البحر الميت (الأردن) (رويترز) - قال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه يتعين على طهران أن توقف فورا دعمها العسكري لروسيا والقمع الداخلي للمتظاهرين على أراضيها مما يعكس تدهور العلاقات بين الجانبين في الوقت الذي تشهد فيه الطرق الدبلوماسية لإحياء اتفاق 2015 النووي حالة من الجمود.
وقال بوريل إن اجتماعه مع أمير عبد اللهيان يوم الثلاثاء في الأردن، حيث من المقرر أن يحضر كلاهما مؤتمرا إقليميا، كان ضروريا "في ظل تدهور العلاقات بين إيران والاتحاد الأوروبي".
وفي الوقت الذي لا توجد فيه أي بادرة أمل حاليا لاستئناف المحادثات بين الجانبين، قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع إيران لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.
وقال بوريل على تويتر "اتفقنا على ضرورة إبقاء الاتصالات مفتوحة واستعادة خطة العمل المشتركة الشاملة استنادا إلى مفاوضات فيينا" في إشارة إلى المحادثات المتوقفة منذ سبتمبر أيلول.
ونقلت وزارة الخارجية الإيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله إن القوى الغربية يجب أن تتبنى نهجا "بناء" لإحياء الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، مضيفة أنه أبلغ بوريل أن الأطراف المعنية بالاتفاق يتحتم عليها اتخاذ "قرار سياسي ضروري" لإنقاذه.
وفي تعليقات منفصلة في المؤتمر بالأردن، قال أمير عبد اللهيان إن إيران ستدعم إحياء الاتفاق طالما تم احترام خطوطها الحمراء، وطالب الأطراف الأخرى في الاتفاق بأن تكون "واقعية".
وزادت محاولات إنقاذ الاتفاق النووي في الآونة الأخيرة.
وشنت إيران حملة وحشية لقمع احتجاجات المتظاهرين في الشوارع بينما تقول دول غربية إن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية في حربها ضد أوكرانيا وإن طهران سرعت من وتيرة برنامجها النووي، وكلها عوامل تزيد الثمن السياسي المطلوب مقابل رفع العقوبات عن إيران.
ونقلت وزارة الخارجية الإيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله "أعلن استعداد بلادي للتحدث مباشرة مع أوكرانيا لحل أي سوء تفاهم بشأن موقف طهران من الحرب الأوكرانية".
وأقرت إيران بتزويد موسكو بطائرات مسيرة لكنها قالت إنها أرسلتها قبل الحرب في أوكرانيا في الوقت الذي استخدمت فيه روسيا هذه الطائرات لاستهداف محطات الطاقة والبنية التحتية المدنية.
واستنكر أمير عبد اللهيان الدعم الغربي للاحتجاجات في إيران والعقوبات "غير القانونية" ضد بلاده. وقال إن إيران مستعدة لاستكمال مفاوضات فيينا على أساس مسودة الاتفاق السابقة.
* مواقع غير معلنة
فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين بسبب قمع طهران للاحتجاجات التي اندلعت إثر وفاة الفتاة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاما) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر أيلول.
وتمثل الاحتجاجات أحد أصعب التحديات التي تواجه القيادة الدينية في إيران منذ ثورة 1979. واتهم زعماء إيرانيون القوى الغربية بإثارة الاحتجاجات التي واجهتها قوات الأمن بحملة قمع دموية.
وأفادت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) الإيرانية بمقتل 502 متظاهر و62 فردا من قوات الأمن.
وتوقفت المحادثات النووية بعد أن اتهمت القوى الغربية الجمهورية الإسلامية برفع مطالب غير معقولة بعد أن بدا أن جميع الأطراف على وشك التوصل إلى اتفاق.
ومن بين العقبات آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في مواقع غير معلنة في إيران.
وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية يوم الاثنين بأن مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة غادروا إيران بعد محادثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
ولم تذكر الوكالة ما إذا كانوا ناقشوا المأزق المتعلق بآثار اليورانيوم.
(إعداد محمد حرفوش ومحمد أيسم ومحمد عطية للنشرة العربية- تحرير أيمن سعد مسلم)