من آندرو داوني جابرييل أراخو
ساو باولو (رويترز) - توفي بيليه أسطورة كرة القدم البرازيلية الذي تحول من طفل فقير حافي القدمين إلى أحد أعظم وأشهر الرياضيين في العصر الحديث يوم الخميس عن 82 عاما.
وأعلن مستشفى ألبرت أينشتاين في ساو باولو الذي خضع فيها للعلاج أنه توفي في الساعة 3:27 مساء بالتوقيت المحلي نتيجة "فشل وظائف العديد من الأعضاء الناتج عن تطور سرطان القولون المرتبط بحالته الصحية السابقة".
وأكدت ابنته كيلي ناسيمنتو على انستجرام وفاة اللاعب الوحيد الذي فاز بكأس العالم ثلاث مرات.
وقالت "الإلهام والحب شكلا رحلة الملك بيليه، الذي رقد في سلام اليوم"، مضيفة "فتن العالم بعبقريته في الرياضة، أوقف حربا، انشغل بأعمال اجتماعية حول العالم ونشر أكثر ما كان يؤمن بأنه علاج كل مشاكلنا: الحب".
وتدفقت رسائل العزاء من مجتمعات الرياضة والسياسة والثقافة حول العالم لرمز جسد هيمنة البرازيل على الكرة الجميلة.
وأعلنت حكومة الرئيس جايير بولسونارو، الذي تنتهي ولايته يوم الأحد، الحداد لثلاثة أيام.
وقالت الحكومة في بيان إن بيليه كان "مواطنا عظيما، وارتقى باسم البرازيل أينما ذهب".
وكتب الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي سيخلف بولسونارو، في تويتر "القليل من البرازيليين حملوا اسم بلادنا مثلما فعل (بيليه)".
وكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر تويتر "اللعبة، الملك، الخلود".
وكان بيليه يخضع للعلاج الكيماوي بشكل منتظم منذ إزالة ورم في القولون في سبتمبر أيلول 2021.
كما واجه صعوبة في المشي دون مساعدة منذ جراحة غير ناجحة في الفخذ في 2012. وفي فبراير شباط 2020، عشية جائحة فيروس كورونا، قال ابنه إدينيو إن حالة بيليه الجسدية الضعيفة أصابته بالاكتئاب.
وانضم بيليه، واسمه إيدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، إلى نادي سانتوس في 1956 وحوّل النادي الساحلي الصغير إلى أحد أشهر الأسماء في كرة القدم.
وقال المسؤول الإعلامي للنادي إنه من المتوقع إجراء مراسم عزاء في استاد أوربانو كالديرا الخاص بسانتوس، والمعروف أكثر باسم فيلا بيلميرو، يوم الاثنين.
وبالإضافة إلى مجموعة من الألقاب الإقليمية والمحلية، فاز بيليه بكأس ليبرتادوريس، المعادل لدوري أبطال أوروبا مرتين ومثلهما في كأس إنتركونتيننتال والتي كانت بطولة سنوية تجمع أفضل الفرق في أوروبا وأمريكا الجنوبية.
ونال لقب كأس العالم ثلاث مرات. وكانت المرة الأولى في سن 17 عاما في السويد عام 1958، والثانية في تشيلي بعد أربع سنوات على الرغم من أنه غاب (NYSE:GPS) عن معظم البطولة بسبب الإصابة والثالثة في المكسيك في 1970، عندما قاد ما يعتبر أحد أعظم الفرق التي لعبت كرة القدم على الإطلاق.
واعتزل اللعب مع سانتوس في 1974 لكن بعد عام عاد بشكل مفاجئ لتوقيع صفقة سخية للانضمام إلى نيويورك كوزموس في دوري أمريكا الشمالية الوليد وقتها.
وخلال مسيرة مجيدة استمرت 21 عاما سجل 1283 هدفا.
لكن بيليه تجاوز كرة القدم وأصبح أيقونة عالمية في القرن العشرين.
وبابتسامته التي تخلب العقول وتواضعه الجم الذي سحر ملايين المعجبين، تخطت شهرة بيليه نجوم هوليوود ورؤساء الدول في العالم الذين التقى الأسطورة البرازيلي بالكثيرين منهم إن لم يكن معظمهم، خلال مسيرته التي استمرت ستة عقود كلاعب وصاحب أعمال.
وينسب إليه الفضل في المزج الفريد من نوعه بين الموهبة والعبقرية الإبداعية والمهارات الفنية بعد أن كان يلعب حافي القدمين في بلدته الفقيرة في البرازيل وهو يركل ثمرة جريب فروت أو كرات من الخرق البالية المحشوة لأن عائلته لم تكن قادرة على تحمل التكاليف الحقيقية.
واختارت اللجنة الأولمبية الدولية بيليه "رياضي القرن" بينما اختاره الفيفا "لاعب القرن" وأطلقت عليه حكومة البرازيل لقب "الكنز الوطني".
وكانت احتفالاته تغمرها العواطف غالبا وكان يبكي فرحا وعادة كانت تتدفق الجماهير إلى الملعب بعد المباريات لنزع سرواله أو أحذيته بحثا عن هدايا تذكارية.
وكان منزله في البرازيل يبعد أقل من ميل عن الشاطئ لكنه لم يكن يذهب إلى هناك خلال عقدين خوفا من تكدس المعجبين.
لكنه لم يشتك أبدا من شغف الجماهير به واعتبرها هدية من الرب.
وقال في مقابلة مع رويترز في 2013 "الرب أعطاني هذه القدرة لسبب واحد، أن أسعد الناس، لا يهم ما فعلت، حاولت فقط ألا أنسى ذلك".
وقال الاتحاد البرازيلي للعبة في رثاء بيليه "منحنا برازيل جديدة ولا يسعنا سوى شكره فقط على إرثه".
وأضاف الاتحاد البرازيلي عبر انستجرام "بيليه أكبر بكثير من كونه أعظم رياضي عبر العصور، ملك البرازيل كان أعظم واجهة للبرازيل المنتصرة".
وقدم كيليان مبابي النجم الفرنسي الذي يشبهه كثيرون ببيليه، ويعتبرونه أفضل لاعب في العالم حاليا، التعازي أيضا.
وكتب عبر تويتر "ملك كرة القدم تركنا لكن إرثه لن ينسى أبدا، ارقد في سلام يا ملك".
(إعداد أشرف حامد وأحمد مصطفى وشادي أمير للنشرة العربية)