احصل على خصم 40%
👀 اكتشف كيف ينتقي وارين بافيت أسهم رابحة تتفوق على إس آند بي 500 بـ 174.3%احصل على 40% خصم

أحد رموز ثورة تونس يرى أحلام الحرية والكرامة تتلاشى ولا يبالي بالانتخابات

تم النشر 17/12/2022, 12:29
© Reuters. وديع الجلاصي يتحدث خلال مقابلة مع رويترز في مقهى في النحلي إحدى ضواحي تونس يوم السبت. تصوير: طارق عمارة - رويترز.

من طارق عمارة

تونس (رويترز) - نال وديع الجلاصي شهرة واسعة عندما أطلق طائرا من قفصه ضمن مظاهرة حاشدة خلال ثورة 2011 في تونس، في إشارة إلى تحرر تونس من نظام ديكتاتوري.. لكنه اليوم يرى الأمل يتلاشى ويقول إنه أصبح لا يتنفس حرية ولا يرى ديمقراطية ولن يصوت في هذه الانتخابات البرلمانية.

قصة الجلاصي، من الانتفاضة ضد الاستبداد إلى مقاطعة انتخابات برلمان بصلاحيات ضعيفة تعقد في ذكرى اندلاع شرارة الثورة التونسية، تُظهر أحلاما مبددة لجيل ناضل من أجل الديمقراطية لكنه يرى أن ثمارها تضيع أمام عينيه.

يقول الجلاصي لرويترز في مقهى بمنطقة النحلي الشعبية "أشعر بالاختناق أكثر في بلدي. لا يوجد مستقبل واضح لي أو لعائلتي وأصدقائي من الحي. لا أشعر بالحرية ولا أستطيع الكتابة بحرية على وسائل التواصل الاجتماعي. إنه أمر مقلق للغاية".

وبدأت الثورة التونسية عندما أضرم بائع الخضروات محمد البوعزيزي النار في نفسه في 17 ديسمبر كانون الأول 2010 بعد أن صفعته شرطية، مفجرا احتجاجات حاشدة في أرجاء البلاد.

وعندما غص شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس بالحشود في يناير كانون الثاني وفر الرئيس السابق زين (TADAWUL:7030) العابدين بن علي من البلاد، ‭‭‭‭‬‬‬‬‬كان الجلاصي يحمل قفصا عاليا مربوطا به العلم التونسي ويفتح الباب لإطلاق الطائر.

أصبحت صورة الشاب العاطل عن العمل والذي كان يبلغ من العمر 21 عاما وقت الثورة، أيقونية في تونس، ورمزا لآمال الحرية التي سرعان ما انتشرت عبر شمال أفريقيا والشرق الأوسط فيما أصبح يعرف بانتفاضات "الربيع العربي".

ومع قمع الثورات الأخرى أو تحولها إلى حروب أهلية طاحنة، كانت الديمقراطية في تونس منارة وحيدة للنجاح رغم بعض الهنات.

لكن على الرغم من أن الانتخابات كانت نزيهة وحرية التعبير متاحة بشكل لا مثيل له في المنطقة، إلا أن تونس كانت تتأرجح من أزمة إلى أخرى ولم يتوقف شجار السياسيين وبدا الاقتصاد على شفا الانهيار.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

كان الجلاصي يجلس مع أبناء حيه في مقهى بمنطقة النحلي، وهي منطقة جبلية يصل إليها طريق غير معبَّد ومكتظ بمبان فوضوية متلاصقة وأخرى متداعية، وتحدث عن سنوات من غياب التنمية العامة وتشاحن سياسي أفقد الناس الثقة في السياسيين.

وقال "سئمنا من النخبة السياسية والأحزاب التي تسرق أحلامنا وتركز على مصالحها".

لم يكن هذا الشاب هو الوحيد من التونسيين الذي يشعر بالخذلان والإحباط.

في انتخابات 2019، اختار الناخبون قيس سعيد، وهو مستقل صارم تعهد بإنهاء حالة الشلل والقضاء على الفساد، كرئيس. وكان البرلمان صاحب السلطة الأقوى رغم أنه كان مشتتا، مع تراجع واضح للحماس لأي من الأحزاب.

وعندما أغلق سعيد البرلمان بدبابة في صيف العام الماضي، مع اشتداد الأزمة السياسية والاقتصادية، كان الجلاصي من بين الحشود التي نزلت إلى الشوارع آنذاك، مرددا صدى الحشود التي ملأت تونس في أثناء الثورة معتبرا أن تلك اللحظة كانت "لحظة إنعاش لثورة مغدورة".

وقال الجلاصي "كنا مع قيس سعيد وساعدناه ...لأنه مثلنا جاء من الأحياء الفقيرة".

لكن بعد ما يقرب من 17 شهرا من سيطرة سعيد على أغلب السلطات والتحرك للحكم بمراسيم، لم يتغير شيء فعليا بالنسبة للجلاصي الذي يقول إن الوضع ازداد سوءا وإن الأمل "تلاشى بشكل شبه كامل".

وسيكون للبرلمان الجديد الذي سيُنتخب اليوم السبت سلطات ضعيفة. وأقر سعيد قوانين جديدة تفرض عقوبات بالسجن على من ينشر "أخبارا كاذبة" تصل عقوبتها عشرات سنوات.

ويقول الجلاصي "أختنق في تونس اليوم. لا شيء يعمل في هذا البلد. لا ديمقراطية ولا الاقتصاد ولا أوضاع الناس"، مضيفا أنه يشعر بخذلان.

وأضاف "للمرة الأولى بعد الثورة لن أصوت".

وقال الجلاصي بمرارة "لقد سعوا لقتل كل ما له علاقة بالثورة. لقد قتلوا الحلم. لم أعد أشتم رائحة للثورة ولا للحرية".

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

(تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس- تحرير مصطفى صالح)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.