من توم بالمفورث وبافل بولتيوك
كييف (رويترز) - قال مسؤولون إن القوات الأوكرانية أسقطت 13 طائرة مُسيرة يوم الأربعاء، مع شن روسيا أول هجوم كبير بطائرات مُسيرة على العاصمة كييف خلال أسابيع وبحث الولايات المتحدة إرسال منظومتها المتقدمة للدفاع الجوي (باتريوت) لمساعدة أوكرانيا.
ولا تجري محادثات سلام لإنهاء الصراع الذي تسبب في مقتل ألوف وتشريد ملايين وحوّل مدنا إلى أطلال. ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا هذا الأسبوع إلى بدء الانسحاب بحلول عيد الميلاد كخطوة أولى نحو اتفاق السلام.
وقال الكرملين يوم الأربعاء إن "وقف إطلاق النار في عيد الميلاد" غير مطروح.
وقال فيتالي كليتشكو، رئيس بلدية كييف، إن انفجارات هزت حي شيفتشينكيفسكي بوسط المدينة في وقت مبكر يوم الأربعاء وإن مبنيين إداريين تضررا. ورُفع تحذير من الغارات الجوية بعد ثلاث ساعات من بدء الهجوم.
وفي أحد أحياء كييف، قال سكان يوم الأربعاء إنهم سمعوا صوت طائرة مُسيرة إيرانية من طراز شاهد، المعروفة لدى الأوكرانيين باسم "الدراجة النارية" بسبب هدير محركاتها الصاخب، وتبع الصوت انفجار قوي في مبنى مجاور لمنازلهم.
وقالت يانا (39 عاما)، أثناء استعدادها للتوجه لعملها، "كنت في المطبخ بالفعل، وسمعت كل شيء، وسمعت صوت المحركات الهادر وركضت إلى المرحاض".
وأضافت "أريد أن ينتهي كل هذا… وأن يموت (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، ذلك الوغد. تلك هي مشاعري الوحيدة".
وبدا أن هجوما مزق جزءا من سقف مبنى حوله سور. ولم يتضح فيما كان يُستخدم المبنى.
وتحطمت بعض نوافذ مباني سكنية قريبة. وتناثرت أجزاء من السقف الجليد إضافة إلى الركام الآخر. وتدثر المواطنون المصدومون وعاينوا الأضرار.
وقالوا إن أحدا لم يصب بأذى فيما يبدو.
وأمكن رؤية ذيل أبيض للطائرة المُسيرة بين الحطام، مكتوب عليه إم529 جيران-2 ومكتوب عليه بخط اليد رسالة "من أجل ريازان!!!"، وهي إشارة واضحة لما تقول موسكو إنها هجمة أوكرانية على مهبط طائرات في عمق روسيا هذا الشهر.
*أنا فخور
شنت روسيا، التي غزت أوكرانيا يوم 24 فبراير شباط فيما تسميه "عملية عسكرية خاصة" لنزع "نازية" جارتها، سلسلة هجمات صاروخية على البنية التحتية للطاقة منذ أكتوبر تشرين الأول. وقالت الشركة المشغلة لشبكة الطاقة في أوكرانيا إن مرافق الطاقة لم تتعرض لضرر في هجوم اليوم الأربعاء.
وقال يوري إهنات، المتحدث باسم سلاح الجو الأوكراني، إن الهجوم كان وقته متعمدا عند هبوط الظلام ليجعل من الصعب إسقاط الطائرات.
وأضاف "عملت الدفاعات الجوية بشكل جيد. أُسقطت 13 (طائرة مسيرة)".
وقال زيلينسكي في رسالة مصورة موجزة "أحسنتم، أنا فخور"، مثنيا على منظومات الدفاع الجوي.
وتلقت أوكرانيا بالفعل منظومات دفاع جوي من الغرب، بما فيه الولايات المتحدة. وتُعد منظومة باتريوت الأكثر تطورا.
وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن من المرجح أن يُعلن عن قرار بتوفير المنظومة غدا الخميس على أقرب تقدير.
وقال الكرملين يوم الأربعاء إن منظومات صواريخ باتريوت الدفاعية ستكون هدفا مشروعا للهجمات الروسية على أوكرانيا إن صرحت واشنطن بإرسالها إلى كييف.
وأوضح تقرير هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية أهمية منظومات الدفاع الجوي.
وورد أيضا في البيان أن العدو شن في الأربع والعشرين ساعة المنصرمة، "هجوما جويا و11 ضربة صاروخية، ثلاث منها على البنية التحتية المدنية …(و) شن أكثر من 60 هجوما من قاذفات صواريخ متعددة" في مناطق خاركيف ودونيتسك وزابوريجيا.
وقال نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني إن عمليات القصف الروسية ضربت المبنى الإداري الإقليمي في الساحة المركزية بمدينة خيرسون المحررة حديثا والواقعة في الجنوب.
وبعد سلسلة من الهجمات الأوكرانية المضادة الخاطفة التي شهدت استعادة كييف نحو نصف الأراضي التي احتلتها موسكو في الأسابيع الأولى من الحرب، لم يحقق أي من الطرفين مكاسب كبيرة من حيث السيطرة على الأراضي في الشهر المنصرم.
ويقول محللون عسكريون إن جمودا قد يحدث خلال الشتاء، حتى في ظل تواصل أعنف المعارك، لا سيما في منطقة دونيتسك، حيث تضغط القوات الروسية للاستيلاء على مدينة بخموت.
وقال مكتب زيلينسكي إن الرئيس ومسؤولي الجيش بحثوا القيام بتحركات لضمان الأمن على الحدود في اجتماع للقيادة العليا يوم الأربعاء.
وجاءت المحادثات غداة إعلان روسيا البيضاء حليفة موسكو زيادة الاستعداد القتالي جنوبي البلاد. واستخدمت موسكو روسيا البيضاء كمنصة إطلاق لغزوها لأوكرانيا.
وتعين على ملايين المدنيين الذين يتحملون أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية التعامل مع حالات انقطاع الكهرباء والحرارة والماء في ظل استقرار درجات الحرارة في نطاق ما دون الصفر.
وفي باريس، تعهدت نحو 70 دولة ومؤسسة بتقديم نحو مليار يورو (1.05 مليار دولار) للمساعدة في الحفاظ على توفير المياه والأغذية والطاقة والرعاية الصحية والنقل في أوكرانيا.
وقال سيرجي كوفالينكو كبير مسؤولي العمليات في شركة "ياسنو" عبر فيسبوك (NASDAQ:META) إن الإصلاحات مستمرة في شبكة الكهرباء وإن كييف لديها فقط ثلثا الطاقة التي تحتاجها.
وقال أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني، يوم الأربعاء إن مواطنا أمريكيا كان بين عشرات المحتجزين الذين جرى تسليمهم إلى أوكرانيا في تبادل للأسرى مع روسيا.
وكتب عبر تطبيق تيليجرام إن سويدي موريكيزي كان "يساعد شعبنا" قبل أن ينتهي به المطاف رهن الاحتجاز في روسيا.
(إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)