دبي (رويترز) - دعا محتجون في إيران يوم الأحد إلى إضراب لمدة ثلاثة أيام هذا الأسبوع في تصعيد للضغط على السلطات بعد إعلان المدعي العام حل شرطة الأخلاق التي أدى احتجازها لشابة كردية ثم وفاتها إلى اندلاع شهور من الاحتجاجات.
ولم يصدر تأكيد لحل شرطة الأخلاق من وزارة الداخلية المسؤولة عن هذه القوة وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن المدعي العام محمد جعفر منتظري غير مسؤول عن الإشراف على هذه القوة.
وقال مسؤولون إيرانيون كبار مرارا إن طهران لن تغير سياسة الإلزام بالحجاب رغم الاحتجاجات التي بدأت قبل 11 أسبوعا.
ولقي مئات الأشخاص حتفهم في الاضطرابات التي اندلعت في سبتمبر أيلول بعد وفاة الكردية مهسا أميني (22 عاما) بعد احتجاز شرطة الأخلاق لها بسبب مخالفتها قواعد الحجاب.
وذكرت منشورات فردية نشرتها حسابات لم تتحقق منها رويترز على تويتر أن المحتجين الساعين إلى مواصلة تحديهم لرجال الدين الذين يحكمون إيران دعوا إلى إضراب اقتصادي لمدة ثلاثة أيام ومسيرة باتجاه ساحة آزادي (الحرية) في طهران يوم الأربعاء.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس إيراهيم رئيسي كلمة أمام الطلاب في جامعة طهران في نفس اليوم بمناسبة يوم الطالب في إيران.
وأسفرت دعوات مماثلة للإضراب والتعبئة الجماهيرية في الأسابيع الماضية عن تصعيد للاضطرابات التي عمت البلاد وهي أكبر احتجاجات مناهضة للحكومة منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وذكرت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) أنه حتى يوم السبت لقي 470 محتجا حتفهم بينهم 64 قاصرا. وأضافت أنه تم اعتقال 18210 متظاهرين كما لقي 61 من قوات الأمن حتفهم.
وقال مجلس الأمن القومي الإيراني يوم السبت إن عدد القتلى بلغ 200.
ويقول سكان على وسائل التواصل الاجتماعي وصحف مثل صحيفة شرق اليومية إن وجود شرطة الأخلاق في الشوارع تقلص في الأسابيع الأخيرة إذ تحاول السلطات على ما يبدو تجنب إثارة المزيد من الاحتجاجات.
ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية شبه الرسمية يوم السبت عن منتظري قوله إنه تم حل شرطة الأخلاق.
ونُقل عن منتظري قوله "نفس السلطة التي أنشأت هذه الشرطة حلتها".
وأضاف أن شرطة الأخلاق لا تخضع للسلطة القضائية التي "تواصل مراقبة التصرفات السلوكية على مستوى المجتمع".
وقالت قناة العالم التلفزيونية الحكومية إن وسائل الإعلام الأجنبية تصور تصريحاته على أنها "تراجع من جانب الجمهورية الإسلامية عن موقفها من الحجاب والأخلاق الدينية نتيجة الاحتجاجات" ولكن كل ما يمكن فهمه من تصريحاته هو أن شرطة الأخلاق ليس لها صلة مباشرة بالسلطة القضائية.
*إعدامات
ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن السلطات أعدمت يوم الأحد أربعة أفراد أدينوا بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية (الموساد).
وقالت وكالة تسنيم للأنباء إن الأربعة تم اعتقالهم في يونيو حزيران، قبل الاضطرابات الحالية التي تجتاح البلاد، بعد تعاون بين وزارة الاستخبارات والحرس الثوري.
وأحجم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يشرف على الموساد، عن التعليق.
وتتهم إيران منذ فترة طويلة عدوتها اللدود إسرائيل بتنفيذ عمليات سرية على أراضيها. واتهمت طهران في الآونة الأخيرة أجهزة المخابرات الإسرائيلية والغربية بالتخطيط لحرب أهلية في إيران.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مؤتمر صحفي اليوم الأحد "الدول الغربية تستغل الاحتجاجات للتدخل في شؤون إيران الداخلية".
وكانت وسائل إعلامية قالت يوم الأربعاء إن المحكمة العليا في البلاد أيدت أحكام الإعدام الصادرة بحق الرجال الأربعة لارتكابهم "جريمة التعاون مع أجهزة المخابرات في النظام الصهيوني وجريمة الخطف".
وأشارت وكالة مهر شبه الرسمية للأنباء إلى صدور أحكام على ثلاثة آخرين بالسجن لمدد تتراوح بين خمس وعشر سنوات بعد إدانتهم بجرائم تشمل التآمر على الأمن القومي والمساعدة في الخطف وحيازة أسلحة بشكل غير قانوني.
(إعداد أحمد صبحي ومحمود عبد الجواد للنشرة العربية - تحرير دعاء محمد)