من بافل بوليتيك ودان بيليشوك
كييف (رويترز) - حثت السلطات سكان العاصمة الأوكرانية كييف على التوجه إلى ملاجئ الغارات الجوية في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة مع إطلاق صفارات الإنذار في جميع أنحاء المدينة، وذلك بعد يوم من تنفيذ روسيا أكبر هجوم جوي منذ بدء الحرب في فبراير شباط.
وبعد الثانية صباح يوم الجمعة بقليل، نبهت حكومة مدينة كييف على قناتها على تطبيق المراسلة تيليجرام إلى إطلاق صفارات الإنذار من الغارات الجوية ودعت السكان إلى التوجه للملاجئ.
وقال أوليكسكي كوليبا حاكم منطقة كييف على تيليجرام إن "هجوما بطائرات مسيرة" ما زال جاريا.
وسمع شاهد من رويترز على بعد 20 كيلومترا جنوبي كييف عدة انفجارات وأصوات نيران مضادة للطائرات.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور مساء يوم الخميس إن الدفاعات الجوية في وسط وجنوب وشرق وغرب أوكرانيا صدت 54 صاروخا روسيا و11 طائرة مسيرة خلال واحدة من أكبر الهجمات الجوية الروسية منذ بدء الحرب في فبراير شباط.
وأقر زيلينسكي بأن معظم المناطق في بلاده تعاني من انقطاع التيار الكهربائي. وأضاف أن المناطق التي شهدت انقطاعات كبيرة في الكهرباء تشمل العاصمة كييف وأوديسا وخيرسون في الجنوب والمناطق المحيطة، والمنطقة المحيطة بلفيف بالقرب من الحدود الغربية مع بولندا.
وقال "لكن هذا لا شيء مقارنة بما كان يمكن أن يحدث لولا قواتنا البطولية المضادة للطائرات والدفاع الجوي".
وأظهرت لقطات لرويترز عمال الطوارئ وسط حطام منازل في كييف دمرها انفجار ودخانا ناجما عن سقوط صواريخ يتصاعد في السماء. وكان مسؤولون قالوا في وقت سابق إن أكثر من 120 صاروخا أطلقت خلال هجوم الخميس.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن أكثر من 18 مبنى سكنيا وعشر منشآت حيوية للبنية التحتية دُمرت في الهجمات الأخيرة.
وأدت الضربات الجوية الروسية في الأشهر القليلة الماضية التي استهدفت البنية التحتية للطاقة إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن الملايين في درجات حرارة شديدة البرودة.
وأعلنت الولايات المتحدة مؤخرا عن مساعدات عسكرية إضافية بنحو ملياري دولار لأوكرانيا، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي باتريوت، الذي يوفر الحماية من الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
* ألغام
أعلنت بريطانيا يوم الجمعة أنها منحت أوكرانيا أكثر من ألف جهاز للكشف عن المعادن و100 من معدات تفكيك القنابل للمساعدة في تطهير حقول الألغام.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس في بيان "استخدام روسيا للألغام واستهداف البنية التحتية المدنية يؤكد القسوة المروعة لغزو (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين".
وأضاف "ستساعد هذه الحزمة الأخيرة من الدعم البريطاني أوكرانيا على تطهير الأراضي والمباني بأمان بينما تستعيد أراضيها".
وقالت وزارة الدفاع إن أجهزة الكشف عن المعادن، التي تصنعها شركة فالون الألمانية، ستساعد القوات في تأمين الطرق من خلال إزالة مخاطر المتفجرات، بينما يمكن لمعدات إبطال القنابل نزع فتيل الذخائر غير المنفجرة.
وقال والاس يوم الخميس إن بريطانيا ستخصص 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.77 مليار دولار) مساعدات عسكرية لأوكرانيا في عام 2023، وهو ما يعادل المبلغ الذي قدمته هذا العام.
* ساحات المعارك
نفت موسكو مرارا استهداف المدنيين، لكن أوكرانيا تقول إن قصفها يوميا يدمر المدن والبلدات ومنشآت الطاقة والبنية التحتية الطبية وغيرها.
وغزت روسيا أوكرانيا في 24 فبراير شباط فيما وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "عملية عسكرية خاصة" لمواجهة ما تعتبره تهديدات لأمنها. وشجبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون تصرفات روسيا ووصفوها بأنها استيلاء على الأراضي على غرار ما كان يحدث في الحقبة الاستعمارية وفرضت عقوبات في محاولة لتعطيل الحملة.
ولا يزال القتال الأشد حدة في بلدتي باخموت وسوليدار على خط المواجهة في الشرق بمقاطعة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق زعمت روسيا أنها ضمتها في سبتمبر أيلول. والمناطق الأخرى هي لوجانسك في الشرق ووخيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
ولا تحكم القوات الروسية السيطرة على أي من المناطق الأربع، على الرغم من أن الكرملين قال إنه يحرز تقدما في أحد الأهداف الرئيسية المعلنة المتمثلة في "نزع السلاح" في أوكرانيا.
وتبحث روسيا عن نصر ميداني في شرق أوكرانيا وتحاول السيطرة على باخموت منذ شهور.
وقال زيلينسكي مساء يوم الخميس إن روسيا "لم تتخل عن الفكرة المجنونة للاستيلاء على منطقة دونيتسك".
وصمدت القوات الأوكرانية في دونيتسك، التي تشكل مع لوجانسك منطقة دونباس التي تتحدث الروسية، وهي معقل صناعي استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على جزء منه في عام 2014. وفي العام نفسه، ضمت روسيا أيضا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
(إعداد علي خفاجي وسها جادو للنشرة العربية)