في بعض أنحاء أوكرانيا يبذلون جهودا حثيثة لإعادة الكهرباء التي عطلتها الغارات الروسية.
واتهم لافروف الغرب بمحاولة استغلال الصراع لتدمير روسيا، قائلا "الحديث عن اهتمام الغرب بالتوصل إلى نوع من التسوية السلمية لا يثير اهتمامنا
" لقد أعلن الغرب علنا أنه لا يرغب فقط في هزيمة روسيا في ساحة المعركة. لكنه قال إنه يجب تدمير روسيا كطرف كلية، حتى أن البعض يعقد مؤتمرات خاصة للتكهن بعدد الأجزاء التي ستتقسم روسيا إليها ومن سيقود أي جزء".
ويبدو أن لافروف يشير في حديثه إلى تصريحات بعض السياسيين الغربيين الذين قالوا إنهم يريدون ضمان ألا تشكل روسيا تهديدا للدول المجاورة في المستقبل، وأيضا إلى تصريحات بعض السياسيين الأوكرانيين الذين أثاروا تكهنات حول المدة التي يمكن لروسيا أن تحافظ على وحدتها فيها كدولة واحدة.
*محادثات؟
على الرغم من أن لافروف كرس معظم حديثه لانتقاد الغرب، إلا أنه أوضح أن روسيا منفتحة على إجراء محادثات مع أوكرانيا والولايات المتحدة.
وقال لافروف إن روسيا مستعدة للاستماع إلى أي شخص يريد إجراء محادثات ولم تتجنب أبدا أي اتصالات محتملة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأشار لافروف إلى أن بلاده أبدت استعدادها لمناقشة الأمر بعدما استقبلت القادة الألمان والفرنسيين للحديث عن الوضع في أوكرانيا.
وترفض أوكرانيا الدخول في أي محادثات قبل انسحاب روسيا من أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.
وتقول كييف إن روسيا سوف تستغل هذه المحادثات كفرصة لكسب الوقت وإعادة بناء قواتها المسلحة.
ووصف لافروف هذا الأمر بأنه "سخيف" وشكا مما أسماه التوقعات الأمريكية "الساذجة" بأن روسيا ستواصل المحادثات المتعلقة بالاستقرار النووي في وقت قال فيه إن الغرب يستخدم أوكرانيا لتدمير روسيا.
وكانت موسكو قد انسحبت من المحادثات المقررة هذا الأسبوع بشأن معاهدة ستارت النووية الجديدة بين البلدين.
وقال لافروف "في الوقت الحالي، لا نسمع أي أفكار ذات مغزى، (لكن) إذا كانت هناك مقترحات من الرئيس (بايدن) ومن أعضاء آخرين في إدارته، فلن نتردد أبدا في التواصل معهم".
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)