من أحمد الجشتيمي وأندرو ميلز
الرباط/الدوحة (رويترز) - سعى المشجعون المغاربة في قطر سعيا حثيثا للحصول على تذاكر لحضور مباراة منتخبهم مساء يوم الأربعاء في الدور قبل النهائي لكأس العالم لكرة القدم، بينما تصاعدت الأجواء الحماسية في بلادهم حتى مع عدم تمكن البعض من السفر بعد إلغاء رحلات طيران إضافية إلى الدوحة.
وحظي نجاح المغرب ووصوله إلى هذه الدور ليكون أول فريق عربي أو أفريقي يصل إليه في تاريخ النهائيات، بالترحيب في المقاهي من بغداد إلى باماكو، حيث احتفل المشجعون بانتصارات المنتخب المغربي وتفوقه على منتخبات أوروبية كبرى، مثل إسبانيا والبرتغال، في أول كأس عالم تستضيفه دولة عربية.
وسافر آلاف المغاربة بالفعل إلى الدوحة، إذ جاء الكثيرون منهم من المغرب وآخرون من المغتربين في الخليج وما أبعد من ذلك، وساعدوا في ملء الملاعب بلوني العلم الوطني الأحمر والأخضر.
وعزز المشجعون العرب والأفارقة وجودهم مع استعداد المغرب لمواجهة فرنسا الفائزة بلقب كأس العالم مرتين، والتي استعمرت المغرب سابقا ويعيش بها الكثير من المغاربة الآن.
وفي مباريات أخرى خاضها فريق المغرب، احتشد المشجعون الذين لم يحصلوا على تذاكر خارج الملعب وأحيانا أغلقوا المداخل أمام الآخرين واشتبكوا مع الشرطة وغيرهم من المشجعين.
قال مغاربة وصلوا ليل الثلاثاء على متن رحلات إضافية إنهم كانوا يتوقعون الحصول على تذاكر عند الوصول، لكن مع وصولهم قبل ساعات فقط، لم يتأكدوا ما إذا كانوا سيحصلون عليها.
وقال مشجع مغربي يُسمى محمد في أثناء انتظاره مع زوجته وأطفاله الثلاثة أمام ملعب الجنوب في قطر حيث ستقام المباراة "خمسة وتسعون بالمئة من ركاب الطائرة ليس معهم تذاكر".
وأُصيب المسافرون بالإحباط بسبب إلغاء رحلاتهم، الذي ألقت الخطوط الملكية المغربية باللوم فيه على السلطات القطرية، ومع ذلك لم تؤثر الإلغاءات على المزاج الاحتفالي في المملكة.
وقال يوسف شيبو، وهو لاعب سابق في المنتخب المغربي ويعمل محللا لقناة بي.إن الرياضية، إن إلغاء الرحلات الجوية جاء بسبب وصول العديد من المشجعين إلى الدوحة بدون حصولهم على تذاكر المباريات.
* أجواء احتفالية
سادت الأجواء الاحتفالية في المغرب قبل وقت طويل من انطلاق المباراة وشوهدت الأعلام ترفرف من شرفات المنازل والمباني وسط حالة من الفخر على مستوى البلاد. وردد أطفال المدارس في العاصمة الرباط أغاني كرة القدم.
وقال محمد ذو الفضلي عبد الرحمن، وهو أحد مواطني سلطنة بروناي، في أثناء تسوقه في الرباط لشراء قميص المنتخب المغربي لكرة القدم "فوز المغرب سيعني الكثير للمسلمين حول العالم".
وتجاوز الفخرُ بنجاح فريق أفريقي في الوصول إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم حدودَ المغرب.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المباراة، متجاهلا الاقتراحات بوجوب مقاطعتها بعد أن واجهت قطر انتقادات شديدة من منظمات حقوقية بسبب معاملتها للعمال المهاجرين خلال الاستعدادات لهذا المحفل الرياضي العالمي الكبير.
ولم يسبق لأي دولة عربية أن وصلت إلى دور الثمانية لكأس العالم، كما أن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها منتخب أفريقي إلى الدور قبل النهائي.
وقالت أوريلين ميلي (24 عاما) وتعمل مساعدة إدارية في العاصمة الكاميرونية ياوندي "أشعر بسعادة غامرة لأن المغرب لا يزال في السباق لرفع كأس العالم. سيكون ذلك تميزا لأفريقيا".
وبعد فوز المغرب على البرتغال في دور الثمانية يوم السبت، تدفقت التهاني من الرؤساء العرب والأفارقة ورؤساء الوزراء والأساطير الرياضيين.
وفي الرباط، وضعت لوحات إعلانية تحمل صورا للاعبين منفردين أو الفريق بأكمله، وهي الآن محط أنظار المعلنين في شتى المجالات من البنوك إلى شركات الاتصالات. وفي المدينة القديمة، شوهد الباعة الجائلون يحملون مجموعة من الهدايا التذكارية للبيع.
وقال سائق حافلة كان من المفترض أن يقود سيارته لمسافة 500 كيلومتر من الرباط إلى مدينة الناظور اليوم الأربعاء إنه سيغادر يوم الخميس بدلا من يوم الأربعاء.
وقال "سأؤجل مغادرتي حتى الغد لأستمتع بالمباراة"، طالبا عدم نشر اسمه حتى لا يغضب منه صاحب العمل.
(إعداد محمد عطية وأميرة زهران للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)