من تيمور أزهري
بيروت (رويترز) - قالت ثلاثة مصادر قضائية إن محققين أوروبيين سيزورون لبنان في يناير كانون الثاني في إطار تحقيق عبر الحدود في ما أثير حول تورط حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة في قضايا احتيال أضرت بالدولة.
وقالت المصادر لرويترز إن مسؤولين قضائيين ومحققين من فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج سيصلون لبنان في زيارة تهدف إلى المضي قدما في التحقيق في مزاعم ضلوع سلامة في قضايا فساد، وهو تحقيق كانت قد بدأته السلطات السويسرية في عام 2021.
وينفي سلامة (72 عاما) ارتكاب أي مخالفات، قائلا إن التحقيقات تأتي في إطار حملة منسقة لتحويله إلى كبش فداء للانهيار المالي الذي حدث في لبنان عام 2019.
ولم يتسن لرويترز الحصول على تعليق المتحدث باسم وكالة الاتحاد الأوروبي المعنية بالتعاون في مجال العدالة الجنائية (يوروجست)، والتي تنسق التحقيق في ثروة سلامة، أو المتحدث باسم السلطات القضائية الألمانية.
ولم يرد المتحدثان باسم السلطات القضائية في فرنسا ولوكسمبورج على طلبات رويترز للتعليق المرسلة عبر البريد الإلكتروني.
وأعلنت يوروجست في مارس آذار مصادرة نحو 120 مليون يورو (127.78 مليون دولار) من الأصول اللبنانية في فرنسا وألمانيا ولوكسمبورج وموناكو وبلجيكا.
وعلى الرغم من أن الوكالة لم تذكر أسماء أي من المشتبه بهم، فإن ممثلي الادعاء في مدينة ميونيخ الألمانية أكدوا لرويترز أن سلامة ضمن المشتبه بهم في القضية التي أدت إلى مصادرة الأصول.
ووفقا لوثائق صادرة عن محكمة سويسرية اطلعت عليها رويترز، فإن السلطات السويسرية تشتبه في أن سلامة وشقيقه رجا استولوا بشكل غير قانوني على أكثر من 300 مليون دولار من المصرف المركزي اللبناني بين عامي 2002 و2015، وأنهما متورطان في غسل بعض هذه الأموال في سويسرا.
ونفى سلامة في مقابلة مع رويترز في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي ارتكاب أي مخالفات، قائلا إنه لم يتم تحويل أي أموال من المصرف المركزي أو أموال لبنانية عامة خارج البلاد.
وفي ألمانيا، قال ممثلو الادعاء إنهم يحققون في احتمالية أن تكون بعض الأموال التي تحدثت عنها السلطات السويسرية قد اُستخدمت في شراء عقارات، لا سيما في ميونيخ.
ووفقا لأشخاص مطلعين على الأمر، فإن ممثلي الادعاء الفرنسيين يحاولون تحديد ما إذا كان الأخوان سلامة قد استخدما بعض هذه الأموال لشراء عقارات في فرنسا، بما في ذلك جزء من مبنى في الشانزليزيه.
وأكد القضاء في لوكسمبورج في نوفمبر تشرين الثاني 2021 أنه فتح قضية جنائية بحق سلامة، لكنه امتنع عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.
(إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)